إدارة سلامة الطفل تضيء على أساسيات “الإسعافات الأولية النفسية” في ورشة متخصصة
- هنادي اليافعي: الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من رفاهية الأفراد والمجتمع.
- الدكتورة بنة بوزبون: الورشة تهدف إلى تفعيل دور المجتمع في تقديم الدعم النفسي الأولي.
في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي بالصحة النفسية وتقديم الدعم اللازم للأطفال والأسر في إمارة الشارقة، نظمت إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أخيراً، في مجلس ضاحية السيوح، ورشة عمل متخصصة بعنوان “الإسعافات النفسية الأولية”، قدمتها الدكتورة بنة بوزبون، الخبيرة النفسية ومسؤولة الصحة النفسية بـ”مركز كنف” التابع لإدارة سلامة الطفل، بحضور مجموعة من أولياء الأمور والعاملين في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية والتعليمية، بالإضافة إلى عدد من المتطوعين والمهتمين بمجال الصحة النفسية.
مهارات التعامل مع ردود الفعل النفسية
وهدفت الورشة إلى تعزيز قدرات المشاركين على تقديم الإسعافات النفسية الأولية للناجين من الحوادث والكوارث، وذلك من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع ردود الفعل النفسية بشكل فوري وفعال. كما تسعى الورشة إلى توسيع نطاق الوعي بين العاملين في مختلف المجالات حول أهمية الدعم النفسي الفوري وكيفية تقديمه بطرق احترافية تراعي مشاعر الأفراد وثقافاتهم وحالاتهم. كما تعتبر الإسعافات النفسية الأولية خطوة أساسية في التدخل السريع لدعم الأفراد المتضررين نفسياً، حيث تلعب دوراً مهماً في التقليل من حدة الآثار النفسية والصدمات التي قد يتعرض لها الأطفال والكبار على حد سواء.
انعكاسات الورشة وأثرها على المجتمع
وفي هذا السياق، صرحت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل، قائلة: “نؤمن في إدارة سلامة الطفل بأن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من رفاهية الأفراد والمجتمع. ومن خلال هذه الورشة، نسعى إلى تمكين الأفراد من تقديم الدعم النفسي الأولي في حالات الطوارئ، وذلك بهدف التخفيف من الآثار النفسية للصدمات وتعزيز قدرة المجتمع على التعامل مع الأزمات بشكل فعّال. ونحن ملتزمون بتقديم كل ما يلزم لتعزيز الوعي والدعم النفسي، ونعمل على نشر هذه الثقافة في كافة أنحاء إمارة الشارقة”.
وأضافت اليافعي: “إن تنظيم مثل هذه الورش يساهم في بناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات النفسية بشكل أفضل. ونحن فخورون بمستوى التفاعل الذي شهدناه من قبل المشاركين، والذي يعكس حرصهم على تطوير مهاراتهم وخبراتهم في هذا المجال الحيوي”.
خطوات علمية ومدروسة
بدورها، أشارت الدكتورة بنة بوزبون خلال الورشة إلى أن الصدمات النفسية الناجمة عن الحوادث والكوارث غالباً ما تترك أثراً عميقاً على الأفراد المتضررين، وقد لا تتطلب جميعها تدخلات من متخصصين نفسيين. وأصبح من الضروري تدريب الأفراد العاملين في مجالات مختلفة، مثل الرعاية الصحية المجتمعية والتعليم، على تقديم الإسعافات النفسية الأولية، بهدف تفعيل دور المجتمع في تقديم الدعم النفسي الأولي، بما يسهم في تقليل الحاجة إلى التدخلات العلاجية المتخصصة إلا في الحالات التي تتطلب ذلك مشددة على أن الإسعافات النفسية الأولية ليست مجرد إجراءات بسيطة، بل هي خطوات علمية ومدروسة تهدف إلى تعزيز قدرة الأفراد على التعامل مع الصدمات النفسية بفعالية وكفاءة.
محاور الإسعافات الأولية النفسية
وناقشت الورشة عدة محاور أساسية تتعلق بالإسعافات النفسية الأولية، حيث تم تقديم شرح تفصيلي حول مفهوم الإسعافات النفسية الأولية وأهميته كاستجابة إنسانية ضرورية لدعم الأفراد المتضررين من الحوادث. وسلطت الورشة الضوء على الأعراض النفسية والجسدية والسلوكية التي قد تظهر على الأفراد عقب تعرضهم لحادث صادم ويشمل ذلك التعرق وجفاف الفم، و الشعور بالخوف والقلق، وكذلك الأعراض السلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
كما استعرضت قواعد التواصل الفعال وكيفية التعامل مع المصابين بطرق تحترم خصوصياتهم وتساعد في تخفيف الآثار النفسية عليهم. وتم التركيز على أهمية الاستماع الجيد وعدم الحكم على الأفراد المتضررين، بالإضافة إلى توفير بيئة آمنة وداعمة لهم، مع التركيز على ضرورة التمييز بين الحالات التي تتطلب تدخلات نفسية متخصصة والحالات التي يمكن التعامل معها من خلال الإسعافات النفسية الأولية.
وركزت الورشة على كيفية دعم الأفراد الذين يعانون من الفقدان، سواء كان فقدان شخص عزيز أو فقدان الجاه والمكانة الاجتماعية. وتمت مناقشة الأعراض النفسية المرتبطة بالحزن والفقدان وكيفية التعامل معها بطرق تعزز من قدرة الأفراد على التكيف مع التحديات النفسية.
وشهدت الورشة عدداً من التمارين العملية المصممة لتطبيق المهارات التي تم تناولها خلال الورشة. ومن بين هذه التمارين توزيع المشاركين إلى مجموعات صغيرة حيث قاموا بممارسة مهارات التواصل الجيد والاستماع الفعال. وبعد انتهاء التمارين، تم تحليل وتقييم الأداء من قبل المدربة، مع تقديم نصائح وتوجيهات حول كيفية تحسين مهاراتهم في تقديم الدعم النفسي.
-انتهى-