الشباب العرب يستكشفون النماذج المبتكرة للذكاء الاصطناعي مع خبراء “مايكروسوفت”

شهدت فعاليات النسخة الرابعة من برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي التي يطلقها مركز الشباب العربي، في “مقر المبرمجين” بأبراج الإمارات في دبي، بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي وشركة مايكروسوفت، مناقشات حول أساليب استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في بناء حلول عملية مبتكرة، وآليات اختيار النماذج الأنسب لمجالات العمل المختلفة، إلى جانب التطبيقات المتقدمة في تحليل البيانات والتنقيب المعرفي، والحصول على شهادات تثبت اجتيازهم للفترة التدريبية بعد نهاية فترة البرنامج.

وقاد ورش العمل، التي شارك فيها 23 شاباً وشابة من 8 دول عربية، المهندس أحمد الحلّاج، المستشار التقني في الإنتاجية والأعمال الحديثة في شركة Sulava Gulf، والمدرب المعتمد في الذكاء الاصطناعي، بخبرة أكاديمية ومهنية واسعة في مؤسسات عالمية مثل Microsoft وGoogle وجامعة كوفنتري في المملكة المتحدة.

مستويات متقدمة للمشاركين الشباب

وأوضح الحلّاج أن الورشة ركّزت على جعل مفاهيم الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع، مؤكداً أن هذه التقنية لم تعد حِكراً على المتخصصين، بل أصبحت أداة متاحة لكل من يمتلك الرغبة في التعلم والاستفادة منها. وقال: “نحن في عصر يملك فيه الجميع الإذن للوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها، كما يمكن لأي شخص الحصول على شهادة معتمدة من مايكروسوفت في الذكاء الاصطناعي من خلال تدريب متكامل يبدأ من الأساسيات وتاريخ الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى خبرة سابقة في تحليل البيانات”. مشيراً إلى أن القسم الثاني من الورشة في اليوم التالي سيتناول كيفية تعامل محركات البحث مع المعلومات والمستندات، وطرق تمييز المقالات ذات الصلة بموضوع البحث.

وحول مستوى الشباب العربي المشاركين في البرنامج، أعرب الحلّاج عن إعجابه الكبير بالمستوى العلمي والعملي الذي أظهروه، قائلاً: “أبهرتني المستويات المتقدمة للمشاركين، وتعلّمت منهم أفكاراً جديدة لم أسمع بها من قبل. بعضهم يعمل في مجالات تحليل البيانات ورفعها على مستوى عالمي، ومنهم أصحاب شركات يوظفون الذكاء الاصطناعي في مشاريع رائدة، ويبحثون عن أفضل الطرق لاستخدامه بالشكل الأمثل”.

 منصة غنية لتبادل الخبرات

من ناحيتهم، عبّر المشاركون في برنامج الزمالة التقنية للشباب العربي عن تقديرهم لما أتاحته الجلسات من معارف جديدة وتجارب عملية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، مؤكدين أن الورش شكلت منصة غنية لتبادل الخبرات وتطبيق المفاهيم النظرية في بيئة عملية واقعية، بما يعزز قدرتهم على توظيف التكنولوجيا في تطوير مشاريعهم وأعمالهم المستقبلية.

وأشار عماد عباس، مهندس برمجيات من السودان، أن الجلسات أطلعته على أساليب متقدمة لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، والمقارنة بينها لاختيار الأنسب لطبيعة العمل. وأوضح أن مواءمة التطبيقات مع النماذج المناسبة ترفع جودة المخرجات وتختصر الوقت، مضيفاً: “يمكننا من خلال نموذج ذكاء اصطناعي واحد تنفيذ مئات الأعمال التي كانت تحتاج إلى عشرات الموظفين، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة لرفع الكفاءة والإنتاجية”.

فيما أكدت خولة المجدولي من المغرب، طالبة الدكتوراه في جامعة الحسن الثاني والمتخصصة في تخزين الهيدروجين باستخدام الذكاء الاصطناعي، أن الورشة قدّمت لها طريقة علمية دقيقة لاختيار النموذج الأنسب دون الحاجة إلى التجارب المتكررة التي كانت تستهلك وقتاً طويلاً. وقالت: “أصبحت أملك الآن قواعد واضحة لتحديد النموذج المناسب لمشروعي، وهو ما سيساعدني في تسريع وتيرة البحث وتطوير التعاون الأكاديمي مع المؤسسات الإماراتية في المستقبل”.

أما صالح حسن البريكي من الإمارات، وهو من كوادر مجموعة موانئ أبوظبي، فأشار إلى أن البرنامج مكّنه من ربط الجوانب النظرية بالتطبيق العملي في مجال عمله بالإدارة والتخطيط العمراني، موضحاً أن الأدوات التي اكتسبها خلال الورش تساعده على تطوير حلول أكثر فاعلية في مجالات التعاون مع المستثمرين، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء المؤسسي.

بدوره، أكد أحمد محمد سيد عنيبة من مصر، رائد الأعمال في مشروع الطائرات بدون طيار لاستصلاح الأراضي الصحراوية، أن الجلسات التي قدمها خبراء شركة مايكروسوفت نقلت إلى المشاركين خلاصة التجارب العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلاً: “تعرّفنا على أحدث الأدوات التطبيقية التي تساعدنا في تحويل المعرفة النظرية إلى حلول عملية قابلة للتنفيذ، بما يختصر مراحل من البحث والتجريب”.

من جهتها، أشارت مهندسة الحاسوب ريم فضالي من مصر، إلى أن البرنامج أتاح لها فرصة ثمينة للتواصل مع شباب مبدعين من مختلف الدول العربية وتبادل الخبرات التقنية معهم، مضيفة: “الورشة وسّعت مداركي في مجال البرمجة، وطورت مهاراتي في الذكاء الاصطناعي من خلال التعرف إلى أفكار ملهمة يمكن تطبيقها في مشاريعي المقبلة”.

-انتهى-

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد