دعم وتحفيز سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان وراء أبداعي الدائم

حاورها: أسامة عبد المقصود – دبي – خاص بـ ” وكالة أخبار المرأة “

تعتبر البيئة المحيطة بالمبدع أساسا لإبداعه وتميزه وهي سبب في بروز ذلك منذ  نشأته ليكون جزء من تكوينه الفكري، ومنها يتشكل في وجدانه الخطوط العريضة لمسيرة حياته في مشوار الإبداع والتفرد في إنتاجه الإبداعي ، وإذا  كان هذا المبدع يقف في ركب المبدعين أو  المبدعات من النساء  في الفنون الكتابية ، زاده ذلك  همه فاعلية ، وروعة بالإنتاجية  وتميزا  لما تملكه المرأة المبدعة كالكاتبة الإعلامية سحر حمزة التي إلتقيتها  في حوار صحفي خاطف في مكتبها في وحدة الإعلام ببلدية عجمان وهي محررة صحفية للدائرة ومدير تحرير لمجلة الدار التي تصدرها الدائرة ،وهي التي تنفرد بالتعبير الأدبي في كتابتها للأخبار الصحفية والقصص والحكايات وما تبثه   من مفردات لغوية رائعة منتقاة محملة بأحاسيس تدغدغ المشاعر وتلعب على أنغام الكلمات وتضيف للجملة المكتوبة حسا مرهفا يعبر عن وجدان محمل بهموم الوطن، فإذا كنا نتحدث عن سحر حمزة فهذا يعني أننا  نغامر في غوص عميق  في أفكار مبدعة نحتت في الصخور لتعبر عن كلماتها بالريشة وما لبث أن وجدت نفسها تنظم الشعر وتسطر قصصا لتقف في شموخ بين الأدباء والشعراء لتحمل لواء الدفاع عن حرية المرأة بأسلوبها السهل الممتنع والشيق في نفس الوقت،نجدها تسبح في الأفق وفوق بساتين الكلمة تحمل قاموسها اللغوي لتسخره طواعية لتسجيل انفعالاتها وأحاسيسها على الورق من أجل إثراء المكتبة العربية بمؤلفاتها، حول هذه المفاهيم كان لجريدة الفجر حوار معها لتفتح قلبها وتتحدث عن مشوارها في عالم الإبداع.
*القدس ملهمتي ومصدر إبداعي
– وتؤكد الكاتبة سحر حمزة قائلة:” إن مجرد ولادتي في أحضان مدينة القدس المحتلة كانت وحدها ملهمتي ومصدر إبداعي ، فقد  لعبت قدسية المكان دورا هاما في وجداني منذ الطفولة، وهذه المدينة المنفردة بقدسيتها لكل صاحب دين ورسالة في العالم لما  يتجمع فيها من رموز دينية ،وقصص الفداء ووجوه صامدة  لا تعرف الانكسار منذ عقود مضت والتي جميعها وجدت في تلك المدينة المقدسة  التي يفوح منها عبق التاريخ العريق في كل ركن من أركانها، وبين حنايا حاراتها العتيقة ، والأزقة التاريخية القديمة فيها ،  يتنامي في وجدانها  بذرة حب الوطن منذ صغرها ، والتي جعلت منها ترصد ملامح القصص والحكايات التي كتبتها ،بصور إبداعية التي بقي طيفها لا يبرح خيالي الأدبي  أمامي وكانت لي حافزا لأكتبها وأعبر عنها أما بالسرد القصصي  أو بامتزاج الألوان مع الريشة في تصاميم لوحات للحروب التي دارت رحاها على أرضها الطاهرة ، لتكون لوحة جمالية ترنو إلى أ بعد من  المكان بخصوصيته ، إلى آفاق بعيدة تحلق في فضاء الكون والتي  احتشدت جميعها بداخلي كوني فتاة حرة بفكر منفتح يقظ ،و تدافع عن فكرها الناضج  في مجتمع أحادي النظرة ذكوري الفكر، عبرت عن نفسي بالتمرد والانخراط وممارسة الألعاب الخاصة بالأولاد كوني نشأت بين أربعة أخوان ذكور في بيئة عائلية بوجود الأسرة الكبيرة الأخوال والأعمام وأولاد الخالة والعمة وغيرهم من الأقارب الذكور ، لعبت السبع حجرات ، والقوس وبالرمح  والسهم والجري ومثلت دور روبن هود وأسطورة علي بابا ،وعلاء الدين والمصباح السحري ،و  حتى كرة القدم لعبتها لأثبت لذاتي إني قادرة أن أكون كل النساء في امرأة تكون أخت الرجال وخوض غمار الحياة مثلهم ،وقد أسهم في تغيير مسار الفكر لدي ، رفضا لنظرة المجتمع لضعف الفتاة وسلب طموحها وكبح جماح الأمل في نظرتها للمستقبل.
