دول المجلس تنتهج سياسات متوازنة وواضحة وتقف على مسافة واحدة من الجميع في ضوء تنامي التنافسية السياسية والاقتصادية العالمية

التقارب الخليجي الإيراني يخدم في تحقيق الاستقرار للمنطقة وهناك حاجة لتأكيد أطر حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام المواثيق الدولية

هناك حاجة لاستكمال مسار التكامل الاقتصادي بين دول المجلس نحو الاتحاد الجمركي الخليجي وتفعيل السوق المشتركة  

الاقتصاد الخليجي ينمو بمعدل 6% على أساس سنوي واقتصاد الدول الست الأعضاء في المجلس الثامن عالمياً

الناتج المحلي الإجمالي للدول الخليجية الست 2.4 تريليون دولار يتوقع له أن يصل إلى 6 تريليونات بحلول 2050

التجارة البينية الخليجية وصلت إلى 107 مليارات دولار وحجم الصناديق السيادية الخليجية 3225 مليار دولار

 بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وخلال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الـ21، تحدث معالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حول مستقبل منطقة الخليج العربي في ضوء المتغيرات الإقليمية والعالمية المحيطة والرغبة في إقرار مقومات السلام والاستقرار في المنطقة، كذلك تطرق إلى أهمية التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء في المجلس استناداً إلى ما تتمتع به من ثقل نوعي حيث تشكل مجتمعة ثامن أكبر اقتصاد على مستوى العالم بنمو سنوي لاقتصاداتها مجمعة يقدر بنحو 6% وبإجمالي ناتج محلي يصل إلى 2.4 تريليونات دولار.

وأكد معالي البديوي خلال الجلسة التي حضرتها سعادة منى غانم المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام وحشد من القيادات الإعلامية في المنطقة والعالم، أن دول مجلس التعاون تتبنى نهجا سياسيا ومواقف واضحة أكسبتها مكانتها المرموقة على الصعيد الدولي، وهو ما يتضح من خلال الدعوة التي وجهتها مجموعة “البريكس” لضم اثنتين من الدول الأعضاء في المجلس وهما دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى الدبلوماسية النشطة لدول المجلس والتي تتضح من خلال نشاطها المكثف خلال الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما يبرز دور وأهمية دول منطقة الخليج وثقلها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، كذلك دورها المحوري كمصدر رئيس للطاقة في العالم وما تسهم به في مجال المساعدات التنموية والإنسانية وما لها من انعكاسات إيجابية على مناطق مختلفة من العالم.

ولفت معالي الأمين العام إلى الإنجازات الكبيرة التي شهدتها دول الخليج العربية خلال السنوات القليلة الماضية، وزادت من ثقلها النوعي على الساحة الدولية ومن أهمها الدور البارز لدولة الإمارات في دعم الجهود الدولية في التصدي لجائحة كوفيد-19 ، وبعثات الفضاء الخليجية بإرسال رواد فضاء إماراتيين وسعوديين في مهام فضائية وضعت منطقة الخليج بين مصاف دول العالم الرائدة في هذا المجال.

ثقل اقتصادي

وفي تأكيد على الثقل النوعي للدول الست الأعضاء، ساق معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بعض الأرقام التي توضح أهمية المنطقة كقوة اقتصادية لا يستهان بها، حيث أن المعدل السنوي لنمو الاقتصاد الخليجي يقدر بنحو 6% على أساس سنوي، وأن اقتصاد الدول الست مجتمع هو الثامن على مستوى العالم من حيث الحجم، إذ أن إجمالي الناتج المحلي للدول الست يصل إلى أكثر من 2.4 تريليون دولار ومتوقع له أن يصل إلى 6 تريليونات دولار بحلول العام 2050، بينما يصل حجم الصناديق السيادية في الدول الست إلى 3225 مليار دولار، فيما وصل حجم التجارة الخليجية البينية إلى 107 مليار دولار.  

مسافة واحدة

وخلال الجلسة الرئيسية لليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الـ21، وفي سؤال حول استراتيجية دول مجلس التعاون في وقت تزداد فيه التنافسية بين قطبين عالميين كبيرين، قال معالي الأمين العام إن دول المجلس لها مواقفها السياسية المتوازنة والثابت على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، وساق مثال بالقمة التي ضمت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في الرياض العام الماضي، والقمة الخليجية الصينية التي عقدت في الرياض في ديسمبر الماضي، والتي حضرها قادة دول المجلس والرئيس الصيني، شي جين بينغ، كذلك الاجتماع الذي جمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، في إطار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، والاجتماع الذي ضم وزراء خارجية دول المجلس في الرياض ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقال إن تلك التحركات السياسية تؤكد وقوف دول المجلس على مسافة واحدة من الجميع، بمواقف واضحة وشفافية كاملة.

حسن الجوار

وعن التقارب الخليجي الإيراني، قال معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن نهج التقارب ليس بحديث وأن هذا النهج بدأ منذ فترة طويلة بدعوة إيران إلى  إقامة علاقات أساسها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام المواثيق الدولية، في حين شكل التقارب السعودي الإيراني في مارس الماضي خطوة إيجابية ومثل تقدم في اتجاه تحقيق الاستقرار للمنطقة، في ضوء الترحيب الخليجي بهذا التقارب، إلا أن حادث الهجوم الحوثي الذي استهدف أمس القوة البحرينية في المنطقة الحدودية السعودية اليمينة، وأدى إلى استشهاد اثنين من عناصرها، عاد بجهود التقارب خطوات إلى الوراء.

وأعرب معالي جاسم البديوي عن أمله في أن تقتنع إيران بأهمية إقامة علاقات طبيعية تجمعها بجيرانها في المنطقة على أساس ثابت وواضح من حسن الجوار، مشيرا إلى لقاءه منذ أيام مع  حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران الذي عبر عن رغبته في تحقيق هذا التقارب وإقامة علاقات طبيعية مع دول المجلس التي طالما أكدت رسالتها في التقارب على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ولكن على إيران أن تكون جادة في إبداء حسن النية.

التكامل الاقتصادي

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن المجلس يسعى جاهدا من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس من خلال تحقيق الهدف الرامي إلى إقامة الاتحاد الجمركي وتفعيل السوق المشتركة لدول المجلس، وقال إن التنسيق الخليجي البيني هو في أعلى مستوياته على كافة المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، إلا أن هناك حاجة ماسة لاستكمال التكامل الاقتصادي، وما يتطلبه ذلك من بعض الليونة في إبداء بعض التنازلات من أجل تحقيق الأهداف الكبرى على المدى البعيد، مشيرا إلى اتفاق قادة الدول الست الأعضاء في المجلس على أهمية تحقيق تلك الغاية الاستراتيجية، وهو ما يتجلى في تكليف قادة دول المجلس خلال الاجتماع التشاوري الخليجي في جدة للأمين العام للمجلس بتسريع الجهود في ذلك الاتجاه، ولكنه لفت إلى وجود بعض التباين في وجهات النظر، التي تعيق التقدم في هذا المسار.

وأعرب معالي جاسم البديوي عن تفاؤله بتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي وقال إن هناك إنجازات مهمة شهدتها المنطقة في هذا المسار ومن ضمنها مشروع الربط الكهربائي الخليجي الذي مهد نجاحه إلى ربط جنوب العراق كذلك بالمشروع، مؤكدا أن هناك حوار مفتوح حول تلك الجزئية معربا عن أمله أن تشهد تلك الجهود انفراجه بالتوصل إلى توافق يحقق التكامل الاقتصادي المنشود بين الدول الأعضاء في المجلس.

-انتهى-