محمد أوكا: العلامة الشخصية طريقك للثقة والفرص في عالم المحتوى الرقمي
أكد الخبير في نمو المحتوى الرقمي وانتشاره محمد أوكا أنّ بناء العلامة الشخصية أصبح اليوم ضرورة لكل شخص يسعى إلى التميز والثقة والاستدامة في عالم المحتوى، موضحاً أن العلامة الشخصية هي ما يميز الشخص عن الآخرين، وهي الصورة التي تترسخ في أذهان الناس عنه، وتمنحه فرصاً جديدة ودخلاً ثابتاً قائمًا على الثقة والتميّز.
جاء ذلك خلال ورشة “بناء العلامة الشخصية” في محطة التواصل الاجتماعي ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “بينك وبين الكتاب”، ويستمر حتى 16 نوفمبر 2025، مستقطباً نخبة من الخبراء وصنّاع المحتوى من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أوكا أن المحتوى اليوم يشهد تنافساً غير مسبوق، حيث يتم تحميل أكثر من مليون فيديو يومياً، بينما وصل عدد مستخدمي المنصات الرقمية لأكثر من ثلاثة مليارات مستخدم حول العالم، متسائلاً: “كيف أتميّز وسط هذا الزخم؟”، ليجيب بأن السر يكمن في بناء علامة شخصية قوية تُظهر الاختلاف في نوعية المحتوى والرسالة والقيم. وقال: “العلامة الشخصية هي من تضعك خارج المنافسة بطريقة إيجابية، لأنها تعبّر عنك وتُبرز قيمك وأسلوبك الفريد”. مضيفاً أن الفرق بين السمعة والعلامة الشخصية هو أن الأولى ترتبط بكيفية تعاملك مع الناس، أما الثانية فترتبط بكيف تريد أن يراك الناس.
وأشار إلى أن العلامة الشخصية تقوم على قاعدة “من تكون وليس ما تبيع”، مستشهداً بأمثلة من شخصيات مؤثرة مثل اللاعب المصري محمد صلاح الذي تميّز عالمياً بتواضعه وإنجازاته. وأضاف: “في زمن أصبحت فيه الثقة أكثر صعوبة والمحتوى أكثر تأثيراً، يسأل المتابع نفسه قبل التفاعل أو الشراء: لماذا أنت دون غيرك؟”، لافتاً إلى دراسة حديثة صادرة عن HubSpot 2025 تؤكد أنّ 81% من الناس يفضلون التعامل مع أشخاص يعرفونهم أو يثقون بهم.

وتناول أوكا عناصر بناء العلامة الشخصية، والتي تشمل القيم التي يمثلها الشخص، وصوته وطريقة تقديم نفسه، والمحتوى الذي ينشره وهدفه، إضافة إلى حضوره الرقمي والدليل المتمثل بإنجازاته وشهاداته وقصص نجاحه. وشرح أن المحتوى الذي يخدم العلامة الشخصية يمكن أن يكون تعليمياً، أو توعوياً، أو قصص نجاح، أو ما خلف الكواليس أو دعوة لاتخاذ إجراء. وأضاف: “كلما تعلّق بك الجمهور تفاعلوا معك، وكلما تفاعلوا أقبلوا على شراء خدمتك”.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية استثمار أدوات العصر مثل الريلز، والبودكاست، ولينكد إن، والمحتوى القائم على الذكاء الاصطناعي، والموقع الإلكتروني الشخصي، محذّراً من الأخطاء الشائعة في هذا المجال مثل التركيز المفرط على عدد المتابعين بدلاً من القيمة، أو التناقض في الرسالة، أو تقليد الآخرين على حساب التعبير عن الذات.
-انتهى-