بدور القاسمي تتعاون مع “جايبور” العالمية في إطلاق مجموعة سجاد فاخرة تحت عنوان “همسات الصحراء”

كشفت علامة سجاد “جايبور” Jaipur Rugs، إحدى أبرز علامات السجاد اليدوي الفاخر على مستوى العالم، عن تعاونها مع سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لإطلاق مجموعة “همسات الصحراء” المستوحاة من فكر ورؤية سموها، وستعرض المجموعة للمرة الأولى خلال النسخة الثانية من مهرجان “تنوير”، الذي يقام في الفترة من 21-23 نوفمبر الجاري في صحراء مليحة، احتفاءً بالإرث الثقافي والطبيعي والتراثي للمنطقة.

وتشكل مجموعة “همسات الصحراء” رحلة تأملية عبر المشهد الطبيعي الخالد لصحراء مليحة وموقع الفاية التاريخي، إذ تمثل كل سجادة أرشيفاً حياً يوثق صوت الريح عبر الواحات والتشكيلات الصخرية، إلى جانب الجماليات الشعرية التي تحملها الكهوف والحصون والقصور المندثرة، والتي تروي حكاية التجربة الإنسانية الممتدة عبر آلاف السنين.

وإلى جانب جماليات تصميمها، تشكل السجادات وعاء للذاكرة، إذ يجسد كل عمل طلوع الفجر على التلال الجبلية، وتراقص أشعة الشمس على الرمال والصخور، وسكون السماء المرصعة بالنجوم، في دعوة تلهم الزائر للتأمل والتفكير والاحتفاء بحكايات أرض لا تزال روحها حاضرة في مسيرة الإنسان.

وتستلهم هذه المجموعة رؤية سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وشغف سموها بالتاريخ والحرف اليدوية التراثية وقوة السرد القصصي، وتحتفل المجموعة بموقع الفاية، وصحراء مليحة، وإمارة الشارقة وماضيها العريق، إذ قدمت سموها رؤية تقدّر الحضارات العصور القديمة، وتحتفي بالحوار بين الأرض والزمن والثقافة.

وتمثل كل سجادة عملاً فنياً وثقافياً يكرم إيقاعات الطبيعة، وقدرة البشر على الصمود، ويجسد جماليات القصص التي تتوارثها الأجيال، إذ تتضمن مجموعة “همسات الصحراء” ستة أعمال فريدة، هي: “صرخة الرمال”، و “حافة السهل”، و “أرض البدايات”، و “الأرض تشهد”، و “مرور الزمن”، و”واحة الأسلاف“.

صرخة الرمال

تقدّم هذه السجادة رؤيةً للصحراء كما لو أنّها تُطلّ علينا من وراء حجابٍ من الرمل والضوء، لتستحضر مشهداً يبدو مألوفاً وغامضاً في آنٍ واحد. ترتفعُ المعالم فيها كذكرياتٍ تُفصح بخفوتٍ عن ماضيها البعيد، موحيةً بملاذٍ وظلٍّ وقصصٍ لم تُروَ بعد. ورغم رقتها، فهي آسرةٌ بقوة حضورها، تدعونا إلى تأمّل ما هو خفيّ وما يستتر خلف سكون المشهد. إنها تلتقط جوهر الكثبان وسرّ تحوّلاتها الصامتة، حيث ينساب في كل خيطٍ نسيجيّ صدى الرياح وحركة الرمال، كأنها دعوة للتفكّر في لحظات التغيّر والعبور، وفي معنى الوجود، وفي تلك الطاقة العميقة والشعر الكامن في قلب الصحراء.

حافة السهل

تنبض خيوط هذه السجادة بذاكرةٍ حيّة، كأن الزمن ذاته ينساب عبر تفاصيل نقشها. تتغيّر ملامح الجبل تدريجياً، وتتراجع الأشجار شيئاً فشيئاً، لتفسح المجال أمام زحف الصحراء الهادئ. ويظلّ الجمال حاضراً، لكنه يتبدّى هنا تحت سفح جبلٍ شامخ، في تحوّلٍ لطيف يعيد تشكيل المشهد والحياة معاً، مستحضراً إيقاع الطبيعة وحقيقة فنائها. ومع كل نظرة جديدة، تتكشّف طبقاتٌ أخرى من الحكاية؛ همساتٌ خفيّة وإصرارٌ ناعم للحياة وهي تتشبّث بوجودها في قلب التحوّل المستمر.

أرض البدايات

يستحضر هذا العمل لحظة التقاء الأرض بالسماء في مشهدٍ مهيب، كاشفاً عن أرضٍ يغمرها ضوء الليل الهادئ. تنساب عبر نسيجه دوّاماتٌ من الحركة والطاقة، فتوقظ أنماطاً تستدعي رقصة النجوم الحالمة، وتعيد إلى الذاكرة صعود التلال وهبوطها، وطيّات الوديان المستترة وحدودها المطمورة تحت الزمن. هنا تتآكل الجبال وتنكشف طبقاتها، وتتراجع البحار عن امتدادها القديم، وتنسحب الغابات وكأنها تفسح الطريق لبداية أخرى. ومع ذلك، يبقى كل خيط في السجادة نابضاً بالحياة، يوحي بدورة لا تنقطع. ومع كل نظرة جديدة، تتجلّى لحظة كشف صامتة— سجلٌّ للبدايات والعبور والشهادة— تجسّد أرضاً تقف عند مفترق الزوال والخلود في آنٍ واحد، حيّةً في الذاكرة كما في الخيال.

