احتفت ندوة الثقافة والعلوم بعيد الاتحاد الـ 52 بأمسية شعرية موسيقية تغنت بحب الوطن امتزج فيها الشعر والموسيقى والتهب الحضور حماسة وشغف بالكلمات والألحان.

حضر الأمسية بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة وجمع من الشعراء والمهتمين، وقدم لها الإعلامي جمال مطر الذي عبر عن سعادته بالاحتفال بالوطن الغالي النفيس.

وعلق جمال مطر مستذكراً قول أمير الشعراء أحمد شوقي “وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي” وأضاف أن الأمسية شعرية موسيقية في حضرة الكلمة والنغم، فذروة الشعر عندما يصل للحكمة، وذروة الموسيقى عندما تخاطب الروح بكل عفوية وبلا ممانعة.

وأكد أن الشعراء المشاركين في الأمسية تغنوا كثيراً بحب الوطن فهم دائماً في حضرة الكلمة والشعر وذكريات الوطن وحبه.

بدأت الأمسية بالشاعر محمود نور الذي عبر في كلماته عن حبه وتعلقه وشغفه بالوطن قائلاً:

وطَـنٌ عَزيـــزٌ شَامِـــخٌ مُتَوَحِّــــدُ

والشَّعْــبُ حَافِـظُ عَهْـدِهِ ومُوَحِّـدُ

في ظِــلِّ قَادَتِنَـــا نَعيــشُ بِـعِــزَّةٍ

أمْـنٌ يُظـلِّـلُـنَـــــا وعيْـشٌ أرْغَـــدُ

فَلْنَبْتَهِــــلْ لِله نَشْٓكُـــرُ فَضْلَــــهُ

ولَـهُ نُصَلِّي خَاشِعيـنَ ونَسْجُـــــدُ

يَا رَبُّ فَاجْعَـلْ خَيْـرَنَـا في أهْلِـنَــا

وتَـوَلَّنَـا بِرِضاكَ يَـا مَنْ نَقْصِـــــدُ

وغرد نور حباً في مؤسس الاتحاد وباني الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصيدة بعنوان زايد في العُلا بيتُ القصيد قال فيها:

أنـا مِنْ أرضِ زايـدَ إن تُبـاهي

أبـاهي كل مجْـدٍ في الوجُـودِ

فزايــدُ قد بَـنى وطـنًا وشَعْـبًا

وألهمَـنـا الحيـــاةَ بِلا حُــدودِ

وأورثَـنــا الكرامَــةَ والمَعــالي

وأوْرَثَ مَجْــدَهُ شِبْـلَ الأسُــودِ

وصدحت شيخة المطيري في شهداء الوطن حباً وشموخاً واعزازاً بما بذلوه من دماء عطرة قائلة:

“إن الحياة عقيدة وجهاد”

من كفنوا نخلاً شهاباً أمة

من ودعوا والراحلون مداد

ولكم كتبت على السماء منازلاً

عهداً فأنت النصر والميعاد

كحلت أطراف العيون بموعد

الدر أنت وما سواك رماد

وبقيت منتصب الحياة كأنما

من طين روحك بلت الأكباد

غيماً أتيت إلى السماء ونجمة

ستظل تمطر بعدك الأبعاد

وتفوح هذي الأرض من مد الثرى

مسكاً فتروى بالشهيد بلاد

وتغنت شيخة بحب الإمارات السبع والخليج قائلة:

وقفن على قلب الخليج قصائدا

ونخلا خنيزيا فكن دثاريا

على أرضهن الشيح يحضن غافة

فأكتب من جذر العناق كتابيا

أمد على سطر الرمال حمامة

وجارة أحلام تبوح بحاليا

أنا لحظة الماءين منذ عبرتها

فصار حنين العابرين دياريا

وسيدة من أرض ليوا رأيتها

وصدح الشاعر عبدالله الهدية ببعض من كلمات من قصيدة كوكب التاريخ قال فيها:

هذي الإمارات في تحليق موكبها 

على جباه المعالي ترسم السيرا

تلون الكون بالنور المبين ومن

قنديل عذق الثواني تخرف الدررا

تمشي على كوكب الإعجاز في ثقة

تمشي وتقطف من عين المدى الظفرا

توزع الحب في أرجاء كوكبنا

ومن صكوك الهوى تهدي الورى السمرا

إسراؤها يمتطي معراجها، ولها

يصفق الكون مسروراً ومنبهراً

وختم الهدية قصيدته متباهياً وشامخاً بحب الإمارات قائلاً:

هذي بلادي التي في حبنا شُغفت

واستمطرت باسمنا آياتها الغررا

هذي التي جنة الفردوس تغبطها

فالسلسبيل إليها كم هفا وجرى

وكم إليها مجرات الغرام سعت

والنور نحو رباها كم رنا وسرى

وكم بأنوار أسراب النجوم رمت

سود الليالي وساقت للدجى السحرا

رمت عصاها على وادي الضلال ولم

نجد بدرب الحياة بعدا ضررا

وقد صاحب الأمسية عزف موسيقي للعازفين الإماراتيين عبدالعزيز المدني عازف العود، وعمر باوزير عازف القانون اللذين عزفا بعض كلمات الشيخ زايد المغناة من قصيدة (مشغوب) وقصيدة (الصقور المخلصين) وعزف لأغنية (إمارات صباح الخير) و(الله يا دار زايد) وقد تفاعل الحضور مع النغم والكلمة وحب الوطن.

وختمت الأمسية بتكريم المشاركين من قبل سعادة بلال البدور الذي أكد أن الاحتفال بعيد الاتحاد ليس مجرد ذكرى سنوية يحتفى بها فقط، ولكنها أيضاً استحضار وعرفان وحب بوطن شامخ نفخر به ونعتز، وطن أسس على العطاء والبذل والرفعة، وما يزيدنا فخراً مواكبة الاحتفال بعيد الاتحاد مع استضافة الإمارات لأكبر حدث عالمي قمة “كوب 28” ما يعزز مكانة وحضور وقوة الإمارات وتطلعها الدائم للأمن والأمان والاستقرار.