كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة

تخوض الأحزاب الأردنية معركتها الانتخابية العلنية، بمسمياتها المكشوفة المعلنة، لانتخاب مجلس النواب 20 يوم 10/9/2024، بالتنافس عبر الدائرة الوطنية التي تشمل كافة محافظات المملكة، على 41 مقعداً مخصصة للأحزاب السياسية من مجموع عدد أعضاء مجلس النواب 138.

الأحزاب السياسية المتنافسة ليست متساوية بالقيمة والحضور والتراث، حيث تتوفر أحزاب لها تاريخ ومصداقية، مهما اتسع نفوذها أو تدنى، ولكنها على الأقل معروفة نسبياً، وحملت تراثاً يؤهلها لخوض المعركة سواء حققت انجازات لبعضها أو أخفق بعضها الآخر.

ويمكن وضع ثلاث تيارات أساسية، تندرج ضمنهم كافة الأحزاب، وفق أجندة التاريخ والتراث، وليس وفق القوة أو مقدار الفوز.

والقائمة السياسية الأولى تتشكل من أحزاب التيار الإسلامي وهما:

1- حزب جبهة العمل الإسلامي، أقوى الأحزاب السياسية، وأقدمها من حيث المرجعية والتاريخ، ومن المتوقع أن تحظى بالعدد الأكبر من المصوتين، سواء لدى الدائرة الوطنية أو لدى الدائرة المحلية.

2- الحزب الوطني الإسلامي، وتعود مرجعيته وتاريخه وانقسامه عن الإخوان المسلمين، ويمتلك جزءاً من المصداقية والقدم خاصة أن له تمثيلا سابقا لدى مجالس النواب.

والقائمة الثانية تتشكل من الأحزاب اليسارية والقومية والتقدمية، ولديها أيضاً تاريخ مجيد من العمل والتضحية والحضور الجماهيري والنقابي والسياسي، وإن كانت متأثرة بعاملين سلبيين: أولهما هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي نتيجة الحرب الباردة التي انتهت عام 1990، وانعكست نتائجها السلبية على الأحزاب اليسارية بشكل خاص، وثانيهما أحزاب التيار القومي المتمثلة بحزبي البعث العربي الاشتراكي وحزب البعث التقدمي، وكلاهما دفع ثمن هزيمة العراق واحتلاله، واحتلال سوريا وتراجعها، والجناح الثالث المتمثل بحزبي الديمقراطي الاجتماعي والمدني الديمقراطي، فهما لا يزالان قيد المراجعة والتجريب.

وبسبب إخفاق هذه الأحزاب مجتمعة من التوصل إلى صيغة ائتلافية، حيث الأنانية الحزبية، والتعصب وضيق الأفق، تم تشكيل ثلاث كتل من هذا التوجه يضعها في حالة التحدي أمام الناخب ولدى نتائج صناديق الاقتراع وهي :

1- قائمة طريقنا المنفردة المكونة من الحزب الشيوعي الأردني.

2– قائمة التحالف القومي المشكلة من ثلاثة أحزاب هي البعث العربي الاشتراكي وحزب الشعب الديمقراطي حشد وحزب الاصلاح والتجديد حصاد.

3- تحالف التيار الديمقراطي المكون من حزبي الديمقراطي الاجتماعي والديمقراطي المدني.

وسوء حظ هذه الأحزاب تعنت قياداتها وفشلها في تشكيل كتلة ائتلافية واحدة، أنها من الصعوبة تحقيق حالة من النجاح والحضور تعكس تاريخها وتراثها.

ثالثاً الأحزاب الوطنية الوسطية وفي طليعتها: الميثاق الوطني، إرادة، تقدم وغيرها، وهي أحزاب حديثة التكوين، لا تملك التاريخ والتراث والتجارب المسبقة مقارنة مع ما سبقها، وتم هندستها سريعاً كي تستجيب للمرحلة ولقانون الأحزاب والانتخابات المستجدة والتحدي أمامها أن تفرض حضورها عبر صناديق الاقتراع في دورة الانتخابات الأولى بالنسبة لها، وقياداتها لم يسبق لها أن خاضت تجارب انتخابية عامة على الأغلب.

نجاح أو فشل هذه الأحزاب وتوجهاتها، يعتمد في مسعاها وتطلعاتها وعلى كيفية تجاوب الناخب الأردني معها، وهو ما تنتظره وتسعى إليه.