كتبت عالية الشيشاني /غروزني
كان فجر السابع من تشرين اول / اكتوبر الحالي يوما مفصليا في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ، فغزه التي تنهض من قلب الرماد مرة تلو المرة تماما مثل طائر الفينيق ، انتفضت من جديد لتزرع الامل في قلوب كل المؤمنين بعدالة السماء ، وتحرك ضمائر الاحرار في العالم وخاصة الشعوب المسلمة .
في هذا المقال سنستعرض بعضا من ردات الفعل التي صدرت من الشعب الشيشاني المسلم حيال ما يجري في غزة العزه .
فمنذ ايام اعلن مفتي الجمهورية صالح مجييف اقامة صلوات التهجد في سائر مساجد الجمهورية وجرى الدعاء والتوسل الى الله عز وجل برفع الكرب عن اهل غزه .
الصحفية بيلا مزاييفا رصدت تأثيرات الحرب في غزه على المزاج العام في الشيشان فتقول ان مظاهر الاحتفال قد اختفت في صالات الاعراس حدادا على ارواح شهداء غزه ، واصبحت حفلات الزفاف تقتصر على تجمع المدعوين وتقديم الطعام بدون مظاهر الفرح الاخرى التي عادة ما ترافق مثل هذه الاحتفالات ، مضيفة ان الجو العام في الشارع الشيشاني بات يطغى عليه الحزن واختفت تجمعات المواطنين الساهرين في الاماكن العامة ، وهذا ما لاحظه ايضا السياح القادمون الى الجمهورية من شتى مناطق روسيا . ايضا رصدت العديد من المنشورات واللافتات المعلقة على جدران الانفاق والمحلات وعلى اطراف الشوارع وشوهدت الاعلام الفلسطينية ملصقة على زجاج السيارات وذلك كرد فعل عفوي لإظهار الدعم والتأييد لنضال الشعب الفلسطيني وباتت جل المنشورات على حسابات المواطنين تتعلق بحرب غزه .
في الطابور الصباحي في المدارس يتم الدعاء لاهل غزة من قبل الطلاب والمعلمين ويتم التذكير في هذه الاثناء بالقضية الفلسطينية ونضال الشعب لاستعادة حقوقه المغصوبة .
الكل بات يفكر بطريقته واسلوبه في كيفية تقديم الدعم والمساندة ، مثلما فعل صاحب احد محال الحلويات في العاصمة غروزني حيث خصص عربة مليئة باصناف الحلويات ووضعها امام محله مع عبارة تبين انها متاحة مجانا صدقة عن ارواح ضحايا حرب غزه .
ولا يغيب المشهد الغزي عن ضمير ووجدان النخب الثقافية والرياضية ، فهذا المقاتل الشيشاني حمزه شيماييف يصرح خلال مشاركته في بطولة MMA المقامة في العاصمة الاماراتية ابو ظبي انه يشعر بالالم لموت الاطفال ويتمنى ان يذهب للقتال في فلسطين وانه لم يترعرع ليرتدي الشورت ويمارس اللعب مضيفا (انكم لا تعرفون ما في قلب الشيشاني ، انا لا اخشى الموت ولكني خائف على اخوتي المسلمين ) ، كما صرح المقاتل الشيشاني اسلام مخاتشيف في ذات البطولة انه لن يحتفل بفوزه طالما ان اخوته في غزه تحت نيران القصف .
بدوره يقوم المؤرخ والكاتب سعيد موسحجييف بنشاط اعلامي واسع لصالح القضية الفلسطينية مستغلا علاقاته الواسعة باعلاميين ومفكريين من دول شتى فقد اعاد نشر مقال تحليلي للكاتب الشيشاني عزمات اسماعيلوف يشرح فيها اسباب عدم اقدام اسرائيل على اجتياح بري لغزه . كما يقوم المؤرخ حجييف ايضا بنشر العديد من المقالات والفيديوهات على حساباته للتعريف بحقيقة ما يجري في غزه ومعاناة المدنيين من نساء واطفال وشيوخ داعيا الى رفع المعاناة عنهم .
كل ذلك واكثر من مظاهر الاخوة التي يمارسها الشعب الشيشاني تجاه شقيقه الفلسطيني تثبت قول النبي عليه الصلاة والسلام ( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) .
دعاءنا جميعا لله تعالى ان يرحم شهداء غزه ويشفي الجرحى والمرضى ويرأف بالمهجرين وان ييسر لهم اسباب النصر .
و أن يتوقف القصف عن أهل غزة المرابطين
انتهى
26/ 10 / 2023