بهدف تعريف الجهات الحكومية بالشارقة على مهارات وأساليب “المراسلات الإداريّة”

في إطار جهوده لتعزيز مكانة اللّغة العربيّة ودعم استعمالها في شتّى مناحي الحياة، نظّم مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة دورة تدريبيّة متخصصّة حول “المراسلات الإداريّة”، شارك فيها، على مدى يومين في مكتبة المجتمع، 20 موظّفًا وموظّفة من كوادر مختلف مؤسسّات حكومة إمارة الشّارقة.

واختتمت الدّورة محاضراتها بحضور كلّ من سعادة محمّد حسن خلف، المدير العامّ لهيئة الشّارقة للإذاعة والتّلفزيون، عضو مجلس أمناء المجمع، والدّكتور امحمّد صافي المستغانمي، الأمين العامّ للمجمع، اللّذَين سلّما المشاركين في الدّورة شهادات الحضور والمشاركة.

 وقدّم الدّورة كلّ من الأستاذ الدّكتور الأخضر الأخضري، والدّكتور بهاء الدّين عادل دنديس، الباحثَين في مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، اللّذَين استعرضا أسس صياغة المراسلات الإداريّة ومهاراتها بأسلوب علميّ وعمليّ، حيث تضمّنت الدّورة تدريبات على كتابة الرّسائل الرسميّة، مع التّركيز على الأساليب البيانيّة والبلاغيّة التي تُضفي الاحترافيّة على المحتوى المكتوب،

بالإضافة إلى  تعريف المشاركين بأهمّ قواعد النّحو والإملاء التي يجب استصحابها عند كتابة الرّسائل الإداريّة، لضمان الدّقة والوضوح في المراسلات الإداريّة، إلى جانب استعراض نماذج عمليّة للرّسائل المكتوبة بشكل احترافيّ.

المراسلات أحد أركان النّجاح في العمل الحكوميّ

وفي تصريحه حول الدّورة، أكّد الدّكتور امحمّد صافي المستغانمي، الأمين العامّ لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، أهمّية هذه المبادرة التي تأتي تجسيدًا لرؤى وتوجيهات صاحب السموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمّد القاسميّ، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، في ترسيخ مكانة اللّغة العربيّة كركيزة أساسيّة في البناء المجتمعيّ والمؤسّسي، مشيرًا إلى أنّ الدّورة تعكس الحرص على أن تكون العربيّة لغة العِلم والمعرفة والإدارة.

وقال المستغانمي: “المراسلات الإداريّة الاحترافيّة تُعدُّ جسرًا للتّواصل الفعّال والبنّاء، وتُمثّل أحد أهمّ مقوّمات النّجاح في العمل الحكوميّ؛ فالرّسالة المكتوبة بدقّة وإتقان تفتح آفاقًاً واسعة للتّعاون بين الجهات الحكوميّة، وتطوير عملها، وتُعزّز كذلك من فرص الإبداع والتميّز في ميدان العمل. واللّغة العربيّة، بجماليّاتها وغناها، تُعدُّ أداة قويّة للتّأثير، وهي تُمكّن الرّسالة من الوصول إلى عقل المتلقّي وقلبه بسلاسة ووضوح”.

معارف تساهم في التّطوّر المهنيّ

وأعرب المشاركون في “دورة المراسلات الإداريّة” عن تقديرهم للمعارف التي اكتسبوها والتي ألقت الضّوء على جوانب متعدّدة من فنّ المراسلات الإداريّة وتاريخها، كما أشادوا بالطّرح العلميّ الرّصين الذي قدّمته الجلسات، لافتين إلى أنّها فتحت أمامهم آفاقًا جديدة للتميّز في مجال عملهم.

يوسف أحمد، مدير مكتب الوثائق بالمجلس الاستشاريّ لإمارة الشّارقة، علّق قائلًا: “كانت الدّورة غنيّة بالمعلومات والمهارات العمليّة التي تُعدّ ضروريّة لأي موظّف يسعى للتميّز؛ إذ أتاحت لنا فهمًا أعمق للبروتوكولات والمفردات المستخدمة في المراسلات الإداريّة، مما يُسهم في رفع مستوى الكفاءة المهنيّة لدينا”.

من جانبه، أضاف محمّد السّيد إبراهيم، موظّف في المكتب التّنفيذيّ لرئيس دائرة الشّؤون الإسلاميّة بالشّارقة: “الدّورة قدّمت لنا مفاهيم ومصطلحات لغويّة جديدة وأساسيّة، وأكسبتنا القدرة على التدقيق في استعمال اللّغة واختيار الكلمات بعناية، كما أنّها أبرزت أهمّيّة أن تكون الرّسالة الاحترافيّة متكاملة المضمون والشّكل، مما يُعزّز من قوّة تأثيرها وحضورها”.

وفي الختام، أكّد المنظّمون أنّ الدّورة حقّقت أهدافها بنجاح، وأنّها ستكون خطوة مهمّة نحو تعزيز الكفاءة اللّغويّة والإداريّة للموظّفين، وتمكينهم من استخدام اللّغة العربيّة بطريقة تليق بمكانتها كلغة علم وثقافة وإدارة، كما وأعربوا عن أملهم في تطوير برامج علميّة أخرى تساهم في الارتقاء المهنيّ لموظّفي حكومة الشّارقة، بالارتكاز على تعزيز مختلف المهارات المرتبطة بإتقان قواعد العربيّة ومعرفة أساليب استعمالها. 

-انتهى-