أوصى بضرورة إنشاء المركز العربي للإعلام الأسري
القاهرة ،خاص المجلس الأعلى للأسرة
شارك المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة في منتدى الأسرة العربية تحت عنوان “استدامة دور الأسرة العربية في تنمية المجتمع”تحت تنظيم مشترك بين “مجلس الأسرة العربية للتنمية” و”الاتحاد العام للخبراء العرب” و”الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة”، والذي استضافه مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة،.
حضر المنتدى سعادة للدكتورة خولة الملا رئيس هيئة الأسرة الأمين العام،وسعادة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس، وقدمت د.خولة ورقة تحدثت فيها عن الأسرة وضرورة تماسكها وتوفير كافة السبل لتقويتها وحمايتها لضمان استدامتها، حيث بدأت كلمتها قائلة:
“أتيتكم من دولة الامارات العربية المتحدة وتحديداً من إمارة الشارقة التي جعلت التماسك الأسري هدفها وجعلت الاهتمام بالانسان غايتها لنؤكد على أهمية دور الأسرة في استدامة تنمية المجتمع، فلقد ظللنا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، نؤكد مع شركائنا، في داخل الدولة وخارجها: أن نجاح التنمية المستدامة يتوقف بشكلٍ أساسي، على مدى انعكاس مشروعاتها على الأسرة.. فكلما انعكست بالإيجاب وبالشكل المباشر، كلما زادت فرصتها في تحقيقِ النجاح.. وبهذا فالأسرة هي حجر الزاوية لكامل الحياة في هذا الكوكب. ولكن، يجب أن نضع نصب أعيننا أن الأسرة العربية، لن تكون قادرة على الاضطلاع بدورها المأمول، ما لم تكن سليمة ومعافاة من الخلل والأعطاب، وهذا ما يدعو لتوجيه اهتمامنا إلى سبر غور التحديات التي تواجه الأسرة العربية وتعيق قيامها بدورها بالشكل الفاعل وبالمستوى المطلوب.
ولا شك أننا نتفق بأن هذه التحديات، تختلف من مكان لآخر، وذلك تبعاً لاختلاف ظروف الحياة في بيئاتنا العربية، مما يضاعف من مسؤولية القائمين على الأمر، ويحتم عليهم تغيير المداخل النمطية في التعامل مع خطط التطوير الأسري، حتى نكون مساهمين حقيقيين في فتح آفاق محفزة للمبادرات الذكية والجريئة التي من شأنها إجراء المعالجات النموذجية للمشكلات الأسرية، بما في ذلك: مشكلات الزواج، ومشكلات الطلاق، وتحديات التنشئة.. والعمل على وضع الأجيال العربية في المسار الذي يجعلهم قادرين على أداء دورهم الطليعي في إعداد أنفسهم وفي بناء أوطانهم ثم المساهمة الفاعلة في تحقيق الاستدامة التي هي سبيل البشرية للحياة والعيش الكريم، في هذا الكوكب الذي نتشارك فيه الحياة مع غيرنا من الأمم والشعوب والأجيال المتعاقبة.
وأضافت:وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة رائعة في استدامة الأسرة وتماسكها، أدت إلى توفير مناخ مساند وداعم للأسرة، بما يمكنها من مواجهة الضغوط الطبيعيةِ للحياة الأسرية، مما كان له انعكاسه المباشر في رفع مؤشرات السعادة للأسرة الإماراتية. ففي عام 2018 اعتمدت حكومة دولة الإمارات السياسة الوطنية للأسرة التي تقوم على 6 محاور رئيسية، وهي: الزواج، العلاقات الأسرية، التوازن في الأدوار، رعاية الأطفال، حماية الأسرة، وتكوين أسرة مهيأة لمواجهة تحديات الحياة الزوجية.
كما أن للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الذي تترأسه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مبادرات فريدة ظلت تعمل منذ العام مطلع الألفية في تمكين الأسرة وأفرادها للقيام بدورهم المنشود الذي يلبي التطلعات الوطنية ويحقق التشاركية الإيجابية في إنجاز الأجندة الوطنية.
كما قالت:لا يخفى عليكم كم وكيف التحديات التي تمر بها الأسرة العربية، وخاصة في ظل المتغيرات المتسارعة، والتي ظلت على الدوام تلقي بآثارها على الأسرة. ففي ظل هذا التحدي لا بد من اتباع المرونة والعمل بعقل متفتح مرن، يتيح لنا مواكبة عجلة التطور،وبهذا أتمنى أن يكون هذا المنتدى فرصة سانحة للحشد وتوفير الدعم المعنوي والمادي لتفعيل واستدامة دور الأسرة العربية في تحقيق تنمية المجتمع بإذن الله.
أما صالحة غابش فألقت الضوء على نشأة المجلس ودوره في تعزيز دور الأسرة ومسؤولياتها التربوية والرعاية في مجال الصحة والتعليم ورعاية المواهب، وكذلك التوعية عبر إداراته بواسطة الوسائل المتاحة من خلال الورش ووسائل الإعلام وغيرها.
