أدباء وشعراء: “المحتوى والموسيقى” أسرار نجاح شِعر الطفل
أكدت جلسة “شعر الأطفال: خصائصه ومعاييره” خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024، والتي استضافت الدكتور العيد جلولي، والشاعرة صوبحا ثارور، أن الأديب الناجح هو من يستطيع الجمع بين النص الشعري الذي يحمل قيماً تعليمية وتربوية، مع الحفاظ على جماليات اللغة والإيقاع، بحيث يقدم للطفل محتوى غنياً بالمحتوى الجيد دون التضحية بالجودة الفنية، مسلطين الضوء على دور المغامرة في أدب الطفل.
وخلال الجلسة النقاشية التي أدارتها الدكتورة سونيا سويد، أشار الدكتور العيد جلولي إلى أن الإيقاع والموسيقى يلعبان دوراً محورياً في جذب انتباه الصغار وتفاعلهم مع القصيدة، مشيراً إلى أن الأوزان الشعرية العربية، سواء القديمة أو الحديثة غنية ومتنوعة، وتوفر مساحة للشاعر لينتقي النغمات التي تتناسب مع عالم الطفولة.
التراث مساحة واسعة لأدب الأطفال
وشدد جلولي على أهمية استثمار التراث والفلكلور في إبداع قصائد وأشعار للأطفال، وأن هذا القطاع يمثل مساحة توحي للشاعر بأفكار محتوى يربط الأطفال بثقافات متنوعة، ويساهم في إثراء المعارف اللغوية والتاريخية لدى الأطفال.
وقال العيد جلولي: “من الضروري أن يتم التركيز على نوعية وأسلوب محتوى كل مرحلة من مراحل حياة الطفل؛ فكل مرحلة لها خطابها، وكلماتها، وتحدياتها، خاصة أن هناك قيماً جديدة ومعاصرة، ولا شك أن طفل اليوم لم يعد ذلك الطفل في السابق؛ فهو محكوم بوسائط تقنية جديدة، وهو أقرب إليها منا نحن الكبار، والأديب الناجح هو الذي يستطيع أن يقتحم عوالم هذا الطفل وإقناع فضوله بذكاء وفطنة”.
ما نكتبه الآن للصغار يصنع مستقبلهم
بدورها تحدثت الأديبة الأمريكية من أصل هندي صوبحا ثارور، عن معايير وخصائص الشعر الموجه للأطفال، مؤكدة أهمية سرد القصص واستخدام القافية كوسيلة للتواصل مع الأطفال بطرق مختلفة. وقالت: “نحن جميعاً جزء من مجتمع عالمي يحتوي على مشتركات إنسانية، والأطفال يجذبهم ما يتناسب مع عوالمهم، وأنا أؤمن بأن ما نكتبه للصغار الآن سيؤثر في مستقبلهم، لذا، يجب أن نكتب للأطفال بحكمة، وأن نختار بدقة ما نطرحه أمامهم؛ لأنهم أذكياء أكثر مما نتصور”.
أهمية عنصر المغامرة في أدب الطفل
وتحدثت الأديبة صوبحا ثارور عن الدور الحيوي للمغامرة في أدب الطفل، مؤكدة أن الأطفال ينجذبون بشكل طبيعي إلى القصص المليئة بالمغامرات، ولفت أنه من الضروري أن يدمج الأديب القيم والرسائل الإيجابية ضمن سياق هذه المغامرات، مستغلاً الأحداث لتعليم الأطفال وتوجيههم.
وقالت: “الأطفال لديهم القدرة على فهم النصوص واستنباط المعاني الكامنة وراء الكلمات، مما يجعل من الأدب وسيلة فعّالة لنقل المعرفة إليهم، وعلى الكاتب في شعر الطفل أن يحترم ذكاء الطفل، ويدرس ما يكتبه بعناية قبل إخراجه للقراء”.
وأكدت الأديبة صوبحا ثارور أهمية الموسيقى في الشعر التعليمي الموجّه للأطفال، مشيرة إلى أن النغمة والموسيقية الشعرية تعزز من عملية التعلّم لدى الصغار، وأن التكرار في الكلمات، مترافقاً مع نغمة موسيقية جذابة، يسهم في ترسيخ المعلومات والقيم التي يسعى الشاعر لنقلها.