في ظل الزيادة غير المسبوقة في وظائف الطاقة المتجددة خلال عام 2023، تواجه الجامعات منافسة قوية لتقديم برامج متخصصة في هذا المجال الذي يشهد توسعاً ملحوظاً مع تقدم التحول العالمي في قطاع الطاقة.

وفقاً لتقرير عام 2024 الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ومنظمة العمل الدولية (ILO)، ارتفعت أعداد الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة من 13.7 مليون وظيفة في عام 2022 إلى 16.2 مليون وظيفة في عام 2023، مما يمثل زيادة سنوية بنسبة 18% تعكس النمو القوي في قدرات توليد الطاقة المتجددة.

ويشير التقرير إلى أن عدد وظائف الطاقة المتجددة قد تضاعف أكثر من مرتين خلال العقد الماضي. ومع الدعوات التي أطلقها مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، فإن الزخم المتزايد نحو إزالة الكربون قد يؤدي إلى تحقيق أسرع نمو في هذا القطاع خلال السنوات الخمس المقبلة.

تُعتبر الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة واحدة من الجامعات الإماراتية التي تقدم برنامج ماجستير العلوم في الطاقة المستدامة والمتجددة، والذي يركز على تقنيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية، بالإضافة إلى مجالات إدارة الطاقة وتخزينها وسياسات الطاقة.

وفي هذا السياق، أشار البروفيسور ستيفن ويلهايت، النائب الأول لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ونجاح الطلاب، إلى أن “الطاقة المتجددة تمثل أحد القطاعات التي تهيئ الطلاب لمستقبل مهني واعد في ظل التغيرات السريعة في سوق العمل اليوم. ومع تحديد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي عُقد في دبي هدفاً طموحاً يتمثل في مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات خلال ست سنوات، هناك نشاط عالمي متزايد لتحقيق هذه الأهداف. وهذا يعني أن الطلب على مهندسي الطاقة المتجددة سيشهد زيادة ملحوظة. وقد قمنا في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة بتطوير برنامج ماجستير شامل يهدف إلى تخريج مهندسين متخصصين في مجال الطاقة المتجددة بمستوى عالمي.”

أوضح البروفيسور خالد حسين، عميد كلية الهندسة والحوسبة في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، أن “برنامج ماجستير العلوم في الطاقة المستدامة والمتجددة تم تصميمه لتمكين الطلاب من شغل وظائف مبتكرة ومسؤولة ومليئة بالتحديات في مجالات البحث والصناعة. يتلقى الطلاب تدريبًا على تصميم وإدارة المشاريع المعقدة، بالإضافة إلى تطوير مهارات القيادة في كل من القطاعين الصناعي والحكومي. كما يكتسبون معرفة عميقة بأنظمة الطاقة وتقنياتها، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز مستقبل أكثر استدامة.”

تسعى استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 إلى زيادة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاث مرات، مع استثمار يتراوح بين 150 و200 مليار درهم إماراتي بحلول عام 2030، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة نتيجة للنمو الاقتصادي السريع في الدولة.

يمكن لخريجي برنامج ماجستير العلوم في الطاقة المستدامة والمتجددة استكشاف مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الوكالات الحكومية وشركات الطاقة.والشركات الاستشارية والمؤسسات البحثية والمنظمات غير الربحية. كما يمكنهم العمل في تطوير السياسات، وتدقيق الطاقة، وتقييم الأثر البيئي.