الأرض تشهد

حين تخفّ وطأة الذاكرة وتلين حوافّها، وتنزلق صورها عبر قمم الجبال كما تنساب الريح فوقها، تبقى الأرض وحدها شاهدة على ما مرّ بها عبر الزمن. تتكوّن ملامح وهياكل ترتفع ببطء، تُرى في لحظتنا الراهنة، لكنها منقوشة في سجلّ الزمن لا تزول. وكأن الأرض ذاتها تطلّ على الوادي السحيق تحتها، تراقب امتداده بصبرٍ وصمتٍ عميق. ومع دوران الزمن في حلقاته المتتابعة، تظهر كرتان متقابلتان— إحداهما أشبه بالشمس والأخرى بالقمر— لتسجّلا بإيقاع ثابت تعاقب الليل والنهار، وتجسّدا رمزية الحضور والغياب في حياة العالم. وتلتقط الخيوط المنسوجة هذا التوتّر الدقيق بين ما يدوم وما يتلاشى، فتغدو مرآةً للتاريخ وشهادةً على جمالٍ خافتٍ يلمع بصمت؛ جمال أرضٍ معلّقة بين ماضيها الممتدّ وما ينتظرها من مستقبل.

مرور الزمن

يتجسّد مدّ الحياة وجزرها في ذاكرة الإنسان، وفي كل ما يبقى قائماً شاهداً على ما انقضى. وفي قلب هذه السجادة، تظهر حلقاتٌ دائرية متتابعة تشبه ما نراه في المقطع العرضي لجذع شجرة؛ كل حلقة منها تُسجّل عاماً من النمو، وتجربةً من التحدّي، وأثراً من الصمود. ومن حولها، تمتد نطاقاتٌ مروحيةٌ تتسع تدريجياً نحو الخارج، كأنها بوصلة تشير إلى الجهات الأربع، محمّلةً برموز ودوائر وزخارف متموّجة تستعيد دورات الطبيعة وتعاقب الأحداث، وتروي حكايةً متراكبة للأرض وكل ما مرّ عليها. وتنساب فوق النسيج ملمساتٌ دقيقة تردّد في سكون إيقاعات الطبيعة وطاقتها، فتحوّل السجادة إلى سجلّ بصريّ يحتفظ بأثر الزمن المتحرّك. يصبح هذا العمل بذلك لحظة تأمّل في دورات الكون وفي الأنماط الكبرى التي تنسج الحياة، داعياً المتأمّل إلى الإصغاء لنبض الأرض وشهادتها الصامتة على مرور الزمن وتحولاته.

واحة الأسلاف

هي أرضٌ كانت يوماً عامرة بالحياة والخصب، تسري فيها المياه كأنها عروق تحمل سرّ البقاء، وتتنقّل الحيوانات في أرجائها بهدوءٍ وانسجام—هكذا كانت مليحة في زمنٍ مضى. تلتقط خيوط النسيج طاقةً خضراء غنية، ونبضاً لطيفاً للنبات والحيوان، وهمساتٍ خافتة لخطى الإنسان التي ما زالت تتردّد في تضاريس المكان. كل تفصيله فيها تفيض بالحيوية، لتغدو لحظة تأمّل في التناغم العميق بين الأرض وما عاش عليها، بين الماضي الذي ترك أثره والحاضر الذي لا يزال يصغي إليه. وهنا تبدو مليحة ملاذاً وديعاً رقيقاً، فضاءً يلتقي فيه التاريخ بالخيال ليزدهرا معاً في وعي الناظر.

نبذة عن «جايبور راغز»

تُعدّ «جايبور راغز» واحدةً من أبرز الشركات العالمية المتخصّصة في صناعة السجاد اليدوي، وقد رسّخت مكانتها من خلال التزامٍ راسخ بالحرفية الأصيلة، وتمكين المجتمعات، وصون تقاليد النسيج التي توارثتها الأجيال. تضمّ الشركة شبكة واسعة تزيد على أربعين ألف حرفي وحرفية، وتواصل عبرهم إيصال فنّ عقد السجاد اليدوي إلى العالم، محتفيةً بجمال التصميم، وعمق الإرث، وروح الإبداع الإنساني.

نبذة عن سمو الشيخة بدور القاسمي

تُعدّ سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي شخصية بارزة في مجال صون التراث الثقافي والارتقاء بالفنون، إذ تستمدّ رؤيتها الاستشرافية من قوة الحكاية وقدرتها على إحياء التراث ومنحه نبضاً جديداً. وتعكس أعمالها تقديراً عميقاً للتاريخ، وفهماً رفيعاً لإرث الشارقة الشعري، فتُعيد عبرها تشكيل القصص القديمة، ومشبهات الطبيعة، والتجارب الإنسانية، في صياغات إبداعية تنبض بالأصالة والجمال. وفي تعاونها مع «جايبور راغز»، تتجسّد رؤيتها في مجموعة «همسات الصحراء»؛ مجموعة فنية تحتفي بتضاريس آسرة، وإيقاعات كونية، وحكايات حفظتها الرمال والصخور عبر العصور، لتنبعث اليوم في نُسجٍ يدوية تُبرز مهارة الحرفيين، وثراء السرد، وعمق الارتباط بالأرض والتاريخ.

التوفر

تُعرض مجموعة «همسات الصحراء» حصرياً وللمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان تنوير، المُقام في صحراء مليحة بالشارقة خلال الفترة من 21 إلى 23 نوفمبر 2025، المُقام في صحراء مليحة – الشارقة. وستُطرح لاحقاً قطع مختارة من المجموعة عبر المعارض العالمية لشركة «جايبور راغز» ومنصّاتها الإلكترونية.

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد