وأبانت أن المقيظ هو رحلة عبر الصحراء الإماراتية كان الناس قديماً ينتقلون فيها من السواحل إلى الوديان والواحات هرباً من شدة الحر والرطوبة، حيث يحصلون على ملاذ للاستجمام في بيوت سعف النخيل التي أعدت خصيصاً لاستقبالهم.
وأشارت إلى أن المقيظ كان يعد أيضاً فرصة للراحة بالنسبة للنساء ومتنفساً من المشقة التي كن يعشنها طوال السنة، في غياب معظم الرجال بسبب سفرهم بعيداً في رحلة الغوص الموسمية. وأشارت إلى أن كتابها يوثق لهذه الرحلة السنوية المليئة بتفاصيل الانتقال براً من السواحل عبر الصحراء وصولاً إلى الوديان باستخدام قوافل الإبل.
كما تحدثت المنصوري عن التحضير لرحلة المقيظ التي تمتد لما يزيد عن ثلاثة شهور، حيث يتجمع كل فريج ويتنقل في شكل قافلة يترأسها “الكري” وهو مسؤول الرحلة الذي تكون لديه خبرة واسعة بالطرقات السهلة الآمنة، وأماكن التوقف للراحة والأكل، وآبار المياه، حيث يتم تحديد اليوم المناسب للرحلة، وتجهيز البوش، وحمل المواد الغذائية والمياه والملابس والهدايا لمستقبلي الضيوف، ثم تنطلق الرحلة بالأغاني والأهازيج وسرد القصص وإلقاء الشعر.
وأكدت المنصوري أن مصادرها ومرجعها الأساسي هو الذاكرة الشفهية لكبار السن، أما أسماء الأماكن والطرقات فمن خلال كتب التاريخ والجغرافيا، مشددة على أن رحلة المقيظ كانت تعد نوعاً من التواصل الحضاري والثقافي والاقتصادي والتجاري والاجتماعي بين الإماراتيين، والتعرف على مهن وثقافات جديدة.
من جهته أكد نادي تراث الإمارات أن تنظيم الندوة جاء ضمن البرنامج الفكري الخاص بالموسم الثقافي لمركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، ضمن برنامج قراءة في إصدارات إماراتية الذي أطلقه المركز منذ عامين وسلط من خلاله الضوء على الإصدارات الإماراتية في مختلف المجالات عبر استضافة مؤلفيها، وذلك إسهاماً في تعزيز الحراك الثقافي.