من الكبار إلى الصغار… روايات عالمية تتحول إلى قصص مبسطة للأطفال واليافعين
في زمن الإنترنت والتكنولوجيا، قد يظن البعض أن الأطفال لم يعد لهم اهتمام بالقراءة والأدب، ولكن هذا الظن خاطئ -وفق العديد من الناشرين والكتاب المشاركين في “مهرجان الشارقة القرائي للطفل”- ؛ فالأطفال ما زالوا يستمتعون بالغوص في عوالم خيالية وواقعية تنقلهم إلى أزمنة وأمكنة مختلفة، وتثري معارفهم وقيمهم وإبداعهم.
ومن بين هذه العوالم التي تجذب الأطفال، عوالم الأدب العالمي الكلاسيكي، الذي لا يزال يحافظ على رونقه وجاذبيته رغم مرور الزمن، وظهر الإقبال عليه واضحاً خلال فعاليات الدورة الـ14 من المهرجان، الذي استقبل زواره من الأطفال والشباب تحت شعار “عقول تتشكل”.
ولكن كيف يستطيع الأطفال قراءة هذه الكلاسيكيات التي كُتِبَت في عصور بعيدة، وبلغات صعبة، وبأسلوب مختلف عن ذوقهم؟ هنا يبرز دور المؤلفين والمحرِّرين والمترجمين، الذين يعيدون صياغة هذه الروايات والقصص لتناسب مختلف فئات الأطفال من حيث المستوى الثقافي والإدراكي؛ بحيث يحافظون على جوهر العمل الأصلي، ويراعون اختلافات الزمان والمكان والثقافة، ويلبون احتياجات وتطلعات أجيال القراء.
من بين كلاسيكيات الأدب العالمي التي تم صياغتها بأسلوب يتناسب مع الأطفال واليافعين، يجد الزائر لأجنحة دور النشر المشاركة في المهرجان، أعمالاً مشهورة مثل “روميو وجولييت” و”تاجر البندقية” لوليام شكسبير، و”البؤساء” لفيكتور هوجو، و”الخطيئة” و”متجر الأسرار” لجيمس باترسون، و”الرجل الخفي” لهربرت جورج ويلز، و”ثلوج كليمنجارو” لإرنست همينغوي.
هذه الأعمال تحكي قصصاً عن الحب والكراهية والظلم والانتقام والشجاعة والخوف، بلغة مبسطة ومشوقة، تعرض للأطفال واليافعين نماذج من شخصيات مختلفة، تعكس ثقافات وعصوراً متنوعة، وتثير فيهم التساؤلات والانفتاح على المعرفة. كما تحفز فيهم المشاعر والخيال، وتزودهم بأدوات للتعبير عن أنفسهم بطرق إبداعية تلائم مستوياتهم، ويحتوي بعضها على رسوم توضيحية تزيد من جاذبية النص وتسهِّل استيعابه.