كتب وائل نعيم

جعلت دولة الإمارات التخطيط الاستباقي أولوية تصدرت عمل حكومتها، باعتباره يمثل ركناً أساسياً في مسيرة تميز وريادة الدولة عالمياً وتحقيق طموحات قيادتها وشعبها، وقدمت الدولة نموذجاً ملهماً للعالم في إدارة الأزمات، وسرعة الاستجابة التي تفرضها التحديات في مختلف الظروف وشتى المجالات، وتجلى ذلك بصورة مميزة في التعامل مع تداعيات الأحوال الجوية الاستثنائية التي تعرضت لها الدولة أخيراً، ورافقتها أمطار غزيرة وسيول وظروف مناخية صعبة، من خلال الجهود المخلصة للفرق الوطنية التي عملت على مدار الساعة، وتطبيق استراتيجية تشاركية من جميع الجهات ذات الاختصاص في التعامل مع حالات الطوارئ الناجمة عن تقلبات الطقس وهطول الأمطار في جميع مناطق الدولة، ما كان له الأثر الكبير في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.

وأظهر أفراد المجتمع وعياً كبيراً أثناء الحالة الجوية الاستثنائية التي مرت بها الدولة، وجسد حالة متميزة لمستوى المسؤولية التي تحلى بها جميع المواطنين والمقيمين فيها خلال الظروف المناخية التي شهدتها مختلف أرجاء الدولة.

وكان لمساندة أفراد المجتمع الأوفياء دور مهم جداً في تجسيد القيم الراسخة لمجتمع الإمارات في الالتزام بالتعليمات والتدابير الصادرة عن القطاعات الحكومية، إذ أسهم تعاونهم وتعاضدهم من أجل الإمارات في عودة الحياة إلى طبيعتها بزمن قياسي في الدولة بعد انحسار الأمطار وتحسن الأحوال الجوية تدريجياً، وترجم وعي الجمهور ودوره الإيجابي خلال فترة المنخفض الجوي، ثقته الكبيرة في إدارة الدولة للأزمات والتعامل مع الحالات الطارئة، فضلاً عن تقيد أفراد المجتمع بالإرشادات والتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، والابتعاد عن أماكن جريان الأودية وتجمعات المياه، الأمر الذي أسهم في تعزيز سرعة الاستجابة والتعامل مع الآثار التي خلفها المنخفض الجوي.

وكعادتها رفعت القيادة الرشيدة شعار أولوية تحقيق الأمن والأمان المجتمعي وسلامة جميع المقيمين على أرض الإمارات، فلم تألُ جهداً في تسخير جميع الإمكانات وتقديم الدعم اللامحدود في نجاح إدارة هذه الأزمة الطارئة التي مرت بها الدولة أخيراً، وكان لمشهد التعاضد والتفاف أبناء الوطن والمقيمين مع القيادة الأثر الكبير في تجاوز هذه الأزمة بسرعة، وخروج الدولة منها أكثر قوة وصلابة، إذ إن دولة الإمارات تحرص على تعلم الدروس من جميع الأزمات وتستفيد منها، لتكون بوصلة التطوير ورفع الاستعداد والجاهزية، لتكون أكثر استعداداً للمستقبل وتحقيق طموحاتها وتعزيز تنافسيتها عالمياً في جميع المجالات.

وحرصت حكومة الإمارات على اتخاذ خطوات سريعة وتنفيذها في التعامل الاستباقي مع المنخفض الجوي غير الاعتيادي الذي مرّ بالدولة، أخيراً، ورسمت مراكز الطوارئ والأزمات والجهات الأمنية والعسكرية والمدنية الحكومية الاتحادية والمحلية والمتطوعون وجميع المواطنين والمقيمين لوحة إنسانية في حب الإمارات، إذ أظهروا تعاضداً وتكاتفاً من أجل الوطن وحمايته، وهذا ديدن الدولة في الإدارة الناجحة، لمسيرتها التنموية وتجاوز التحديات عبر التخطيط الاستباقي والمرونة والتكيف مع جميع الأوضاع والأزمات، وتحويل التحديات إلى فرص.

وحرصت القيادة الرشيدة التي كانت تتابع جميع المستجدات خلال الظروف المناخية الاستثنائية على توفير الدعم اللازم لنجاح عمل الفرق الميدانية وتجاوز تداعياتها، ووجهت بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة من آثار الأمطار.

لقد فاتك قراءة