انطلاق فعاليات مؤتمر منطقة الشرق الأوسط للاتحاد الدولي
لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا) في دبي لتعزيز مرونة قطاعالإمداد
▪ أكثر من 600 مشارك من القادة والرؤساء التنفيذيين لشركات الشحن يبحثون مستقبل القطاع تحت شعار “التواصل والمرونة والاستدامة في سلاسل التوريد والتجارة العالمية”
▪ 163.57 مليار دولار أمريكي (602 مليار درهم) سوق الخدمات اللوجيستية في الشرق الأوسط وإفريقيا وتوقعات بارتفاعه إلى 222.63 مليار دولار (820 مليار درهم) بحلول 2029 والنمو السنوي 6.36%
تحت رعاية سمو الشيخ أحمد سعيد آل مكتوم الرئيس الفخري للجنة الوطنية للشحن والإمداد بدولة الإمارات العربية المتحدة (نافل)، افتتح اليوم في دبي فعاليات مؤتمر منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا)، بحضور سعادة حميد محمدبن سالم، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية- الإمارات، من أجل ضمان سلاسة منظومة الخدمات اللوجيستية في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية.
شهد اليوم الأول للمؤتمر، الذي تنظمه اللجنة الوطنية للشحن والإمداد بدولة الإمارات العربية المتحدة (نافل) تحت شعار “التواصل والمرونة والاستدامة في سلاسل التوريد والتجارة العالمية”ويستمر حتى يوم غدالأربعاء 6 مارس 2024، مناقشات واسعة ومعمقة حول التحديات التي تواجه التجارة الدولية في ظل الظروف الجيوسياسية، وبناء استراتيجيات لسوق الخدمات اللوجيستية المزدهرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، التي تبلغ قيمتها حاليا 163.57 مليار دولار أمريكي (602 مليار درهم)، ويتوقع نموها إلى 222.63 مليار دولار أمريكي(820 مليار درهم) بحلول العام 2029.
ضمن فعاليات المؤتمر تم عقد الاجتماع الرسمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا)، بمشاركة الدكتورة خوانيتا ماري، رئيسة منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا)، والدكتور ستيفان جرابر، المدير العام للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا)، والسيد/تورغوت إركسكين، رئيس (فياتا).
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أكد حميد محمد بن سالم، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية- الإمارات، على التزام دولة الإمارات بتسهيل وتعزيز التجارة العالمية من خلال الربط السلس متعدد الوسائط، وقال: “تماشياً مع أهداف دولة الإمارات للتنويع الاقتصادي، تشارك غرفة التجارة الدولية رؤية (فياتا) لتسهيل التجارة العالمية. وإزاء تحديات سلسلة التوريد العالمية، سواء بسبب الكوارث الطبيعية أو الأحداث الجيوسياسية، فمن الضروري أن نفكر بصورة شاملة ونعمل كفريق واحد متماسك”.
وأضاف سعادته: “يسهم دور دولة الإمارات كحلقة وصل عالمية، سواء عن طريق الجو أو البر أو البحر، بدور حيوي في التجارة العالمية. كذلك، فإن بقية دول مجلس التعاون الخليجي، خاصةً قطر والمملكة العربية السعودية، نشطة للغاية في هذا المجال حيث تقوم بتعزيز التجارة وتوفير فرص استثمارية. ونحن حريصون على التعلم من تجارب زملائنا والعمل معاً لدعم وتحسين نشاطات القطاع الخاص، وأحث الجميع على المشاركة بفعالية في مناقشات المؤتمر والاستفادة من الفرص التي تتيحها غرفة التجارة الدولية في كل الدول، حيث نعمل على دعم متطلبات القطاع الخاص”.
ورحب السيد/تورغوت إركسكين، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا) بالمشاركين في المؤتمر، واستعرض التحديات العالمية والاتجاهات المتطورة في قطاع الخدمات اللوجيستية. وأشار إلى أهمية الموقع الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، قائلاً: “في ظل الوضع الحالي في العالم، فإن مؤتمر منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا) يعتبر منصة استراتيجية لتقديم رؤى عملية، حيث نلتقى في ظل الاضطرابات غير المسبوقة في البحر الأحمر والتوترات الجيوسياسية والمخاوف البيئية. ومع تغير ديناميكيات العولمة، تتأثر التجارة العالمية بالتطورات الجيوسياسية في أي مكان. مع ذلك، ففي خضم هذه التحديات تكمن فرص لتعزيز المرونة والتكيف، ولا تقتصر مهمتنا على مجرد حل المشاكل، بل تركز على ترسيخ نهج متطور يعتمد على المرونة والإبداع والتخطيط الاستراتيجي”.
