نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة صالون الشارقة الثقافي، تحت عنوان “قراءة في كتاب..وجوه للمرأة الثائرة في إبداع د.سلطان القاسمي”، بحضور مؤلفة الكتاب د.أمل الجمل، وأدارت الحوار الأديبة نجيبة الرفاعي، وذلك في مسرح المجلس الأعلى للأسرة.
وبدأت الرفاعي الجلسة بالتعريف بالدكتورة الجمل، حيث أشارت إلى أنها كاتبة وناقدة سينمائية مصرية، وبدأت الجلسة بسؤال استوحته من عنوان الكتاب، حيث سألت الدكتورة عن مواصفات المرأة الثائرة بالنسبة لها والتي بحثت عنها في كتابات د.سلطان القاسمي، وقالت د.الجمل موضحة:
“حرصت على قراءة كافة مؤلفات د.القاسمي بتعمق واهتمام بكل التفاصيل، ولاحظت أنه يهتم بدور المرأة في كافة مؤلفاته حتى التاريخية منها، ويحرص على تصحيح أي مغالطات موجودة خاصة فيما يتلعق بالثقافة العربية، ولدى سموه رفض تام للظلم، وحرص على كشفه ونصرة الحق، ولا يستسلم سموه لأي عقبات، وأنا شخصياً تأثرت بهذا وعملت وفق مقولة “في كل محنة منحة”، وسرت على خطى سموه ورؤيته، حيث أرى أن المرأة الثائرة هي المرأة الناجحة، التي تتجاوز كل الصعوبات وتحرص على التميز والنجاح وتحرص على نصرة الحق وترفض كافة أشكال الظلم”.
وانتقلت الرفاعي لمحور آخر خلال الجلسة، حيث أشارت إلى اختيار د.الجمل لعبارة كتبها جلال الدين الرومي، وهي “للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلا رجل متفتح عارف”، فكيف نجحت هذه العبارة في تطويع قلم د.الجمل؟ فأجابت الدكتورة موضحة:
“حين حضرت أيام الشارقة المسرحية للمرة الأولى قبل سنوات، لمست تواضع وسماحة سمو الشيخ سلطان القاسمي، ولم أكن أصدق وجود حاكم يقف مع المثقفين والفنانين ويتعامل معهم بهذه البساطة وهذا الوجه البشوش، وشعرت أنه والدي، وبعدها بدأت أهتم بقراءة كافة مؤلفات سموه، وأتابع انجازاته، وكنت بالفعل ألمس عمق وأهمية فكره، وكنت في كل مرة أزور الإمارات وأراقب تطور مدينة خورفكان التي كانت بالنسبة لي معجزة، ولفت نظري حديث سموه حول حرصه على تحدي الأنفاق، فليس من السهل الحفر في الجبال، ولكن سموه ولرفضه للاستسلام نجح في هذا، كما لفت نظري حديثه المستمر عن دور المرأة، وعن اهتمامه بكل التفاصيل، ومنها على سبيل المثال اهتمامه بالمرأة المهجورة، وتأكيده على أنها برعايته واهتمامه، هذا ما دفعني للبدء بالبحث عن المرأة في كتابات سموه، خاصة بعد ما سمعت حديثه المؤثر عن سمو الشيخة جواهر وتأكيده على أن سموها تقوم بمهام شاقة لا يمكنه هو القيام بها، فهذا قمة التقدير لها، ولفت نظري كذلك علاقاته الاستثنائية ببناته، فكل هذه التفاصيل في حياة سموه أكدت لديّ مقولة جلال الدين الرومي التي ذكرتها، ودفعتني في النهاية للبدء في تأليف كتابي، الذي كان في البداية مشروع فيلم سينمائي، ولكن لم أجد جهة تتبناه، ولم أشأ لجهودي أن تضيع هباء، فقررت نشر هذا الكتاب”.
وأشارت د.الجمل إلى وجود نماذج للرجال في الكتاب، للتأكيد على تكامل دور المرأة والرجل في بناء المجتمع، ومن جهة أخرى أشارت الجمل إلى مفارقة حدثت معها أثناء تأليفها للكتاب، حيث ما إن شارفت على الانتهاء منه حتى صدرت رواية “الجريئة” لسمو الشيخ سلطان القاسمي، وصممت الجمل على إضافة قراءات منها لكتابها لما لمسته من أهمية هذه الرواية التاريخية.
وأكدت أنها حرصت على اختيار غلاف الكتاب بحيث يجمع صوراً متنوعة من مؤلفات سموه، وهي مثلاً القدس التي تكون حاضرة دائماً في اهتماماته ومؤلفاته، وصورة لبيبي فاطمة وهي شخصية درامية قوية جداً، وزنوبيا والجريئة واحدة من أحدث رواياته، والرجل الوحيد بين ثلاث نساء جاء للمقارنة بين شخصية الرجل الثائر والمرأة الثائرة، وأضافت موضحة: “حاولت أن أخلق عمقاً لغلاف الكتاب، كما يفعل سموه في كتاباته، التي تتميز بسهولتها وبساطتها بحيث يمكن للكبير والصغير أن يفهمها، وفي نفس الوقت تتميز بعمقها وتأثيرها”.