الشارقة ،خاص

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الجمعة، معرضاً تشكيلياً بعنوان «ملامح بلا ظلال» للفنانة الإماراتية ميرة القاسم، وذلك بحضور د.عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، د .عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعلي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
ضم المعرض نحو 60 لوحة من الأحجام الصغيرة، تعمدت الفنانة أن ترسمها بشكل حر يخرج عن المألوف ويستدعي تجارب الفن الفطري الذي لا يخضع لالتزام مدرسي أو معيار فني محدد، ولا يتبع سوى انطباع ومشاعر الفنانة، وركزت في رسوماتها على الوجوه النسائية بشكل خاص، كما يشير العنوان، وكأنها نوع من التجريد الانطباعي هو حصيلة ما يتبقى من تلك الوجوه بعد تغيب عن المشهد وتبقى في الذاكرة زمناً طويلاً، فلا يبقى إلا ملامحها المجردة التي هي في الواقع نوع من الانطباع أو المشاعر التي تسكن الذاكرة عن تلك الوجوه التي ذهبت حقيقتها، هكذا ترسم ميرة انطباعاتها المجردة، ترسم ذكرياتها عن حياة قديمة، هي في الغالب ذكريات عن الفتاة والمرأة الإماراتية في عقود مضت، وبالموازاة مع تلك الوجوه رسمت أيضا أزهاراً في أصصها، واحتفلت بالألوان سواء في رسم الوجوه النسائية أو الأزهار.
وقال د.عبد العزيز المسلم: «تمتد معرفتي بالفنانة ميرة القاسم لأكثر من ثلاثة عقود عرفتها شاعرة تغوص في النبطي ثم كتبت الشعر العامي الحديث، كما كانت صحفية نشطة تدرجت بين التحرير والكتابة وتنقلت بين عدة صحف ومجلات، واليوم أرى إنجازها الكبير في هذا المعرض، وأرى فيه تأثرها الكبير بالشعر، فهذه اللوحات قريبة من القلب، قريبة من مساحات الشعر».
الدكتور عمر عبد العزيز، قال: «تقدم ميرة القاسم، تجربتها الفنية الطويلة عبر عدد من اللوحات النابعة من مرايا الوجوه الناعسة، كما كان يفعل الفنان أماديو موديلياني الذي كرس ألوانه للتطواف في سمت المرأة وتضاريس انفعالاتها المكتومة في الوجوه، والفنانة ميرة هنا لم تقف عند حد المحاكاة، بل أضافت لمستها التعبيرية الخاصة، بالتركيز على التداعيات اللونية المنغمة، التي تذكرنا بالفنان الملون موندريان، وخاصة من التناوبات اللونية البهية».
وأضاف د. عمر: «رسمت ميرة القاسم الوجوه، ورسمت الأشياء الحميمة، من مزهريات وأوان، وباشرت استنطاق قوانين التشكيل البصري عبر الرسم بالضوء من خلال الفوتوغراف، وخاصة ما يتعلق منها بجماليات الفراغ الصحراوي، وما كان للفنانة ميرة أن تلامس هذه الأبعاد التشكيلية، لولا صلتها بالنص الشعري وثقافة الكلمة والمعنى».
أما ميرة القاسم فقالت: «ليس من شأن الفنان أن يشرح أعماله، فهي متروكة للمتلقي، وأنا عندما أباشر العمل لا تكون لدي أفكار مسبقة عما سأختاره من الألوان أو الأشكال، ولكن هذه أشياء تتحدد أثناء العمل وبإيحاء من الإحساس، وأتمنى أن أكون قد عبرت عن المشاعر التي كنت أريد أن أعبر عنها، فهذه بالفعل ملامح لوجوه بلا ظلال، وزهور، خرجت من الذاكرة، وعبرت عن ذكرياتي، وعن التشبث بماضٍ يعني لي كل شيء».

د .عبد العزيز المسلم ود. عمر عبد العزيز خلال جولة في المعرض

#أنتهى #

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد