معهد الشارقة للتراث شريك أساسي في احتفالات الجامعة العربية بيوم التراث الثقافي العربي
المسلم: التراث العربي يندرج في صميم المشروع الثقافي لحاكم الشارقة.
أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث أن المحافظة على التراث العربي تندرج في صميم المشروع الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد تجسد ذلك في سجل المشاريع الثقافية والتراثية الكبرى التي يتبناها سموه ويوليها اهتمامه الدائم.
حضور عربي رفيع المستوى
جاء ذلك خلال مشاركة معهد الشارقة للتراث في الاحتفالية التي نظمتها إدارة الثقافة وحوار الحضارات بقطاع الشؤون الاجتماعية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يوم أمس الأحد بمناسبة يوم التراث الثقافي العربي،وتحت شعار (التراث الشعبي في الوطن العربي) في القاعة الأندلسية بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، بحضورمعالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وسعادة المستشار سعاد السائحي، مديرة إدارة الثقافة في الأمانة العامة للجامعة العربية، وسعادة الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات العربية، وأحمد سالم البيرق، مدير إدارة الاتصال المؤسسيبمعهد الشارقة للتراث، وأحمد محمد الدح مدير إدارة العلاقات الدولية بمعهد الشارقة للتراث، وعدد من ممثلي ومدراء الجهات المشاركة.
حيث شارك في الاحتفال عدد من الدول الأعضاء، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، ومعهد المخطوطات العربية، ومعهد الشارقة للتراث، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم الإقليمي بالشارقة)، وعدد من منظمات المجتمع المدني المعنية بالتراث الثقافي العربي.
شراكة دائمة وداعمة للتراث العربي
وأضاف سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم في كلمته الافتتاحية للاحتفال بيوم التراث العربي: إن حضور معهد الشارقة للتراث في الحدث من خلال تقديم شراكتها الأساسية الداعمة استمرار لاهتمام إمارة الشارقة بالتراث والعناية به، والذي بدأت بواكيره الأولى منذ عقود طويلة، وبتوجيهات سامية وتوجهات صادقة من صاحب السمو حاكم الشارقة والذي أدرك مبكرًا أهمية التراث بوصفه وعاءً للهوية، وصمام الأمن والأمان في وجه الغزو الثقافي الذي أدى إلى خلق هوية سحيقة بين الماضي والحاضر، وبين القديم والجديد، وبين الأصالة والحداثة، مشيرًا إلى أن كل هذا الوعي والاهتمام حدا بالمؤسسات الحكومية في عاصمة العلم والثقافة إلى تركيز الجهود وحشد الموارد وتوظيف الإمكانات في هذا الاتجاه وحث الخطى من أجل الاضطلاع بالغاية المنشودة.
معهد الشارقة للتراث.. جهد مؤسسي جامع
وأوضح المسلم أن تأسيس معهد الشارقة للتراث في الرابع عشر من ديسمبر عام 2014 مثّل نقلة نوعية مهمة ومؤثرة نحو تحقيق هذه الرؤية والهدف والمقصد، ولقد عبر بحق عن اتساع نطاق الاهتمام بالتراث من حيث النوع والكم، ضمن إطار مؤسسي جامع، يتمتع بالأهلية التامة، والاختصاصات الكفيلة بالنهوض برؤيته وتحقيق أهدافه.
ولفت رئيس معهد الشارقة للتراث إلى أن الاهتمام بالتراث العربي شكل مرتكزًا أساسيًا في برنامج المعهد، حيث أوكل تنفيذه إلى مركز التراث العربي التابع له، وذلك بهدف دعم صون التراث الثقافي العربي والارتقاء بآليات جمعه وتحقيقه وتوثيقه ونشره، ليكون متاحًا للباحثين وللعموم، وللعناية بالتراث العربي، والاهتمام به بشقيه المادي وغير المادي، وبما يدعم مسيرة التراث في الإمارات والخليج والوطن العربي ككل.
تعزيز العمل العربي المشترك.. ضرورة وأولوية
وأشاد المسلم بتخصيص يوم للاحتفاء بالتراث الثقافي العربي، كونه يعد مؤشرًا مهمًا نحو تعزيز العمل العربي المشترك، لحفظ تراثنا العربي وصونه من الضياع والاندثار، ودعم الجهود المبذولة لحمايته، ووضع الخطط ورسم السياسات الكفيلة بذلك، معتبرًا الاحتفال به تحت قبة الجامعة العربية تأكيدًا واضحًا على أهمية هذا التعاون والعمل المشترك، معربًا عن فخر معهد الشارقة للتراث واعتزاز القائمين عليه بالمساهمة في هذا الحدث من خلال الشراكة الرئيسية فيه، ما يبرهن بصورة جلية على الرغبة الصادقة لهذا الصرح الثقافي والحضاري في مواصلة دعم الاحتفالية وإنجاحه ليحتل قائمة الأولويات الثقافية للدولة الأعضاء، وبما يعيد الأمل لهذا التراث العربي، ويبني المستقبل، ويكفل حفظ تراثنا من عوادي الزمن وقسوة الفتن ومرارات المحن.
جلسات ثرية تحتفي بالموروث الثقافي
يذكر أن الاحتفالية تضمنت في مستهل جلستها الافتتاحية كلمة لمعالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، رحبت فيها بجميع الوفود العربية المشاركة وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والخبراء والمتخصصين في مجال التراث ومندوبيات الدول العربية، موضحة بأنالاحتفال بيوم التراث الثقافي العربي بصورة سنوية يأتي تنفيذًا لقرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته في عام 2016، حيث تم اختيار 27 فبراير تذكيرًا باليوم الذي دمرت فيه ساحة الموصل بالعراق على يد الإرهاب الغاشم.
وأكدت أبوغزالةإيمان الأمانة العامة للجامعة بأهمية الموروث الثقافي وضرورة إجلاء قيمته الأصلية والاعتزاز بالماضي والسعي للتصدي لأي تشويه يستهدف التراث والحضارة العربية، وكذلك خلق التواصل بين الأجيال وتشجيع الإبداع من أجل تحقيق التنمية المستدامة، لافتة إلى أن الحفاظ على التراث الشعبي في الوطن العربي بكل ما فيه من غنى وتنوع وإبداع يمنح استمرارية لحياة مجتمعاتنا وديمومة لثقافتها بحسب الشكل الذي يميز كل دولة وتاريخها وهويتها وبحسب خصائص وأنماط وتقاليد الحياة فيها، وبما يحقق صالح الوطن العربي وأجياله القادمة، وبتعاون المدرسة والجامعة والأسرة مع المؤسسات العاملة في هذا الحقل الإنساني المهم.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية كذلك كلمة لسعادة الدكتور مراد الريفي مدير معهد المخطوطات العربية، فضلاً عن جلستين، استعرضت الأولى منهما جهود عدد من الدول العربية في إحياء وصون التراث الشعبي، شملت تجارب وإنجازات كل من دولة الإمارات، والجزائر، والسعودية، والسودان، وفلسطين، وقطر، ومصر، واليمن.
في حين تمحورت الجلسة الثانية من الاحتفالية حول مداخلات ممثلي عدد من المؤسسات المتخصصة في التراث الشعبي، حيث تحدث كل من الدكتور مصطفى جاد من المعهد العالي للفنون الشعبية، والدكتور محمد زينهم والدكتور فتحي المولي من الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية.
فقرات فنية عربية
وفي ختام الاحتفالية، شهد المشاركون عروضًا فنية مختلفة من الفولكلور الشعبي العربي من قِبل بعض الدول الأعضاء المشاركة في الاحتفال وهي مصر وفلسطين واليمن.