الشارقة للفنون تنظم معرض «طيف الخيال» لويليام كنتريدج
الصورة: ويليام كنتريدج، عمل بعنوان «قطة/ وعاء قهوة 4» 2019. حقوق الملكية الفكرية: ويليام كنتريدج، بإذن من استوديو ويليام كنتريدج. تصوير: كريستوفر ولميرانس
تنظم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2024، معرض «طيف الخيال» للفنان ويليام كنتريدج، والذي يقام في بيت السركال التراثي، في الفترة بين 28 سبتمبر/ أيلول و8 ديسمير/ كانون الأول 2024.
يعتبر «طيف الخيال» الذي يقيّمه كلٌ من حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، وطارق أبو الفتوح، قيّم أول ومدير قسم الفنون الأدائية في المؤسسة، مع القيمين المساعدين مي القايدي وخالد محمد، أول معرض يتتبع عروض الفنان المسرحية والموسيقية والأوبرالية عبر تقديم رسومات ودمى ونماذج للأزياء وفيديوهات الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى الستائر والإكسسورات المسرحية من سبعة عشرة عرضاً أبدعها منذ أواخر الثمانينيات حتى اليوم.
يشير عنوان المعرض إلى أحد أوائل الأعمال المسرحية العربية للكاتب المسرحي وفنان الدمى العربي ابن دانيال الذي عاش في القرن الثالث عشر، وابتدع شخصيات لاذعة وساخرة تتحدى السلطات والوضع الاجتماعي الراهن، حيث تتشابه جماليات أعمال كنتريدج مع مسرحيات خيال الظل ومسرح الدمى، وتماثل اختياراته للموضوعات وشخصياته المسرحية لتلك التي تظهر في أعمال بن دانيال كما في شخصية الملك أوبو، التي ألفها الكاتب المسرحي الفرنسي ألفريد جاري في القرن التاسع عشر، ووظفها كنتريدج في أعماله، كمجاز عن جنون نظام الفصل العنصري وتحولات المشروع الكولونيالي الاستعماري المستمر حتى الآن.
يعد ويليام كنتريدج (مواليد جوهانسبرغ، 1955) أحد أهم الفنانين المعاصرين، وقد اشتهر برسوماته ومنحوتاته وأفلام التحريك التي تتمحور في مجملها حول مشروعات مسرحية مختلفة ترتبط بالظروف السياسية والاجتماعية في جنوب إفريقيا والعالم، مبتكراً جماليات خاصة أصبحت جزء هاماً من الذاكرة البصرية لعالم الفن المعاصر.
تشمل أعماله الرسم والكتابة وصناعة الأفلام والعروض الموسيقىة والمسرحية والأوبرا، وترتكز جميعها على النقد السياسي والاجتماعي من خلال مصادر أدبية وعلمية وتاريخية، مع الحفاظ على مساحة للتناقض والشك، وقد عُرضت هذه الأعمال في العديد من المؤسسات مثل متحف الفن الحديث، نيويورك؛ ومتحف اللوفر، باريس؛ غاليري وايت تشابل؛ ورينا صوفيا، مدريد؛ ومتحف زيتر للفن المعاصر، كيب تاون، كما شارك في ديكومنتا، كاسل (2012، 2022، 1997) وبينالي فينيسيا (2015، 2013، 1999، 1993).
أسس عام 2016 مركز الشباب الفنانين في جوهانسبرغ تحت عنوان «مركز الأفكار الأقل جودة» لتوفير فرص للتدريب والإنتاج بدون أي توجه وخارج أطر التمويل المعتادة، وحصل على العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة أوليفييه للإنجاز المتميز في الأوبرا، لندن (2023)؛ وجائزة بريميوم إمبريال في الرسم، طوكيو (2019)؛ وجائزة أنطونيو فيلترينيلي الدولية (2018)؛ ووسام الفنون والآداب من رتبة قائد في فرنسا (2012). وتشكّل أعماله جزءاً من مقتنيات العديد من المؤسسات مثل غاليري الفنون في غرب أستراليا؛ ومعهد شيكاغو للفنون؛ ومؤسسة الشارقة للفنون؛ ومتحف الفن الحديث، نيويورك؛ والمتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين؛ ومركز بومبيدو في باريس؛ متحف تيت مودرن، لندن؛ ومتحف غوغنهايم، أبوظبي.
عن مؤسسة الشارقة للفنون
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.