كتب الأستاذ عبد الله الجفري

باحثة فرنسية في عهد نظام صالح حضرت إلى مأرب لتدرس حقيقة الحياة في منطقة مأرب استنادا لبعض المخطوطات والأبحاث التي اطلعت عليها هذه الباحثة حيث ورد في بعض الآثار بأن مأرب كانت اخصب منطقة زراعية في العالم ،ولتأكيد ذلك ذهبت الى صنعاء فدلوها على احد شيوخ صنعاء يحتفظ ببعض المخطوطات لديه مستغلا حالة الفوضى والسرقة للمخطوطات والاثار والتي ما زالت مستمرة للاسف،فكان هذا الشيخ لديه بعض النفوذ جعلته يحتفظ ببعضها ويستفيد منها تجاريا بأن يصورها للباحثين والدارسين بمقابل مادي،بعد شهور من دراستها عادت الباحثة الى صنعاء لتستكمل وثائق اخرى من ذلك الشيخ  ..

سألها الشيخ : ماذا وجدتي في مأرب ..؟  قالت له : تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك بأن البشرية كانت تبحث عن الماء والكلاء فاتجهت إلى مأرب من مختلف اصقاع الكرة الأرضية لأن بها ذلك بشكل وفير جدا بفعل سد مأرب لتكوينه مخزونا مائيا ضخما ساهم في خلق مروج ومزارع خصبة ساهمت ايضا في نمو الثروة النباتية والحيوانية،فسكنوا في مأرب لخصوبتها،واستمرت بالقول للشيخ : قد تتفاجئ اذا قلت لك بأن سكان مأرب حينها بلغ عددهم ما يقارب الخمسين مليون نسمة .. قال لها الشيخ : مستحيل هذا فحاليا لم يبلغ سكان اليمن بكامل مساحته أكثر من 30 مليون نسمة .. ردت عليه : مأرب كانت جاذبة للبشر لخصوبتها وكانت المدينة مخططة هندسيا بصورة عجيبة في مبانيها ووحداتها السكنية بحيث استوعبت هذه الكثافة البشرية،حتى بناء السد كان بصورة هندسية لها اسرارها لم تكشف بعد وهذا ما جعل مأرب تستوعب هذا الكم من السكان،وعندما انهار السد دفع  الناس مرغمين للهجرة إلى اصقاع العالم كما تجمعوا منها قبل الانهيار،فالاقوياء منهم استغلوا البحار حيث ما وجدوا بحرا،فوصلوا الى اوروبا والامريكيتين قبل اكتشافهما وشرق اسيا وشمال افريقيا،والبعض منهم سلك طرق برية اوصلتهم إلى مناطق متاخمة لمأرب وابعد منها مثل بقية مناطق الجزيرة العربية والهند وبعض مناطق افريقيا،وبقي في مأرب ضعاف البنية والمرضى من السكان الذين لا يقوون على الهجرة والتنقل، وهذا هو سر ضعف بنية وقصر سكان اليمن في حاضر وقتنا .. وهذا حقيقة سرد سريع وفي عجالة .. ادعو العلماء والباحثين التعمق في دراسة مأرب وهجراتها علها تكشف حقائق اخرى طمست لأسباب مختلفة ..

انتهى