* محفوظ وقباني ودرويش محطات في حياتي
– تقول غرست الروايات العربية التي كتبها نجيب محفوظ وغادة السمان مثلا ونموذجا أدبيا دفعاني للكتابة والإبداع  كما ساهمت أشعار نزار قباني ومحمود درويش وإصرار طه حسين وتأثيرهم في وجدان أجيال متعاقبة روح الإبداع والتلاحم مع الكلمة والانصهار مع مفردات الألوان لتشكل حرية خاصة ونقلة نوعية يشعر بها المبدع حين يلقي بنفسه على صفحة ورقة بيضاء يسطرها بيده ،وينقش عليها من وحي أفكاره أجمل الكلمات المعبرة ، وتوضح قائلة :”كنت أرى في الخزف والفخار والسيراميك ليونة وعشق عند ملامسة الريشه لجزيئاتها الصلبة، فتتحول الصخور الصامتة  تحت أنامل الفن إلى لوحات معبرة تجذب عيون المارة وتنمي الوعي عند المتلقي عند مشاركاتي وعرض إبداعي في معارض مدرسية وفي الكلية العربية وجامعة اليرموك ورابطة الفنانين التشكيلين وفي باحة المنزل فحولته لمتحف مصغر يعجب به الأهل والجيران من حولي حتى الصديقات كن يتعجبن لتعدد مواهبي .
من النقش على الخزف للتعبير بالقلم
وتضيف بالقول :” لقد شدني أدب الطفل لملاصقتي لأطفالي الصغار التوائم ،وحرصي على تربيتهم وإعدادهم للمستقبل بالعلم والمعرفة ،فقد كنت أشركهم في الأنشطة المدرسية والفعاليات الثقافية مثل حملة تشجيع الأطفال على القراءة بالأردن مع كاتبة الأطفال روضة الفرخ الهدهد ،وبدأت أقرأ لهم القصص ،ووجدت في حكايات أمي لي في الطفولة ،والحدوتة  القديمة سردا خاصا يمكن أن أتقنه بالتعبير بالكتابة عنها للأطفال على نهج معلمتي وأستاذتي في ذلك الهدهد ،  لما فيها من أبعاد ثقافية  واجتماعية ورؤى متعددة، فالكاتب حين يوجه كتاباته لطفل حديث القراءة يتحسس مفردات اللغة باحثا عن مرسى التنوير يجد نفسه منطلقا بخياله مع تصور الأطفال للأشياء وإيمانهم بها، فالكتابة للأطفال صعبة لكنها ممتعة وتجربة أضافت لي خبرات عدة  على المستوى الأدبي الغزير ، فكتبت  للأطفال نصائح ماما سحر في صفحة زينة الدنيا بصحيفة العرب اليوم الأردنية منذ عام 97 ثم أصدرت كتاب الشجرة الحزينة عام 99ومن ثم انقطعت فترة عن الكتابة في الصفحة أعلاه ،وكرست جهودي للكتابة  للأطفال  لظروف خاصة فأصدرت  السنابل الذهبية التي كانت جهد شخصي والتي تعتبر نقطة تحول لي لأكرس جهودي للأعمال الأدبية المتنوعة حين عرفت بنفسي ووقعتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2010  والتي صنعت من أسمي الإعلامي طريقا  لدخول  عالم الفنون الكتابية في الأدب والشعر وإصدار مجموعة قصصية ثالثة بعنوان سيدة ألليلك ثم ظلال اللبلاب ، وعام 2009 كتبت رواية حكايات امرأة التي هي سرد لسيرتي الذاتية وفازت   كأفضل رواية في الوطن العربي عام 2009 في  مسابقة ثقافية بمجلس الصحافة العالمي.
