توصيات وجهود “أصدقاء مرضى السرطان” .. هكذا نكتشف سرطان الجلد ونحمي أنفسنا منه

مع اكتشاف أكثر من مليون ونصف إصابة جديدة في العام 2020، أصبح سرطان الجلد أكثر مجموعات السرطانات التي يتم تشخيصها شيوعاً على المستوى العالمي وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ومع أن هذه الحالات قابلة للعلاج الكامل إذا تم اكتشافها في وقت مبكر وسهولة الوقاية من هذا النوع من السرطان مقارنة مع باقي أنواع السرطان، إلا أن سرطان الجلد يشكل خطراً على الصحة العامة في جميع دول العالم بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفقاً للتقرير السنوي لحالات الإصابة بالسرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2019، يعد سرطان الجلد من أكثر خمسة سرطانات شيوعاً بين المقيمين في الدولة ذكوراً وإناثاً على حد سواء، ومع ارتفاع درجات الحرارة وسطوع الشمس طوال العام، يرتفع خطر التعرض لأضرار أشعة الشمس، ما يؤكد أهمية الوقاية والفحص المبكر والدوري عن سرطان الجلد.

وتزامناً مع مايو، “شهر التوعية بسرطان الجلد”، تلعب “جمعية أصدقاء مرضى السرطان” دوراً فعّالاَ في نشر الوعي بسرطان الجلد وسبل الوقاية منه في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال مجموعة من المبادرات المتنوعة التي تشمل حملات التوعية وورش العمل والندوات.

كيف نعرف أننا مصابون؟

يمكن أن يصيب سرطان الجلد أي منطقة في الجسم، وغالباً المناطق المعرضة لأشعة الشمس كالوجه والرقبة والذراعين والساقين، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من سرطان الجلد هي سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية، والورم الميلاني.

يظهر سرطان الخلايا القاعدية عادة على شكل نتوءات لامعة أو بقع حمراء متقشرة، في حين يتجسد سرطان الخلايا الحرشفية ببقع خشنة متقشرة أو نتوءات مرتفعة نازفة، أما الورم الميلاني فهو أخطر أنواع سرطانات الجلد ويظهر على شكل شامات جديدة أو متغيرة.

وأكدت عائشة الملا، مدير جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أهمية التركيز على نشر الوعي حول الأعراض المختلفة لسرطان الجلد بشكل عام، وأهمية الفحص المبكر بشكل خاص، قائلة: “تحرص جمعية أصدقاء مرضى السرطان على تنظيم مجموعة من الفعاليات والحملات المنتظمة لتثقيف الجمهور حول أهمية الوقاية من التعرض لأشعة الشمس القوية، وفحص الجلد بشكل دوري، بالإضافة إلى أعراض وعلامات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة، ومن الضروري الانتباه إلى التغييرات التي تطرأ على الجلد، مثل نمو شامات جديدة أو تغير مظهر الشامات القديمة، علماً أن زيارة طبيب أمراض جلدية أو مزوّد رعاية صحية جلدية يمكن أن يسهم بالكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الجلد وبالتالي نجاح العلاج وتعزيز نتائجه”.

ما هي خطوات الوقاية والعلاج؟

يعتبر الكشف المبكر عن سرطان الجلد عاملاً محورياً في نجاح العلاج، ولهذا ينبغي فحص الجلد مرة واحدة شهرياً والبحث عن ظهور أي شامات جديدة أو تغيرات في شامات قديمة، أو نمش، أو نمو نتوءات جديدة، لرصد الأعراض المحتملة للإصابة بسرطان الجلد، ويتوجب على الأشخاص المعرضين للإصابة زيارة طبيب متخصص بالجلدية وإجراء الفحوص الطبية التي تشمل استخدام تقنيات التنظير الجلدي، أو التصوير الكامل للجسم.

وتعتمد خيارات العلاج على نوع سرطان الجلد ومرحلة الإصابة به، وتتنوع بين الاستئصال الجراحي للحالات التي يتم اكتشافها مبكراً، وجلسات العلاج الإشعاعي أو الكيماوي للمراحل المتقدمة، ويعد العلاج المناعي والعلاج الموجه من العلاجات الحديثة التي تحفز الجهاز المناعي أو تستهدف بروتينات محددة في الخلايا السرطانية.

دور الحماية من أشعة الشمس

يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو من أسرّة تسمير البشرة، إلى إتلاف الحمض النووي لخلايا الجلد، وهو واحد من أبرز أسباب ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد، علماً أن الأشعة فوق البنفسجية قادرة على المرور عبر الغيوم، واختراق خلايا الجلد حتى في الجو الغائم، وهذا ما يؤكد أهمية تبني ممارسات السلامة من أشعة الشمس، وفحص الجلد بشكل دوري، وطلب الاستشارة الطبية مباشرة عند ملاحظة أي تغييرات تطرأ على الجلد، وتتضمن ممارسات السلامة استخدام عامل وقاية من الشمس بدرجة لا تقل عن 30، وارتداء الملابس الواقية، والمشي أو الوقوف في الظل خلال ذروة أشعة الشمس، وتجنب أسرّة تسمير البشرة.

وتؤكد “جمعية أصدقاء مرضى السرطان” أهمية الوقاية من أشعة الشمس لتخفيف خطر الإصابة بسرطان الجلد، وتشجع أفراد المجتمع على إجراء الفحص الدوري للجلد وزيارة الطبيب في حال ملاحظة أي تغييرات على الجلد، فمع أن سرطان الجلد قابل للعلاج الكامل عند اكتشافه في مراحله المبكرة، إلا أنه يتسبب بحالات الوفاة إذا لم يُعالج، ولهذا تسعى الجمعية من خلال جهودها في نشر الوعي حول الوقاية من أشعة الشمس إلى المساعدة في التخفيف من خطر الإصابة وتحسين نتائج علاج المصابين به في دولة الإمارات العربية المتحدة.

-انتهى-

مرفق صور: