“على كتاب الطفل التفكير بعمق بعقليته ويتفهمون أحتياجاته قبل الكتابة له”

عجمان /حاورته لليلك نيوز /سحر حمزة

منذ الطفولة تولد لديه شغف كبير بالكتابة للأطفال والحرص على القراءة لكبار الأدباء المختصين بأدب الطفل عربيا وعالميا  ،فقرأ للأديب المصري نجيب محفوظ وللروائي إحسان عبدالقدوس والكاتب الحكيم توفيق الحكيم إضافة لكتاب مختصين في الأدب العالمي مثل تشارلز ديكنز وألكسندر دوماس وايميلي برونتي ومن المعاصرين د. نبيل فاروق ود. أحمد خالد توفيق وكذلك كتاب القصص المصورة أمثال البريطانيين فيرج هاندلي وديفيد هاين وجيم ألكساندر وغيرهم الكثير..

في حوار صحفي لا يخلو من الشفافية والعمق كشف الباحث والكاتب د. محمد عوض عن مكنونات نفسه وبداياته وشغفه بالفنون الكتابية والبحث العلمي ،وقال الكثير الذي أوجزناه بهذا الحوار  تاليا نصه :-

*بداية هل لك أن تحدثنا سيرتك الذاتية ومسارك العلمي؟؟

-بداية أسمي بالكامل هو محمد عبدالله سيد عوض سيد علي لكن منذ الصغر منذ كنت في المدرسة والمجتمع يعرفني الجميع بإسم محمد عوض للتمييز في الأسم فهناك الكثير ممن يحملون إسم محمد علي.

أنا باحث متخصص في علوم البحار وأعمل في مجالي في معهد الكويت. للأبحاث العلمية وقد حصلت على الشهادة الجامعية من جامعة الكويت تخصص علم الحيوان ومساند علوم بحار والماجستير من جامعة جلاسجو في بريطانيا الدكتوراه من جامعة شفيلد في بريطانيا كذلك ومع تعمقي بالقراءة والكتابة والبحث عملت على كتابة القصص والكتب البحثية.

*ماذا تقول عن بداياتك الإبداعية بالكتابة؟؟

-بدايتي في الكتابة كانت في سن صغيرة  جدا، كنت في الصف الثالث الابتدائي، ومثل أي طفل يتابع أفلام  الرسوم المتحركة وما يتضمنها في  محتواها من حوارات وسرد وحكايات جاذبة وحين كنت أتابع تفاصيل المشاهدات عبر الشاشة ، أحدث  نفسي لم لا أكتب أنا قصص مشابهة لما أراه. فكانت البداية من بعد مشاهدة الحلقات المتسلسة للعديد من القصص حاولت إعادة  كتابتها بأسلوبي الخاص.

*ماهي أهم الكتب التي تأثرت بها ؟ وما هو  أول كتاب قرأته؟؟

في الواقع تأثرت بالكثير من الأدباء سواء أدباء معروفين في كتابة أدب الطفل أو غيرهم، ففي أدب الطفل كان للكاتب الأطفال والرسام الروسي فلاديمير سوتييف والأديب الروسي نيكولاي نوسوف ذو تأثير على أسلوبي بالكتابة، ثم سلسلة المكتبة الخضراء وسلسلة طرائف وسلسلة ليدي بيرد والكاتب البحريني إبراهيم بشمي. وبعد أن أصبحت في المرحلة المتوسطة قرأت للدكتور مصطفى محمود ومحمد عبدالحليم عبدالله وفي الثانوية قرأت لنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم إضافة للأدب العالمي مثل تشارلز ديكنز وألكسندر دوماس وايميلي برونتي ومن المعاصرين د. نبيل فاروق ود. أحمد خالد توفيق وكذلك كتاب القصص المصورة أمثال البريطانيين فيرج هاندلي وديفيد هاين وجيم ألكساندر وغيرهم الكثيرمن المعروفين عربيا وعالميا

*هل كان ما تكتبه يحمل شيئا من ملامح ومشاعر الأديب محمد الطفل؟؟

–  لا شك في ذلك بالتأكيد فهي تعالج ما يخالجني من مشاعر اتجاه شخوص القصة، فأي عمل فني لا بد وأن يحمل ملامح من صاحب العمل نفسه لإنها تكتب بمشاعره، وأنا لا أزال طفلا بالمناسبة من ناحية حبي للرسوم المتحركة وحبي للذهاب لمنتزهات اللعب مثل عالم ديزني وعالم وارنر بروذرز، كما وأنني مازلت أتحين الفرص للقاء نجوم طفولتنا وقد حدث ذلك ولله الحمد مع كثيرين أمثال فلاح هاشم وجهاد الأطرش وغنام غنام وإيمان هايل ووفاء طربية وغيرهم الكثير ممن تربينا على دبلجتهم في المسلسلات الكارتونية.

*كيف استطعت الجمع بين اختصاصك العلمي وموهبتك الأدبية، ممكن وصف ذلك؟؟

– صحيح يتجلى هذا بوضوح في محتوى قصتي:

Wade the Whaleو Nature’s Conversationباللغة الأنجليزية

حيث أنني قدمت المعلومات العلمية في قالب مبسط ومرح وجذاب وسهل القبول بالنسبة للأطفال مع  المحافظة على دقة المعلومات العلمية ومحتواها كما أن الكثير من أولياء الأمور ممن يقرأون  لي ومن الأطفال ممن التقيتهم  أخبروني في أكثر من مناسبة  بأنهم تعلموا الكثير من قصصي كونهم غير متخصصين في المجال، وهناك قصص جديدة قادمة عن قريب بإذن الله تعالى. كما أن هناك أيضا قصيدة “ميدة وقبقوب بين أشجار القرم” حيث قامت الشاعرة  الجزائرية نصيرة عزيزي بتحويل الفكرة و القصة من نثر إلى شعر مع الحفاظ على المعلومات العلمية وقد تم نشر القصيدة في مجلة فرقد في فبراير عام ٢٠٢٣.

*من أين تستنبط شخصيات إبداعاتك ومن أين تأخذها؟ من الحياة الواقعية أم من نسيج الخيال؟ وهل من السهل تحويل شخصيات حقيقية إلى شخصيات كارتونية؟ 

في الحقيقة أي خيال يجسده الكاتب يكون مرتكزا على واقع ومن ثم يتم التحليق إلى أبعاد أخرى في طريقة الطرح ففي قصتي Nature’s Conversationعلى سبيل المثال نرى القمر والبحر يتشاجران من منهما أجمل ومن هو أفضل من الآخر، فالقمر حقيقي والبحر كذلك، ولكن من الخيال جعلناهما كشخصين يتشاجران لايصال الأفكار والمعلومات المطلوبة وكذلك تم  رسمهما بشكل يختلف عن الواقع لكن لا يلغي هويتهما، وكذلك قصة “قلعة الأميرة نور” فالقنافذ البرية في الواقع حقيقية لكنه تم تقديمها في قالب من الرسم مختلف عن الواقع كما حدث مع القمر والبحر ثم نرى في الاحداث عائلة من القنافذ ذاهبة إلى شاطئ البحر لقضاء يوم جميل والقيام بمختلف النشاطات ومنها بناء  قلعة رملية وهكذا في بقية القصص. أما سؤالكم هل من السهل تحويل شخصيات حقيقية إلى شخصيات كرتونية فالاجابة أن ذلك ممكن ويتم بالتركيز فيها على الصفات المميزة في تلك الشخصية  ومن ثم تقديميها  كارتونيا حسب قواعد كتابة هذا النمط إضافة للرسم المعبر عنها لا سيما أن الأطفال سيفهمون القصة من اللوحات الفنية المرافقة لها.

*كيف استطعت تطوير طاقاتك الابداعية في الكتابة ؟؟وهل الموهبة وحدها كافية ليكون الكاتب مبدعا حقيقيا؟؟

*أي موهبة تحتاج إلى صقل وتطوير، فالرياضي عليه أن يتمرن ليستمر في إبداعه وكذلك الكاتب عليه أولا أن يقرأ ويستمر في القراءة وكذلك أخذ الدورات التدريبية واستشارة من لهم باع في هذا المجال من الأدباء والناشرين والكتاب.