 و تضيف حمزة وللشعر في حياتي أيضا محطات مهمة حيث تم  نشر ديواني الشعري الأول ” رسائل للقمر “وبعض القصائد الأخرى  التي نشرت في مواقع إلكترونية وصحفي عربية ومحلية بالإمارات و نالت أعجاب النخب الثقافية المتنوعة حين أنشدت بعضا منها  على مسامعهم والتي من أبرزها يا قدس يا حبيبية ،ويسألوني من أنا ،وكلمات عائمة وغيرها التي ألقيت  من خلال الحفلات الثقافية بالأردن في مهرجان مأدبا الثقافي  ،وبعض الأمسيات الأدبية في النادي الثقافي العربي ،وفندق رمادا/عجمان  وشهدت هذه الفعاليات إقبالا  من النخبة عشاق الثقافة والأدب ومحبي سحر حمزة الإنسانة وقد غلبت  قصائد الغربة الوطن السليب /فلسطين واخترت الرحيل  للبحث عن أماكن آمنة إعجاب الحضور.
* وعن هموم المرأة وقضاياها
– تقول  تبقى هموم المرأة العربية ترافقني وواحده من أهتماماتي في الكتابة ،فأنا واحدة من هذا الجنس الأرقى والأجمل بالحياة لكنه يواجه تحديات عدة ،فكانت وقضاياها محوري في  إبداعي الأدبي، وكنت ألهث بفكري بحثا عن الحرية في محاولة لفض اشتباك العنصرية وتهميشها بحجة الخوف والحفاظ عليها من كل أذى يحاك ضد المرأة ، والغريب أن المرأة ذاتها من يبدو عليها الحزن والأسى عند ولادة طفلة أنثى هي نفسها تبكي حظها .
وتضيف حمزة  وإن كنت أحمل الرجل الجزء الأكبر من تصدير فكرة التفرقة بين الولد والبنت بعادات تعصبية قديمة متوارثة للآن للأسف ، في حين أن لكل منهما دوره الهام بالحياة و الذي لايمكن للآخر  العبث به، فقضية المرأة عربية أو غربية دائما سهلة ومبسطة ،و غير معقدة وتتلخص في طلبها بأخذ قسط من حرية التعبير بفكرها الناضج في عصرنا الحالي لاختلافه عن ألأيام الماضية التي عاشتها أمهاتنا وجداتنا ،وفي بعض المجتمعات ما زالت تطالب”المرأة” بمنحها بوصلة الإبداع لأنها قادرة على حسم أمرها والحفاظ على هويتها العربية الأصيلة ، التي تعتز بها، بعيد عن الإسفاف الدرامي ووضعها في السياق ذاته الذي يريد الرجل بأن يراها فيه في بعض أعمالنا الدرامية  سواء في السينما أو التليفزيون وفي عرض قضايا المرأة باستخفاف .
* الإمارات تهضم ثقافات الشعوب وتذوبها في منظومتها الوطنية ولها فضل كبير في تحفيزي على الإبداع والتميز الأدبي
– وهنا تؤكد أن تواجدها على أرض الإمارات أضاف لها قيمة مضافة لإبداعها الأدبي والإعلامي وحقق جزء مما كانت تصبو إليه  من حرية فكرية وانطلاق حقيقي لإبداعها الذي تشكل على يد مشجعيها من البيئة المحيطة بها بالإمارات وخاصة المجلس الأعلى لشؤون الاسرة بالشارقة ،ونادي دبي للصحافة ،ثم إمارة عجمان التي هيئت لها الظروف للتميز والإبداع ،خاصة من  المهتمين بفكر المرأة  ومن يمنحوا للمبدع مساحة من التعبير عن ذاته وعن القضايا التي يتحدث عنها في إطار الحرية المرتبة لتكوين فكر يستفيد منه الجميع وينصهر داخل النسيج المجتمعي القائم على التنوير المستنير بعيدا عن التعصب لرأي أو غلق منافذ الوعي، فالإمارات منحت الفرد فرصة ليخرج كل طاقاته ويعبر بما لديه من أدوات عن فكره وطموحاته، وعززت ذلك بحزمة من المسابقات السنوية للمبدعين ومنح الجوائز التي كان لي نصيب منها ومن تقدير الهيئات والمؤسسات الحكومية من خلال مشواري الأدبي في الإمارات وخاصة ما وجدته من دعم وتحفيز سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان الذي تبنى فكري وآمن بكتاباتي وشجعني في إطلاعه على إنتاجي الأدبي خلال المعارض الثقافية والوطنية بالإمارة.