واصل ملتقى أديبات الإمارات الثامن فعاليات اليوم الثاني، حيث قدم ندوة المرأة والأدب_رؤية مستقبلية، أدارتها عائشة الرويمة، وشاركت فيها د.مريم الهاشمي، وطرحت الندوة عدة محاوروتساؤلات ناقشتها الهاشمي، منها تساؤل حول قراءة د.الهاشمي لواقع الأدب الإماراتي اليوم، حيث قالت:
“هناك اليوم تعاون كبير بين مختلف المؤسسات الثقافية في كافة إمارات الدولة بهدف الارتقاء بالأدب الإماراتي، وهذا التعاون بلا شك يثري الأدب ويرفده بالمزيد من الثراء ويعزز من رؤيته الثاقبة، ويزيد من مستوى الوعي الثقافي، فالواقع الثقافي اليوم يفرض علينا تساؤلاً حول: الأدب الإماراتي إلى أين؟ فنحن اليوم نعيش في عصر جديد من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي يفرض نفسه على كافة المجالات، وإن تساءلنا عن النوع الثقافي الأكثر انتشاراً اليوم، فقد يظن البعض أنها الرواية لأنها عادة ما تحظى باهتمام منظمي الورش والمحاضرات والجلسات الثقافية، ولكن في الواقع فالعنصر الأدبي الأكثر قوة من ناحية التأثير والعمق لا من ناحية الكم هو الشعر، فهو المتربع على عرش الأدب اليوم لأنه الأقوى تأثيراً”.
وواصلت الهاشمي حديثها بقولها :”قد يرجع هذا إلى متطلبات الرواية، فهي ذات خصوصية من حيث السرد واللغة والاحتياجات، فالرواية تحتاج للغة تعبيرية قوية، ولثقافة واسعة في مختلف المجالات، ولمهارة عالية في سرد الأحداث والتفاصيل، وللوصول لكتابة رواية ناجحة ذات جودة وأثر نحتاج لقارئ جيد وفي مختلف المجالات، فالقراءة الموسوعية تولد الأفكار المميزة، وتولد المفردات اللغوية، والرواية أشبه ببحث علمي يحتاج لجمع المعلومات وحشد المفردات، ولابد للكاتب من التعريف بنفسه، فالجلوس في البرج العاجي للكاتب لن يوصل صوته للناس، بل عليه أن يحمل أدبه ويطرق الأبواب ليعرف الناس به”.
وأكدت الهاشمي على دور الترجمة في إيصال الكتاب لأكبر شريحة من القراء، وعن هذا قالت:
“نحتاج بالطبع للترجمة الموضوعية الدقيقة ذات اللغة المميزة التي تحافظ على روح العمل، وتضيف إليه المزيد من القيمة ولا تنتقص منه أبداً، كما أن الوصول بالأدب الإماراتي للعالمية أمر ممكن، ولكن شرط ألا يكون هو الهدف، فمثلاً عندما وصلت مؤلفات العرب قديماً مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة للعالمية، كان هذا لتميز هذه الأعمال بالفكرة الفريدة والأسلوب الشيق واللغة السليمة، لذا ولكي نصل للعالمية علينا أن نكون نحن، أي لا ننسلخ من هويتنا وثقافتنا ولغتنا وتراثنا وتاريخنا.
وعن دور المرأة في مواكبة التغيرات الاجتماعية على مر السنين، قالت الهاشمي:
“المرأة أكثر حساسية وأقوى ملاحظة وأكثر دقة، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا في العمل الأدبي الذي تقدمه، لذا هي قادرة على مواكبة التغيرات والكتابة بشمولية أكبر وعمق أكبر. “
وتم بعدها تنظيم ورشة إضاءات على تجارب شابة، والتي أتاحت الفرصة للأقلام الشابة الناشئة لعرض انتاجها الأدبي في مختلف مجالاته، حيث قامت الأديبة نجيبة الرفاعي، والأديبة عائشة عبد الله بتقيمم الأعمال المشاركة وتسجيل الملاحظات حولها للاستفادة منها.
كما نظم الملتقى أمسية شعرية في المقهى الأدبي في الشارقة، حيث أدارت الأمسية الشاعرة شيخة المطيري، وشارك فيها الشاعرات: نجاة الظاهري وأسماء الحمادي وفطيم الحرز، حيث ألقت الشاعرات عدداً من القصائد المتنوعة التي لاقت إستحسان الجمهور.
حيث ألقت الشاعرة الظاهري عدة قصائد منها “عناد القصيدة، وكرسي غير مرغوب به، وأنا مينائي الوحيد، قالت في مطلعها:
أنا آوي إلى مينائي…إن كان كل رافض إيوائي
كما ألقت الشاعرة الحمادي عدة قصائد منها: صوت الكون، خارطة الطريق، ملاعب شاعر مختال، مع الله، رؤى الياسمين، وقالت في مطلعها:
ربت على كتف السؤال..وقل له
“قد أوشكت تأتي إجابات أمينة”
وألقت الشاعرة الحرز، عدة قصائد منها له حق عليه، مب عيب، ولفظت أنفاسي، وقالت في مطلعها:
جلمود قلبك قاسي ومن الجفا ما تخاف
مافيك م الاحساس ما خذتني باعطاف