25 فعالية فنية أدبية مسرحية ومعرضين مصاحبين بملتقى الراوي 24
المدرسة الدولية للحكاية تناغم بين تراث الماضي وأدب الحاضر
التراث العربي أوصل رسائله الإنسانية إلى العالم بلسان الطيور
اتفق أكاديميون وباحثون عرب من المغرب، الجزائر، مصر، البحرين، والإمارات على أن التراث العربي استطاع أن يوصل رسائله الإنسانية إلى العالم بلسان الطيور، ونجح في ذلك بما يمتلكه من خيال جامح، وتصور عميق، وإبداع فكري وأدبي ثري، وذلك خلال جلسة (الطيور بين رمزية الحضور ودلالة التوظيف) بملتقى الشارقة الدولي للراوي 24 الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث. أدار الجلسة الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد.
وأشار الدكتور سعيد يقطين في ورقته (تحولات الطائر الأندلسي في المتخيل الشعبي العربي) إلى أن صورة الأرض بعد الطوفان كانت على شكل طائر يشير رأسه إلى المشرق ورجلاه إلى الجنوب والشمال، وكان المغرب من جهة الذنب. وتناول تصوير الطائر كدلالة على العمارة في الأندلس ثم كرمز للصراع بين المشرق والمغرب، وتحولت صورته إلى عقاب في زمن يوسف بن تاشفين، حيث تختصر الصور تحولات انتقالية من القبح إلى الجمال، ومن النصر إلى الهزيمة، ومن الخراب إلى العمران.
وعرف الدكتور سعيد المصري في ورقته (طيور الشر في التراث الشعبي العربي): “أنها تلك الطيور التي صورها الخيال الشعبي بصورة سلبية، وهي في الواقع إسقاط على البشر ومواقفهم الضارة، فقد ربط الخيال الشعبي بين الغراب والخيانة، والبوم والخراب، والحدأة والنهب. هذه التصورات لا تزال ممتدة إلى الوقت الحاضر، وتعد حلقة وصل بين عالمي الخير والشر”.
وقال الباحث خالد بن ققة في ورقته (الهدهد في التراث الإنساني): “إن المجتمعات العربية تنظر إلى الهدهد نظرة تختلف عن غيره من الطيور الأخرى، فهو يعتبر الطائر الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال، فإذا أكلت لسانه صرت حكيماً، وإذا أكلت قلبه صرت ثرياً. يتميز الهدهد بكونه ناقلاً للأخبار، لكنه لم يرتقِ في التصور الشعبي العربي إلى مصاف الأسطورة التي تعد صلة البشر بالسماء”.
وقال الدكتور فهد حسين في ورقته (تجليات الطيور في السرد العربي): “اختلف الحديث عن الطير في مصادر التراث العربي، فمنها ما تحدث عنه ضمن منظومة الحيوانات كاملة كما في كتاب الحيوان للجاحظ، ومنها من أعطى للطير لساناً كلسان الإنسان كما في كتاب كليلة ودمنة، ومنها ما جعلها رمزية للحب ككتاب طوق الحمامة لابن حزم. ومن أبرز المصادر كتاب فريد الدين العطار (منطق الطير) الذي يبحث فيه الطير عن طريق الخلاص، حيث يكون الهدهد مرشداً لها”. واختتم حديثه بأن “الطيور أصبحت رمزية للكتاب والفنانين، الذين يستطيعون إيصال رسائلهم بلسانها إذا بلغوا ناصية التمكن والإبداع”.
25 فعالية فنية أدبية مسرحية ومعرضين مصاحبين بملتقى الراوي 24
المدرسة الدولية للحكاية تناغم بين تراث الماضي وأدب الحاضر
بخمسٍ وعشرين فعالية منوعة على مدى انعقاد الدورة 24 لملتقى الشارقة الدولي للراوي، استقطبت المدرسة الدولية للحكاية التابعة لمعهد الشارقة للتراث تفاعلاً لافتاً من الجمهور بمختلف الفئات العمرية، من خلال فعاليات راوحت بين الحكاية الأدبية التفاعلية (الحكواتي)، والعروض المسرحية، والفعاليات الفنية التي شارك في تنفيذها مجموعة من المتخصصين في شؤون الفن والتراث الشعبي المحلي والعربي.
وضمت فعاليات المدرسة الدولية للحكاية أيضاً معرضين مصاحبين. الأول عن الحكايات الشعبية الألمانية للأخوين جريم، وهو المعرض الذي يُقام للمرة الأولى خارج ألمانيا، ويضم مجموعة من اللوحات المعبرة لقصص الأطفال، مرسومة بريشة رسامين كبار محترفين. أما المعرض الثاني، فهو معرض المصممات المبدعات، الذي استعرض عدداً من المواهب الفنية التصميمية لمجموعة من المبدعات في الدولة، اللواتي جذبن الاهتمام بمواهبهن وقدراتهن الفنية والجمالية.
وفي هذا السياق، قالت إسراء عبد الله الملا، مديرة المدرسة الدولية للحكاية: “حرصت المدرسة على تنمية المعارف الفنية والروائية والمعرفية لجميع الفئات العمرية بأسلوب فني مشوق، يمزج تراث الماضي بالحاضر، والخبرات المحلية بالخبرات العربية والعالمية. وقد تناغمت فعاليات المدرسة في هذه الدورة مع شعار (حكايات الطيور) التي تضم مخزونًا وإرثًا عالميًا كبيرًا لا يزال يرفد الثقافة العالمية بالمنجزات الكبيرة. نحن سعداء بحجم التفاعل مع فعالياتنا، مؤكدين استمرارنا في السير على نهج معهد الشارقة للتراث في تقديم كل ما هو تراثي بأجمل صورة وأعذب تعبير.”
ومن أبرز فعاليات المدرسة الدولية للحكاية خلال ملتقى الراوي 24 كان عرض كتاب “شوقي وأنا” لأمير الشعراء أحمد شوقي، الذي استعرض فيه أجمل القصائد الشعرية مثل “ملك الغربان”، “القُبرة وابنها”، “اليمامة والصياد”، “الكلب والببغاء”، “الثعلب والأرنب والديك”، “الكلب والحمامة”. كما تم عرض رسوم للقصائد مع تقديمها بصوت شيخة المطيري.
حازت فعاليات مثل “رفيف الحكايات”، و”عوالم السرد”، و”حكايات كان يا ما كان في قديم الزمان”، بالإضافة إلى برامج الدكتورة دلال مقاري، على الكثير من النجاح بفضل أسلوب العرض المتميز، والقدرة على مخاطبة الفئات العمرية كافة، والتنوع المثمر بين أساليب الحكواتية والفنانين العرب والأجانب.