خبراء يناقشون العلاقة بين الآلة والإنسان في عالم الصحافة ضمن “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024”
ناقش خبراء ومتخصصون جوانب متنوعة من علاقة الآلة بالإنسان في عالم الصحافة ضمن فعاليات اليوم الأول من “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي” في دورته الـ13، التي ينظمها “المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة” يومي 4 و5 سبتمبر في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “حكومات مرنة.. اتصال مبتكر”، حيث شهد أول أيام المنتدى تنظيم ثلاث فعاليات مختلفة بالتعاون مع “نادي الشارقة للصحافة”، تعمقت في استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات في وسائل الإعلام المختلفة.
إنسانية السرد القصصي
استضافت جلسة “السرد القصصي.. تواصل إنساني في عصر الرقمنة” كلاً من الدكتورة فاطمة السالم، مدير عام وكالة الأنباء الكويتية، ونوال الجبر، مدير تحرير جريدة الرياض، وسوسن الشاعر، إعلامية وكاتبة من البحرين، وأدارها الإعلامي الدكتور محمد الوسمي، واستعرضت المتحدثات تجاربهن في الصحافة ووكالات الأنباء والعمل الإعلامي الحر في الكويت والسعودية والبحرين، وأكدن أهمية بناء الثقة وتعزيز العلاقة بين الحكومة والمواطنين، والتحديات التي تواجه الحكومات في تطبيق السرد القصصي في الإعلام الرقمي، إلى جانب الرواية القصصية في حملات التسويق والإعلام، ودمج الإعلام التقليدي والرقمي لنشر الرواية الحكومية فيما يسمى بـ”الإعلام الهجين”.
وتطرقت الدكتورة فاطمة السالم إلى نظرية الاعتماد الإعلامي، التي تؤكد حاجة الجمهور إلى الإعلام وحاجة الإعلام إلى الجمهور، مشيرة إلى أن وظيفة الإعلام لا تقتصر على نقل الأخبار والمعلومات، وإنما تشمل أيضاً الترفيه والطرافة والغرابة والتوعية والسرد القصصي التي تشكل عوامل مهمة في تعزيز جاذبية المحتوى، في حين أكدت نوال الجبر أهمية المرونة ومواكبة المتغيرات والتطورات لنكون قادرين على الاستمرار، لأن الرسائل الحكومية الهادفة يجب أن تكون معاصرة وأن تتوافق مع التغيرات، فيما أشارت سوسن الشاعر، إلى دور الرواية القصصية في تبسيط المعلومات الحكومية وتعزيز فهمها وتأثيرها.
هل تستطيع الروبوتات كتابة الأخبار؟
وشهدت ندوة بعنوان “الصحافة الروبوتية.. عندما تكتب الآلات الأخبار” مشاركة عدد من المتحدثين، وهم؛ فيروز مبيضين، مدير عام وكالة الأنباء الأردنية بترا، وأكرم حسين محمد القصاص، رئيس مجلس إدارة صحيفة اليوم السابع، ومؤنس المردي، رئيس تحرير صحيفة البلاد البحرينية، وأدارتها الإعلامية عايدة الزدجالي، في نقاش مفتوح تناول أبعاد ازدياد استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في كتابة الأخبار، ودورها في تغيير شكل الصحافة التقليدية.
وشددت فيروز مبيضين على ضرورة مواكبة التكنولوجيا، فـ”إذا لم تتقدم، ستتقادم، والمعادلة متشعبة ولكنها ليست صعبة” على حد تعبيرها، مشيرة إلى أهمية عدم الخلط بين الذكاء البشري والاصطناعي في الوقت الحاضر لا سيما في الفيديوهات، لأن هذا يتسبب في فقدان ثقة الجمهور، فيما تناول أكرم حسين محمد القصاص الفوائد والتحديات المرتبطة بالصحافة الروبوتية، ومهنيتها ومستقبل صناعة الأخبار، وتأثير الصحافة الروبوتية على وظائف الصحفيين التقليديين، وعلى مهنة الصحافة والإبداع البشري، إلى جانب مستقبل الصحافة في ظل التطورات المستمرة في عالم الذكاء الاصطناعي.
بدوره، أفاد مؤنس المردي بأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي مادة يتم تدريسها في الجامعات، مشيراً إلى الخطر الحقيقي والكبير للروبوتات، حيث يمكن أن تتحقق أفلام الخيال العلمي في المستقبل، وقد يصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة يمكنه فيها أن يفكر باستقلال عن البشر، ولهذا يجب على الصحفي أن يدرك ويفهم تاريخ بلده، ليكون قادراً على رصد التزييف، وتحديد الأخبار المزيفة والمضللة، لأن دور الإعلام الأساسي هو تصحيح المعلومات المغلوطة وتقديم المعلومات الصحيحة.
جدلية الخلاف بين الإذاعة والبودكاست
واستقبلت مناظرة بعنوان “الإذاعة في عصر البودكاست: تكامل أم تنافس؟” كلاً من سعد الفندي، مدير إدارة البرنامج العام في إذاعة الكويت، وعبد العزيز الهديان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مايكس للبودكاست، وأدارها الإعلامي أحمد العنزي، حيث استعرضت المناظرة طبيعة العلاقة بين البودكاست والإذاعة، وكيف يؤثر البودكاست على الإذاعة التقليدية، إلى جانب كيفية استفادة كل منهما من الآخر في تطوير آليات وتقنيات مخاطبة الجماهير، إلى جانب مدى موثوقية البودكاست كمصدر للمعلومات مقارنة بالإذاعة التقليدية، وأثر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مستقبل البودكاست والإذاعة.
وأكد سعد الفندي أن العمل في الإذاعة مسيرة طويلة يتم اكتساب الخبرة فيها تدريجياً بعكس البودكاست، مشدداً على أن أي وسيلة إعلامية لا تلغي الوسيلة الإعلامية الأخرى، بشرط أن تواكب التطورات والتكنولوجيا الحديثة، فيما بين عبدالعزيز الهديان في مداخلته أن البودكاست هو النسخة المنطقية التي تطورت من الإذاعة، وأنه “المحتوى الذي يُصنع ليُسمع”، كما وصفه، مسلطاً الضوء على الفروق الأساسية التي تتضمن النطاق الجغرافي، والرخصة، والساعات المحددة للبث، وطبيعة المحتوى، وصرح بوجود أكثر من 7 ملايين مستخدم يستمعون إلى البودكاست شهرياً في السعودية، 80% منهم من الفئة العمرية 18 – 36 سنة.
ممثلوا جيل المستقبل يناقشون الإذاعة والبودكاست
واستقبلت المناظرة في نفس الموضوع والمحاور فئة جيل المستقبل، بمشاركة كل من سعيد محمد الحمادي، والريم سرحان المعيني، وعيسى عبدالله المازمي، وهداية صالح سعيد، خريجي برنامج إثمار للتدريب الإعلامي للأطفال والنشء، حيث ناقشا أفكارهما حول البودكاست والإذاعة.
-انتهى-