كتب : أسامة عبد المقصود

يتردد في الأثر الإيجابي لبعض الشخصيات العامة ، أمثال شعبية تعبر عن نمط الحياة التي نعيشها وسط مجتمعاتنا العربية ، ومن أشهر هذه الأمثال ما يقال ” لا تُرمى بالأحجار إلا الأشجار المثمرة ” المقصود من ذلك  أن الناجح دائما ما يجد من يقلل من هذه النجاحات لمحاولة إفشاله، وليستمر الناجح والمتميز فعليه أن يمضي في طريقه ويترك من خلفه كل ما هو سلبي، ومن هؤلاء المبدعات الدكتورة مليكه الحيدوشي رئيس منظمة الإبداع الدولي التي مجرد أن تكتب اسمها على محرك البحث الدولي تجدها قد برزت بما تحمله على عاتقها من انجازات وإبداعات في مجال الفن التشكيلي والحرف اليدوية.

تعد الدكتورة مليكة الحيدوشي واحدة من المبدعات اللاتي تمكن من نحت أسمائهن في عالم الفن والأدب والإبداع ، والمتابع لنشاطها سيجدها قد حازت على جوائز محلية ودولية عدة  في مجال الفن التشكيلي والإبداع عبر محاضراتها على مستوى الوطن العربي، وتوجت ملكة للإبداع قبل عدة سنوات لتفردها في الفن التشكيلي الذي جسد موهبتها الخارقة بذلك ،ونحن في أمس الحاجة لمثل هذه  المبدعة  لنباهي بهن العالم ولنثبت أن العربيات يتميزن في دول المنشأ وحتى في دول المهجر نجدهن مبهرات ومتميزات، وهذا ما وصلت إليه العديد من الرائدات المميزات في شتى المجالات

والسؤال لماذا نجد بين أكليل الإشادة والسعادة التميز والإبداع ليشهد  بدور الدكتورة مليكة الحيدوشي المجتمعي الذي قد يحارب من قبل قلم مسموم يريد تعكير صفو هذا العلو والسمو، لماذا يسعى نفر من الناس لمحاولة هدم رموز لها تواجد كبير وممتد على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، فهل كل من يهتم بفئة من المجتمع كالمكفوفين ويدافع عن حقوقهم ومحاولة مساعداتهم بتقديم الدعم المادي والمعنوي يحارب بهذا الشكل الغير أخلاقي، وللأسف المجال واسع ويحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولي للحد من انتشار هذا الداء المرعب الذي يمنع المصاب به من متعة الحياة والتأمل في ملكوت الله وعظمة خلقه، ففقدان البصر وعلاجه واحد من اهتمامات مليكه الحيدوشي والكثير من المنظمات المعنية بهذه الفئة

أن يقضي المبدع عمر طويل من حياته مبصرا ثم يفقده بشكل مفاجئ الذي ربما ساهم هذا الظرف الطارئ في أن يدمر حياة المبدع، خاصة ولو كان إبداعه فرع من الفروع المرتبطة بالبصر والتأمل للطبيعة والجمال وترجمتها بالريشة والألوان، لكن في وقت قليل تمكنت الفنانة التشكيلية مليكة الحيدوشي من تجاوز المحنة والوقوف على قدمين صلبتين  وإعادة ترتيب أوراقها لتصبح نموذج يحتذى به ومثال يضرب به  في الإصرار والجلد، كما إنها تقوم بنشر مفهوم الإعاقة الذي يصيب الأصحاء الذين يقفون في مواقعهم لا يقدمون جديدا ولا يحدثون فارق في الحياة، أما أصحاب الهمم فهم من يقدموا للمجتمع في عصرنا الحالي كل جديد في شتى المجالات ولا ننسى أن أئمة كتبوا التاريخ الإسلامي كانوا من المكفوفين ، والمكفوفين وكانوا يمارسون الرياضة في العديد من الألعاب المختلفة في عصرنا الحالي . وأمامنا نموذج حي يتمثل بالدكتورة مليكة الحيدوشي والتي يتوجب علينا الواجب الأدبي والإبداعي  أن نرفع له القبعة ونشجعها على ممارسة فنها الذي تحبه، ونشد على يدها بدعم المكفوفين والتواصل مع الهيئات والجمعيات والمنظمات من اجل إعادة رسم الحياة الطبيعية كل للمحتاجين للمساعدات والدعم، ونصيحتنا لكل من يقذف الشجر المثمر أن يتوقف ويعيد النظر في هذا العمل المخزي، وأن يدعموا هؤلاء المبدعون ويشجعونهم في منصاتهم الإعلامية

انتهى