وأوضح رئيس (فياتا) أن “الأولوية خلال المؤتمر الحالي تكمن في استكشاف حلول جماعية للتحديات الإقليمية، إذ يتميز عالم اليوم بترابطه وتأثره بأي حدث، خاصةً في مجال الخدمات اللوجستية. ونتطلع للمستقبل بأمل، حيث تتمتع منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بإمكانيات هائلة تشمل الموانئ والمطارات الأكثر تطوراً وقوى عاملة شابة وحيوية قادرة على تعزيز قطاع الأعمال”، وقال: “في العام الماضي (2023) حصل أكثر من 400 خريح على دبلوم (فياتا) المتخصص من منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤكد قدرتنا على مواجهة مختلف التحديات نظراً لتوفر هذه القوى العاملة والخبرات المؤهلة في المنطقة”.
واختتم السيد/تورغوت إركسكين حديثه بالقول إن “التجارة واللوجستيات العالمية تزدهر في ظل السلام والاستدامة والقدرة على استشراف المستقبل”، مضيفاً :” نأمل أن تنتهي حالة الضبابيةالحالية، وسيسهم تعزيز طرق التجارة الحالية مع بناء ممرات إقليمية في توفير اتصال وربط عالمي بطريقة سلسة. ومع التركيز على الحلول العملية والرؤى القابلة للتنفيذ، نسعى لمواجهة التحديات وصياغة مسار أفضل نحو مستقبل أكثر مرونة واستدامة وترابطاً لجميع أصحاب المصلحة والمعنيين في مجال الخدمات اللوجيستية العالمية”.
ورحبت السيدة/ ناديا عبد العزيز، رئيسة اللجنة الوطنية للشحن والإمداد (نافل)، التي تستضيف المؤتمر، بأكثر من 600 مشارك يمثلون 16 جمعية من أعضاء (فياتا)، و11 من الشرق الأوسط وإفريقيا من أكثر من 29 دولة. وتأكيداً على أهمية استضافة دولة الإمارات للمؤتمر، قالت: “تمثل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للخدمات اللوجيستية والتجارة، حيث تتميز بسياسات داعمة للمستثمرين وتتوافق مع متطلبات الأسواق الدولية. وتسهم مبادرات متنوعة مثل الإقامة طويلة الأمد لمدة تصل إلى 10 سنوات، والسياسات المحفزةللاستثمار، واستراتيجية الحياد المناخي 2050 على تعزيز بيئة ملائمة لتحقيق النمو. وينعكس التزامنا بالتميز في تصنيفنا كأفضل وجهة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، والمركز السابع في مؤشر الخدمات اللوجستية العالمية”.
وسلط المؤتمر الضوء على أحدث المبادرات في مجال الخدمات اللوجيستية، بما في ذلك التطورات في التحول الرقمي وتنفيذ برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد الذي تنفذه جمارك دبي. واستعرضت (غرفة تجارة دبي) خدماتها الدولية المصممة خصيصاً للشركات والمستثمرين مع التركيز بشكل خاص على تعزيز الأبحاث والدراسات في قطاع الأعمال ومبادارت الاستدامة. وقدمت (دبي الجنوب)عروضها التي تشمل التجارة الإلكترونية، والنمو اللوجيستي، والمنطقة الحرة البحرية والجوية.
شهد اليوم الأول حلقات نقاش عن تطور قطاع الخدمات اللوجستية في المنطقة تحت شعار “نظرة عامة على سوق دول مجلس التعاون الخليجي والفرص ومجالات النمو”، التي شارك فيها السيد جوبال آر، نائب الرئيس الأول لسلسلة التوريد والممارسات اللوجستية في فروست آند سوليفان. واستعرض سعادة المهندس علي بن عبد اللطيف المسند، عضو مجلس إدارة غرفة قطر ورئيس اللجنة القطرية للشحن والإمداد، الفرص في قطر وآفاق النمو الاقتصادي، وقدم لمحة عامة عن أحدث التطورات في أنظمة الشحن والتجارة.
وقدم السيد ماجد السعدي والسيدة ريم عبد العزيز حسنين من وزارة الاستثمار في المملكة العربية السعودية والسيدة أمل بالغنيم والسيد عبدالله داود من وزارة النقل والخدمات اللوجيستية، عروضاً عنالفرص المتاحة في قطاع الخدمات اللوجستية والتجارة في المملكة العربية السعودية، والبرنامج الوطني للتنمية الصناعية والخدمات اللوجيستية.
ويوفر المؤتمر، الذي يختتم فعالياته يوم غد 6 مارس 2024، منصةمثالية للجمع بين أصحاب المصلحة الرئيسيين وقادة القطاع والرأي والمبتكرين لتشكيل مستقبل الخدمات اللوجيستية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.