قادة وخبراء: التحولات التقنية تفقد قيمتها إن لم تُترجم إلى نتائج واقعية والأسواق العربية تزخر بالفرص
أكد اثنان من قادة الاستثمار وخبراء الأعمال أن التحولات التقنية والاقتصادية لا تكتسب قيمتها الحقيقية إلا عندما تنعكس نتائجها بوضوح على أرض الواقع، مشيرَين إلى أن التميّز في بيئة الأعمال لا يتحقق إلا من خلال تطوير ما تقدمه المؤسسات باستمرار، والاعتماد على الابتكار والإبداع كركائز للنمو.
وأوضح المتحدثان أن بناء منظومة استثمارية فاعلة يتطلب وجود إرشاد واضح للمستثمرين يساعدهم على اتخاذ قرارات دقيقة ومدروسة، إلى جانب التحلي بالتواضع في طلب المعرفة والانفتاح على الخبرات لتفادي الأخطاء، مع التأكيد على أن الأسواق العربية المتنوعة تشكّل فضاءً خصباً للفرص والنمو المستدام.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “توسيع نطاق التغيير من خلال الاستثمار”، عُقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من “منتدى الشارقة للاستثمار” في دورته الثامنة، التي أقيمت في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات ضمن أجندة موحدة مع “مؤتمر الاستثمار العالمي”، حيث تحدث في الجلسة كل من أميرة سجواني، عضو منتدب في “داماك العقارية” والمؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة PRYPCO، وجون أجويلار، مؤسس ومقدّم برنامج The Final Pitch، وأدار الجلسة إنزامام رشيد، محرر منطقة الخليج في مجلة Monocle.
قيمة التغييرات في نتائجها
وفي حديثها خلال الجلسة، أكدت أميرة سجواني أن المرحلة المقبلة في الاستثمار تتطلب التركيز على الأثر الفعلي للتحولات التقنية وغيرها، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن قيمة هذه التغييرات تكمن في النتائج التي تُحدثها على أرض الواقع. ولفتت سجواني إلى أهمية بناء شراكات استراتيجية تسهم في خلق هذه القيمة، مستشهدة بشراكة شركتها مع نادي “تشيلسي” كنموذج للتعاون القائم على الرؤية والابتكار.
وقالت سجواني: “نحن لا ننظر إلى المنافس إن كان قديماً أم جديداً، بل نركّز على ما نقدمه نحن وكيف نطوّره باستمرار لنظل مختلفين ومتميزين؛ فهدفنا هو الابتكار الدائم في مشاريعنا وحملاتنا الإعلامية، وتقديم تجارب فريدة تعكس مكانتنا كأحد أبرز المطورين في المنطقة، مع الحفاظ على معايير عالية من الجودة والتميّز في كل ما نقوم به. وأنا فخورة بكوني في دولة الإمارات التي منحت المرأة الفرصة الكاملة لإثبات قدراتها وتولّي مواقع القيادة بثقة وكفاءة، لتكون شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية والابتكار”.
المعرفة طريق النجاح الاستثماري
بدوره، أشار جون أجويلار إلى أن التغيير أصبح حجر الأساس في عالم الأعمال اليوم، موضحاً أن بناء منظومة استثمارية فاعلة يحتاج إلى إرشاد واضح يمكّن المستثمرين من اتخاذ قرارات مستنيرة، وفهم ما ينقصهم لتطوير أعمالهم بثقة. وبيّن أجويلار أن التواضع في طلب المعرفة يمثل سمة جوهرية لأي مستثمر ناجح، موضحاً أن إدراك المستثمر لحدود معرفته واستعداده لطلب المشورة من الخبراء والمتخصصين يفتح أمامه آفاقاً أوسع لاتخاذ قرارات أكثر دقة.
وقال أجويلار: “من المهم النظر إلى التقاطعات الثقافية والاستفادة من التجارب المشتركة، وهو ما يميز دولة الإمارات بتشابهها مع أبرز النماذج العالمية، وخاصة التجارب الآسيوية الرائدة التي أثبتت نجاحها في بناء بيئات أعمال مرنة ومبتكرة. ومع ذلك أعتقد أن كل سوق جغرافي يحمل خصوصيته وفرصه المختلفة، ولهذا أنظر بإعجاب إلى تنوع الأسواق العربية؛ إذ تحمل كل واحدة منها إمكانية فريدة قد لا نجدها في غيرها، ما يجعل من المنطقة فضاءً خصباً للاستثمار والنمو”.
-انتهى-