أحمد العامري: المكتبات في طليعة المؤسسات الفاعلة في بناء مجتمعات المعرفة ومحركات مؤثرة للتنمية الشاملة والمستدامة
إيمان بوشليبي: نطمح أن تكون (اقرأ) منبراً للتواصل العلمي والثقافي يعزز من تبادل الخبرات ويفتح آفاقاً جديدة لمكتباتنا ومؤسساتنا المعرفية
في إطار رحلتها التطويرية نحو التميز العلمي التخصصي، تطل مجلة الشارقة للمكتبات والمعلومات “اقرأ”، الصادرة عن مكتبات الشارقة العامة، بحلة جديدة تجسد تجديد استراتيجيتها وتعزيز دورها كمنبر علمي متخصص بعلوم المكتبات، حيث أعادت صياغة منشوراتها لتصبح مرجعاً علمياً فصلياً يضيء على آفاق البحث العلمي في قطاع المكتبات.
وصدر العدد التاسع عشر من مجلة “اقرأ” حافلاً بموضوعات تتناول قضايا معاصرة تتعلق بالتحولات الجذرية في المكتبات ومؤسسات المعلومات، مع التركيز على كيفية مواكبتها لأحدث التطورات التقنية، وتقديم رؤى شاملة ومبتكرة حول التحديات والفرص في هذا المجال الحيوي.
وتتبنى مجلة “اقرأ” في حلتها الجديدة، ابتداءً من عددها الحالي، نهجاً معرفياً يعكس مشهد البحث العلمي ودوره في تطوير علم المكتبات، مؤكدة دورها كمستودع لتوثيق إنجازات القطاع على المستوى المحلي والعالمي، وتسلّط الضوء على التحديات الراهنة في خدمات المعلومات، وتبرز المهارات والكفاءات الضرورية للمتخصصين في هذا القطاع. كما تستشرف المجلة مستقبل التقنيات وتأثيرها على مؤسسات المعلومات، مقدمةً رؤية للتغيرات المتوقعة والفرص الجديدة.
ويحرص العدد الجديد من مجلة “اقرأ” على عرض ونشر مختارات من الإنتاج الفكري العربي، مساهمةً في إثراء الرصيد المعرفي في مجالات المعلومات والمعرفة. كما تقدم المجلة مقارنات بين التجارب العالمية والعربية في مجال المكتبات، مع استعراض الآراء والتحليلات المتعلقة بها، حيث تهدف إلى إنشاء شبكة اتصال علمية بين المهنيين في قطاع المكتبات والأرشيف والوثائق، لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات على الصعيد المحلي.
النهضة تبدأ من المكتبة
وفي افتتاحية العدد التاسع عشر من مجلة “اقرأ”، أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير المجلة، أن الشارقة لها رؤية سباقة تجاه المكتبات ودورها في تحقيق النهضة الحضارية؛ فهي في طليعة المؤسسات الفاعلة في بناء مجتمعات المعرفة، ومحركات مؤثرة في التنمية الشاملة والمستدامة، وهي رؤية أرسى قواعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حين أكد بأن الثقافة والمعرفة هي جوهر النهضة وركيزتها الأساسية.
وقال سعادته: “لهذا نولي في الشارقة أهمية بالغة للمكتبات، ونعمل بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، لتعزيز حجم مساهمة المكتبات في تحقيق تطلعاتنا، ونؤمن بأن مهمات المكتبات تضاعفت خلال العقود القليلة الأخيرة من عمر المعرفة الإنسانية، وباتت حاضنات أفكار رائدة، ومراكز لمجتمع من القراء والباحثين”.
موضوعات وقضايا مؤثرة في عالم المكتبات
وفي تعليقها على عودة إصدار المجلة، قالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، نائب رئيس تحرير المجلة: “في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم المكتبات والمعلومات، نعمل في مكتبات الشارقة العامة لتقديم محتوى ذي قيمة عملية، يمكن للمتخصصين في هذا المجال الاستفادة منه بشكل فعّال؛ حيث تغطي مجلة (اقرأ) مجموعة واسعة من المواضيع، وتقدم للقراء مقالات ودراسات تلقي الضوء على الموضوعات الراهنة والقضايا المؤثرة في عالم المكتبات؛ ونطمح أن تكون (اقرأ) منبراً للتواصل العلمي والثقافي، يعزز من تبادل الخبرات ويفتح آفاقاً جديدة للبحث والابتكار في مكتباتنا ومؤسساتنا المعرفية”.
تحديات الذكاء الاصطناعي على المكتبات
وفي عددها التاسع عشر، تناولت مجلة “اقرأ” موضوعات متنوعة تسلط الضوء على التحديات والفرص في مجال المكتبات والمعلومات؛ حيث ناقش الأستاذ الدكتور خالد عبد الفتاح واحداً من أهم القضايا الراهنة في واقع ومستقبل المكتبات، من خلال مقال بعنوان “أمية الذكاء الاصطناعي: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على تمثيل المعرفة وإتاحتها بالمكتبات ومؤسسات المعلومات”، مؤكداً أهمية تأهيل متخصص المكتبات لمواجهة تحديات أمية البيانات والذكاء الاصطناعي. كما شدد المقال على ضرورة فهم البيانات وتحليلها، واستيعاب وظائف الذكاء الاصطناعي وتأثيراته، لتمكين المستفيدين من المشاركة الفعالة في المجتمع الذكي.
أرشفة “التواصل الاجتماعي”
واستعرضت الباحثة أماني محمد السيد في دراسة مكونة من 36 صفحة بعنوان “أرشفة محتوى منصات التواصل الاجتماعي” التحديات الأخلاقية والقانونية التي تواجه أرشفة هذه المنصات. توصي الدراسة بأهمية إعطاء الأولوية لأرشفة محتوى حسابات منصات التواصل الاجتماعي الحكومية، وتحث على تطوير البرمجيات العربية لتشمل أدوات أرشفة هذه المنصات، مما يعكس الحاجة الماسة لتوثيق السجل العام للمؤسسات.
وتضيء مجلة “اقرأ” في عددها التاسع عشر على مجموعة من الموضوعات الفكرية والبحثية التي تتناول المراجعات المنهجية كأداة لصقل الإنتاج الفكري باستخدام بروتوكول PRISMA، وتستعرض واقع البحث العلمي المتجدد في ظل المكتبات الافتراضية، كما تُبرز عدداً من الأبحاث المختارة من جائزة الشارقة للأدب المكتبي، وتتطرق إلى موضوع الاغتراب في عصر المعلوماتية، مع التأكيد على أهمية إدارة البيانات البحثية. ولا تغفل عن دور التعلم التعاوني في المساحات التفاعلية كركيزة للمكتبات الفاعلة، مقدمةً بذلك رؤية شاملة للمستقبل المعرفي الذي تسعى له الشارقة.
-انتهى-