“تاريخ الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة”.. إبداعات وتجارب محلية استثنائية ملهمة
تجارب استثنائية تبرز شغف المواهب الإماراتية بفن الخط، وتعكس اهتمام الدولة وحرصها عليه، يقدمها معرض “تاريخ الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة” الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” في متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات، ضمن فعاليات الدورة الأولى من “بينالي دبي للخط” التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وتستمر حتى 31 أكتوبر الجاري، وتشهد تنظيم 19 معرضاً متنوعاً، كما تسهم في تفعيل أكثر من 35 موقعاً تراثياً وثقافياً حول دبي.
ويكشف المعرض الذي يقام بالشراكة مع مجلة “حروف عربية” وبدعم رئيسي من “صندوق الوطن” عن بدايات الخط وتطوره في الإمارات ويتتبع جذور اهتمام الدولة به، كما يبرز جهود الخطاطين والفنانين الإماراتيين ومساهماتهم في الارتقاء بهذا الفن، وهو ما يتجلى في 12 عملاً إبداعياً تحمل بصمات 12 فناناً وفنانة إماراتية، حيث قدمت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيسة مؤسسة خولة للفن والثقافة، عملها “بالفكر” الذي يعكس إبداعاتها الأدبية وأقوالها الهادفة إلى تحفيز الناس ودفعهم للتفكير بطرق إيجابية، بينما تكشف لوحة “خير الزاد ما نفع العباد” حرفية الخطاط حسين السري وعمق وطول تجربته الفنية التي تعود إلى بداية السبعينيات. كما يشارك في المعرض الخطاط والفنان التشكيلي محمد مندي بأعماله “حروفيات” التي تتميز بتنوع أنماطها الفنية وجاذبية خطوطها، بينما يُمثل عمل “في محراب شخوصهن” المستلهم من قصائد الشاعرة صالحة غابش، ثمرة تعاون بين الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، والخطاط السوداني تاج السر حسن، فيما يُظهر الفنان عبد القادر الريس عبر عمله “مجموعة واو” العلاقة بين الحرف العربي وتمثيلاته الفنية البصرية.
أما الخطاط خالد الجلاف، رئيس جمعية الإمارات للخط العربي، فقد استلهم عمله الفني من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله”، وتجسد لوحة “حلية” المزخرفة ما يتمتع به الخطاط علي الحمادي من خبرة عالية في الخط الكوفي والزخرفة والتذهيب. أما الفنان التشكيلي محمود العبادي فيطل في المعرض بعمله “سورة الفتح” الذي زينه بخط الثلث، وتظهر لوحة “لا وفاء إلا للوطن” للفنانة فاطمة الظنحاني جماليات الخط العربي الكلاسيكي، كما يستعرض محمد عيسى خلفان إبداعاته من خلال لوحة “سورة الحشر”، فيما يبرز عمل “كل حب شعبة من حبه” شغف الفنانة فاطمة سالمين بخطي الديواني الجلي والثلث الجلي.
وإلى جانب مجموعة الأعمال الخطية، يتفرد المعرض بقسم “الوثائق الأرشيفية” الذي يمنح الزائر الفرصة لاستكشاف اهتمام الإمارات بفن الخط، ومراحل تطوره فيها منذ الفترة التي سبقت إعلان قيام الاتحاد وما بعدها، وذلك عبر استعراض تشكيلة واسعة من الرسائل والمراسيم، والمخطوطات الأرشيفية وكتب الفقه والعلم وأخرى متعلقة بالدين الإسلامي، بالإضافة إلى الوثائق الشخصية القديمة، والتي قدمتها مؤسسة السركال الثقافية، والدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء، وعائلة الراحل بطي بن بشر.
كما يتضمن المعرض أيضاً ستة صور فوتوغرافية لمتحف المستقبل، ومبنى دبي للبترول، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، وواحة الكرامة في أبوظبي، ومسجد الحكمة في الشارقة، ومسجد آمنة الغرير في عجمان، يوثق من خلالها المصور الإماراتي الناشئ بدر المرزوقي العلاقة بين فن الخط العربي والهندسة المعمارية المعاصرة والتصميم الحديث.
يذكر أن النسخة الافتتاحية لـ “بينالي دبي للخط” تقام بدعم رئيسي من “مجموعة الرستماني”، وبدعم من “صندوق الوطن”، وبالشراكة مع مجموعة من الشركاء والمؤسسات الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي، وتضم: حي دبي للتصميم، وندوة الثقافة والعلوم، ومكتبة محمد بن راشد، ومدينة إكسبو دبي، و”جيت أفينيو” في مركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ومركز جمعة الماجد، ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبلدية دبي، والسركال أفنيو، وآرت دبي، ومتحف المرأة، وتشكيل، وفن جميل، وغاليري مطر بن لاحج، ومعرض بوكارا، وفاوندري، وخولة آرت غاليري، وغاليري فيريتّي، وإيفي غاليري، وشركة بدو- BEDU، وغاليري AWC، ومكتبة حب-Hobb، وأوبرا غاليري، ومعرض موندوار، واستوديو ذا جام جار، واستوديو ميداف، ومرزام، ومعرض كلمات، وسلي كافيه-Slay Café، وفريم كافيه-Frame Café، و 3IXAM، و”هاواوي”، وليڤيل شوز.