•            بالشراكة مع “ميا فاينانس” للتكنولوجيا المصرفية، نقاشات ملهمة لقادة الصناعة حول المشهد المالي العالمي، وسبل التكيف مع مستقبل التمويل.

واصل مؤتمر “فينتك سيرج 2024”،أمس الثلاثاء في دبي هاربور، فعالياته لليوم الثالث على التوالي، حيث سلطت أجندة أعمال مؤتمر “مستقبل المال” الضوء على مجموعة من الأفكار والرؤى الثاقبة بالتعاون مع “ميا فاينانس”، حول العلاقة بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، كما جمع منتدى وجوائز قمة تكنولوجيا الخدمات المصرفية المالية، خبراءً من البنوك الرائدة في دول مجلس التعاون الخليجي، وأبرز الشركات المتخصصة في قطاع التكنولوجيا المالية والشركات التقنية المبتكرة، في مناقشات ملهمة لتبادل الخبرات والتوقعات حول مستقبل القطاع.

وشارك في المناقشات ممثلون عن كل من جلف كابيتال، الاتحاد للمدفوعات، سوق أبوظبي العالمي، شركة EY، مصرف عجمان، فيزا، بنك أبوظبي الأول، بنك رأس الخيمة الوطني وغيرهم، حيث تطرقوا إلى تأثير التغيرات المجتمعية على علاقاتهم وتغير سلوكيات المستهلكين إضافةً إلى التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وشهدت فعاليات اليوم الثالث، انعقاد جلسة حوارية بعنوان “التعاون التنافسي”، والتي تناولت اتجاه التنافسية المتوقعة مسبقاً بين المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية، نحو بناء الشراكات والتعاون، وخلال الجلسة، طرح أندرو ماكورماك، رئيس شؤون العمليات في شركة الاتحاد للمدفوعات مثالاً عليها قائلاً: “من خلال دورنا كمشغل مركزي، يمكننا الاطلاع على النطاق الكامل للتعاملات، ابتداءً من البنوك وشركات الصرافة أو أي أنواع جديدة من المحافظ الرقمية المرخصة، وبدأنا نشهد بالفعل بعض التعاون المبتكر بين الجهات، على غرار بنك الفجيرة الوطني، الذي أطلق في الآونة الأخيرة برنامجاً لقبول مدفوعات العملاء الذين لم يقبلوا بالبطاقات سابقاً”.

وأضاف: “تمكن هؤلاء التجار والشركات الصغيرة والمتوسطة من استخدام منصة “آني” للدفع الفوري للمعاملات الرقمية في الإمارات، باستخدام رمز الاستجابة السريعة، والذي أتيح في غضون أسابيع قليلة، ما وفر لهذه الشركات مسارات جديدة ومختلفة للعمل، وتمكن بنك الفجيرة الوطني من إنجاز ذلك بسرعة، من خلال دعم شركة تكنولوجيا مالية كانت تمتلك التقنية الجاهزة، وهذا مثال جيد على التعاون الذي نراه يظهر في السوق الإماراتية”.

وتطرقت الجلسة الحوارية التي انعقدت بعنوان “واقع الشمول المالي”، إلى كيفية تحسين الشمول المالي لحياة الفئات الأقل حظاً أو التي تتعرض للتهميش، إلى جانب التحديات الحالية التي يواجهها الأفراد والشركات الصغيرة فيم يتعلق بالخدمات المالية، والدور الحيوي الذي ستؤديه شركات التكنولوجيا المالية في هذا الصدد.

وخلال الجلسة، قال كريستوف كوستر، الرئيس التنفيذي لمصرف رويا في دولة الإمارات: “إحدى القضايا الرئيسية المتعلقة بالشمول المالي، تتلخص في أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لا تملك إمكانية الوصول بشكل مناسب إلى البنوك.. إما لا يحصلون إطلاقاً على حساب مصرفي، أو يستغرق الأمر ثلاثة أشهر، لذا سعينا في رؤيا لتعزيز الشمول المالي من جانب البنوك للأفراد والشركات”، وأضاف: “بالنسبة لي، الشمول المالي يتعلق بإمكانية الوصول، ويتعلق أيضاً بالتمكين وضمان أن الأفراد والشركات يملكون القدرة والمعرفة، وبالأخص المعرفة المالية، لاستخدام النظام المالي الرسمي لصالحهم دون أن يتم استغلالهم”.

من جانبه، شارك أميث راجان، رئيس الخدمات المصرفية الرقمية للشركات في بنك المشرق، رؤيته حول الشمول المالي وأهمية التعاون بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، وقال: “من وجهة نظرنا، التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية أمر حيوي.. لا يمكن للبنوك تأدية كافة الأدوار، بل هناك شركاء في النظام البيئي مجهزون ومستعدون للتعامل مع حلول التمويل المخصصة، ونحن نفضل بناء الشراكات معهم”.

ومع ازدياد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي كموضوع بارز في الوقت الحالي، ناقشت جلسة حوارية بعنوان “تعطيل الاختلال”، التأثير المتوقع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي على العلاقة بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، وفي هذا الصدد، علق حسن كاظمي، رئيس الشراكات الرقمية في “فيزا” بدولة الإمارات قائلاً: “بالنسبة لشركات التكنولوجيا المالية والبنوك، فالعلاقة بينها تكاملية، حيث تمتلك البنوك الحجم ورأس المال الذي تحتاجه شركات التكنولوجيا المالية، بينما تمتلك شركات التكنولوجيا المالية الحلول التكنولوجية والسرعة في الابتكار التي تحتاجها البنوك.. عندما تنظر إلى تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي، أعتقد أنك سترى روابط متشابهة”.

وتابع حديثه قائلاً: “تملك البنوك البيانات والعملاء أيضاً، بينما تملك شركات التكنولوجيا المالية عادةً أحدث التقنيات، ما يمكنها من بناء أي شيء بسرعة فائقة، كما أنها تتمتع بحرية أكبر في طرق التجربة في حين لا يسمح ذلك للبنوك أحياناً بسبب اللوائح، وهذا هو الحال في كافة أنحاء العالم”، وأضاف: “الميزة الإضافية التي تتمتع بها شركات التكنولوجيا المالية تتمثل في كونها أصغر حجماً وأكثر مرونة، ما يتيح لها سرعة الابتكار لتلبية احتياجات العملاء، وهذا يعني أنه في حال أرادت البنوك البحث عن حلول، فإن الشراكة مع شركة تكنولوجيا مالية أو شرائها قد يكون في بعض الأحيان أسهل بكثير من إيجاد الحلول بنفسها”.

تختتم فعاليات “فينتك سيرج” 2024، يوم غد الموافق 16 أكتوبر، حيث سيسلط الضوء على مسار تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب أجندة أعمال حافلة تركز على تمكين هذه الشركات من خلال التكنولوجيا المالية.