*كتبت باليابانية الإنجليزية والعربية فهل يختلف أسلوب الكتابة من لغة لأخرى؟؟

-اللغة هي الحاكم الرئيسي هنا وبعض العبارات في لغة ما لها معنى قوي ولكن إن تمت ترجمتها حرفيا إلى لغة أخرى تصبح بلا معنى، فهنا يجب الانتباه والتدقيق عند ترجمتها حسب المصطلحات ومعانيها ومترادفتها، لكن بالطبع ككاتب مهما اختلفت اللغات لك بصمتك الخاصة والمميزة التي تثبت موهبة الكاتب وإبداعه.

*من هم الكتاب الذين تحب الاطلاع على كتاباتهم باستمرار؟؟

-هناك الكثيرون ومنهم الكاتب فرج الظفيري وجوليا دونالدسون ولين تشابمان ود. هديل فرس وهادية بوخروبة وآخرون من العرب والأجانب.

*ما هو الدافع وراء شغفك للتوجه نحو الكتابة لا سيما للأطفال؟ هل هو حبك للطفل ومحاولتك التقرب منه ام أن الطفل الذي بداخلك وراء ذلك؟؟

-الأطفال هم اللبنة الرئيسية لبناء الأسرة والمجتمع وهم أساس المجتمعات فهم قادة المستقبل وبناة الوطن، لذلك يجب علينا الاهتمام بهم منذ الصغر من الناحية الصحية والنفسية والمادية والفكرية وكذلك الثقافية فبذلك ننشئ جيلا من الشباب للمستقبل قادر على تحمل المسؤولية اتجاه وطنه.

*في كافة مجالات الحياة هناك صعوبات وتحديات عدة فما هي أهم التحديات التي واجهتك؟؟؟

-كوني أكتب  للطفل فيجب علينا التفكير في تفهم عقلية الطفل قبل الكتابة له، وكيف يفكر الطفل بحيث نكون قريبون من ذلك لنصل إليه فكريا، وذلك ينعكس في   الكتابة بطبيعة الحال حيث يجب اختيار الكلمات البسيطة وعدم الاكثار من الجمل والكلمات بل أن تكون  مختصرة و  محدودة وواضحة وسهله في إيصال المعنى ببساطة شديدة له بمساعدة الرسم المناسب، وهذا هو التحدي الكبير إضافة إلى الأسلوب الجاذب والمشوق المتناسب مع عقلية الطفل، وذلك يحتم علينا رؤية الموضوع من زوايا نفسية وتربوية واجتماعية خاصة بالطفل وذلك يتطلب قراءات واستشارات خاصة لكل فئة عمرية مقصودة  بالكتابة فلكل فئة عمرية ما يناسبها. 

*كيف ترى أدب الطفل في عالمنا العربي هل وصل لمرحلة الاتقان أم أنه بقي مجرد محاولات؟؟

-يسعدني وجود دور نشر كبيرة في العالم العربي متخصصة في أدب الطفل كدار الهدهد ودار مجموعة كلمات ودار كشمش ودار نون وغيرها ووجود الكثير من العرب ممن يكتب ويرسم للأطفال.

الكثيرون منا  يحتاجون  لمهرجانات عربية خاصة بأدب الطفل في مختلف الدول العربية بشكل مكثف إضافة إلى ندوات ومنتديات لذلك حيث تكثر التجمعات وتبادل الخبرات وكذلك فرصة لوجود الأطفال مع أولياء أمورهم كي ينهلوا ما يستطيعون من هذه المهرجانات الثقافية.

*يقال أن أدب الطفل من أصعب أنواع الكتابات فهل أنت مع او ضد؟

-نعم هو كذلك، فيجب علينا التفكير كما يفكر الطفل أو قريب من ذلك كي نصل إليه وذلك ينعكس في الكتابة بطبيعة الحال حيث يجب اختيار الكلمات البسيطة وعدم الاكثار من الجمل والكلمات بل أن تكون محدودة وواضحة وتوصل المعنى ببساطة شديدة بمساعدة الرسم المناسب، وهذا هو التحدي الكبير إضافة إلى الأسلوب الجذاب والمشوق المتناسب مع عقلية الطفل.