حيث قالت في كلمتها:نشأ المجلس عام ٢٠٠٠ بمرسوم أميري من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مهمته بداية التنسيق بين المؤسسات المقامة قبل المجلس، والتي تعنى كل منها بشؤون فرد من أفراد الأسرة.. فكان ضمها في مؤسسة واحدة بمثابة رعاية للفرد داخل أسرته وعناية بالأسرة كلها ككيان مهم في المجتمع.
وأضافت: وبعد زمن، تشكلت رؤية جديدة لتنمية الأطفال والشباب تشكلت بضم المؤسسات التي تهتم بشؤون الأجيال الصغيرة والشابة تحت مظلة أخرى للتركيز على شؤونهم وتأسيس برامج خاصة بهم وبمستقبلهم وبالتالي مستقبل أسرهم ومجتمعهم ووطنهم، يتدربون على التعامل مع المتغيرات المستجدة، فضمت مراكز الأطفال والأنشطة والفتيات إلى مؤسسة جديدة اسمها “ربع قرن”.
وقالت:وجاء مكانها في المجلس إدارات أخرى هي التثقيف الصحي، وسلامة الطفل، والمكتب الثقافي والاعلامي، إضافة لمراكز التنمية الأسرية التي نشأت بالتزامن مع إنشاء المجلس، وبالنسبة للمكتب الثقافي والإعلامي الذي أتشرف بترؤسه، فإننا نعمل في اتجاهين، ثقافي وإعلامي، وبالنسبة للثقافي يقوم عملنا على أساس إيماننا بوجود مبدع صغير كان أم كبير في كل أسرة، فرعاية المواهب واحدة من برامجنا المهمة، فهناك جائزة مبدعات الثانوية، ونجوم عن بعد، إضافة لتشجيع الموهوبين على الكتابة والتي يمكن إصدارها في كتاب واحد دعماً وتشجيعاً للمواهب الصغيرة، ومشاركتهم في مهرجان الثقافة والناس، هذا المهرجان الثقافي الشعبي الذي نقدم فيه وجبات ثقافية ترفيهية تجعل الفرد قريباً من مفهوم الثقافة، أما الجانب الإعلامي فقد انتهينا مؤخراً من ملتقى الإعلامي الأسري الذي يعمل ضمن برامج مركز الإعلام الأسري، الذي أطلقه المكتب،ويعد الأول من نوعه في عالمنا العربي، إذ لا نكتفي فيه بتغطية برامج، بل وبنشر أخبار بعد التأكد من صحتها، وبالنسبة للملتقى الذي نظم في نسخته الثالثة، بمشاركة 27 إعلامي وتحت شعار “تحديات الممارسة العملية واستثمار الفرص”، وضم عدة جلسات حوارية وورش عمل وندوات ، طرحت عدة قضايا منها اتجاهات الإعلام الجديد ودعم قيم الأسرة، عرض لتجارب بعض الأسر المنشئة للمحتوى الرقمي، الشبكات الإخبارية والإعلام الأسري، وغيرها من الندوات.
كما خرجنا من الملتقى بتوصيات نسعى لتطبيقها في العام القادم بإذن الله، لحرصنا على صياغة عملية تمكننا من تنفيذ التوصية، أو التعاون مع مؤسسات مختصة لتنفيذها.
وأردفت:كذلك أنشأنا منصة أجمل أسرة التي نقدم فيها برامج ودراما وحوارات تهدف إلى تعزيز مكانة الأسرة، وانتماء الأبناء لأسرهم، وتوجيه أفرادها إلى محطات يتعرفون فيها على مسؤولياتهم وأدوارهم في الحفاظ على ترابطها وتماسك أفرادها.
كما نصدر مجلة مرامي.. وهي مجلة منوعات الكترونية لا تخلو من صفحات للمرأة والطفل والشباب.. والأسرة بشكل عام.
ومن خلال المركز نقدم دورات في تنمية الفرد على التعاطي الإيجابي مع الإعلام خاصة الإعلام الرقمي، كما نعزز فيها أهمية مراعاة القيم الأسرية السامية حين نأخذ مكاننا في الإعلام كأصحاب محتوى إعلامي نعده ونقدمه ونشرف على إنتاجه.
وختاماً، قالت:نوصي بضرورة إنشاء مركز يسمى: المركز العربي للإعلام الأسري تكون مهامه تنظيم العمل الإعلامي الموجه للأسرة، ويكون مرجعاً لإنتاج البرامج التي يمكنها أن تؤثر سلباً بشكل أو بآخر على جهود الاهتمام بالأسرة، ويقوم بعمل بحوث ودراسات في الشأن الأسري تعتمد عليها خطط الرعاية والتوعية والتأهيل، كما يتعاون مع جهات الاختصاص في إنتاج برامج وتنظيم ملتقيات وإصدار مطبوعات تخص الأسرة.
انتهى