*من خلال قصتك “قلعة الاميرة نور” لاحظنا إدراج أشعار مع القصة فهل تؤمن بالشراكة بالعمل الإبداعي وهل من السهل اقتناع الأدباء بنفس الفكرة وسعيهما لتجسيد الفكرة كعمل ابداعي؟؟

أؤمن بذلك نعم وكل شيء يتم بالاتفاق والتعاون المشترك .

*هل فكرت في تسخير مجالك بالبحث العلمي لايصال معلومات للطفل عن طريق الكتابة؟؟

نعم فعلت ولازلت أفعل وهذا هدفي الرئيسي من الكتابة الآن وقد أجبت عن ذلك في السؤال الخامس.

*هل لك تجارب بالكتابة المسرحية للطفل ؟؟؟

-قمت بتأليف مسرحية للأطفال تم أداؤها في الكويت في عيد الفطر عام ٢٠١٠ بعنوان “أستاذ نزار وشباب   الكشافة”، وكانت تجربة جميلة تعلمت منها الكثير خصوصا فيما يخص التعاون على مستوى كبير ما بين  المؤلف والمخرج وطاقم العمل من ممثلين وفنيين ومنشدين، كما أن للكتابة المسرحية طريقة خاصة يسعدني أنني تعلمت الكثير من هذه التجربة وأسعدني أكثر حب الأطفال للمسرحية.

*هل لديك كتابات مسرحية جديدة من تأليفك؟

-لقد كتبت أكثر من نص بعد مسرحية “أستاذ نزار وشباب الكشافة” وهناك مفاوضات حاليا بهذا الخصوص وإن شاء الله يتم الإعلان عنها في وقتها.

*هل سيكون لك في المستقبل أعمالاً تلفزيونية من تأليفك؟

-هناك مفاوضات حاليا بهذا الخصوص وإن شاء الله يتم الإعلان عنها في وقتها.

*هل تفكر بالمشاركة في مهرجان الشارقة  القرائي المقبل الخاص  بإبداعات الطفل بالشارقة أو غيره؟؟

-أتشرف وأكون في غاية الامتنان لهيئة الشارقة للكتاب لو وجهت لي دعوة للمشاركة في قراءات قصصية للأطفال معتمدة على البحث العلمي والمعرفي.

*وفي ختام حوارنا الجميل هذا هل لديك رسالة تود توجيهها للكتاب المتخصصين بأدب الطفل؟؟

– في الواقع أود توجيه رسائل لثلاث فئات معنية بأدب الطفل: –

أولا لمن يرغب في الكتابة للطفل، عليه تحديد الفئة العمرية التي ينوي الكتابة لها ويقرأ في هذا المجال ويأخذ الدورات والاستشارات وكذلك يطلع على القصص المنشورة الخاصة باهتمامه. 

 ثانيا:- للرسامين الراغبين بدخول هذا المجال أنصحهم بالاطلاع على ما تم نشره كي تكون محط اهتمامهم في تصميم لوحات القصة للفئات العمرية المختلفة خاصة الطفولة المبكرة، وكذلك أدعوهم للمشاركة في الدورات الخاصة بأدب الطفل والاستشارات بشأن ذلك.

 كما أشجع كتاب الطفل على التعاون مع  رسامين متخصصين  لابراز عملهم ولو كمسودة أولية مع الاحتفاظ بالملفات الاصلية للتعديل عليها مستقبلا، ولو كانت هناك فرصة للنشر ولو مقابل  أن يدفع الكاتب أو الرسام مقابل مادي بالمقدور فليكن لأنه لا يعرف المرء متى تأتي الفرصة المناسبة مع  ناشر مناسب فوجود عمل منشور يضعك على الخارطة.

ثالثا أناشد المؤسسات الثقافية الحكومية والمؤسسات التعليمية  في الوطن العربي للإكثار من الفعاليات الثقافية الخاصة بأدب الطفل سواء حضوريا أو اونلاين على جميع المستويات  سواء في المدارس  إلى في مؤسسات الحكومة المعنية بذلك .

#انتهى#