مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية وديهاد توحدان الجهود لتعزيز الأمن الغذائي في يوم الأغذية العالمي 2025
نظّمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية بالتعاون مع منظمة ديهاد المستدامة جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان “من العطاء إلى الاستدامة: ريادة الإمارات في الأمن الغذائي العالمي”، وذلك بمناسبة يوم الأغذية العالمي 2025، والتي استضافها مسرح متحف المستقبل في دبي، بحضور معالي عبدالله محمد البسطي، رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية وبمشاركة نخبة من القادة وصنّاع القرار والخبراء في العمل الإنساني والتنمية المستدامة.
وشارك في الجلسة الحوارية سعادة سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وسعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة ديهاد المستدامة ورئيس “ديساب”، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والسيد ستيفن أندرسون، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وأدار الجلسة المهندس خالد العطار، مدير عام منظمة ديهاد المستدامة.
دور الإمارات الفاعل في الأمن الغذائي العالمي

جاءت الجلسة انطلاقاً من قناعةٍ راسخة بأهمية الأمن الغذائي بوصفه عاملاً محورياً في استقرار المجتمعات وتنميتها، في ظلّ الأزمات الإنسانية والتغيرات المناخية والاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم. حيث استعرض المشاركون تجربة دولة الإمارات الرائدة في بناء منظوماتٍ قادرة على تحقيق الاكتفاء الغذائي وتعزيز الشراكات الدولية الهادفة إلى الحدّ من الجوع ودعم التنمية طويلة الأمد.
وبمناسبة يوم الأغذية العالمي، وتماشياً مع شعاره لهذا العام “يداً بيد من أجل أغذية ومستقبلٍ أفضل”، أكّد المشاركون أن النهج الإنساني الذي تتبناه دولة الإمارات يعكس التزاماً عملياً بتعزيز توفير الغذاء من خلال مبادراتٍ ومشاريع تسعى إلى تقديم حلول عملية للتحديات المتزايدة في هذا المجال.
وسلّطت الجلسة الضوء على الدور المحوري لـمنظمة ديهاد المستدامة من خلال مبادراتها وبرامجها الدولية وبصفتها الجهة المنظِّمة لمعرض ومؤتمر ديهاد، “الحدث العالمي الرائد والمتخصص في الإغاثة والعمل الإنساني والتطوير”، إذ تجسّد المنظمة رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة القائمة على دمج العطاء بالابتكار لتحقيق تنمية إنسانية مستدامة.

وفي هذا الإطار، أكّد سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة ديهاد المستدامة ورئيس “ديساب”، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، أن الأمن الغذائي يشكّل ركناً أساسياً من أركان الاستقرار الإنساني وأحد أولويات العمل الإنساني في وقتنا الراهن، موضحاً أن يوم الأغذية العالمي يجسّد دعوةً لتجديد التزام المجتمع الدولي بمكافحة الجوع وتعزيز التنمية المستدامة. وقال سعادته: “لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الجمع بين العطاء والابتكار والدبلوماسية الإنسانية يصنع فرقاً حقيقياً في حياة البشر، ويؤسس لمستقبلٍ أكثر استدامة وعدالة، ففي كل مبادرة ومشروع، تبرهن الدولة على أن قيم الرحمة والمسؤولية يمكن أن تتحول إلى حلول عملية تُحدث أثراً ملموساً في المجتمعات”.
وأضاف سعادته: “تواصل منظمة ديهاد المستدامة دورها في ترجمة النهج الإنساني للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مبادرات وشراكات دولية، حيث تسعى إلى تعزيز الاستدامة والابتكار في الأنشطة الإنسانية، وذلك من خلال برامج ومبادرات مثل كلية ديهاد الإنسانية بالتعاون مع جامعة UCAM بإسبانيا لتقديم أول برنامج ماجستير في العالم متخصص في “الأعمال الإنسانية المستدامة”. حيث يهدف هذا البرنامج إلى تزويد الطلاب، سواء المبتدئين أو المحترفين المتميزين، بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من العمل بفعاليّة في بيئة دائمة التغير. كما يوفر التدريب العملي للطلاب الفرصة للعمل مع العديد من الشركاء العالمييّن، ويتيح لهم المجال لتطبيق المفاهيم التي تعلموها.”
وتعدّ كلية ديهاد الإنسانية، مثالاً للأمل والإلهام في ميدان التعليم والعمل الإنساني. حيث أطلقت الكلية عام 2022، برنامج الماجستير الدولي في الأعمال الإنسانية المستدامة وهو الأول على مستوى العالم. وتمت صياغة هذا البرنامج المبتكر بعناية لتزويد الطلاب بالمفاهيم الأساسية والخبرات العملية لتعزيز الرؤى المستدامة من أجل التعامل مع التحديات المختلفة التي يمكن مواجهتها في العمل الإنساني.
وركّز المتحدثون على أبرز الجهود الإماراتية في مكافحة الجوع، مثل حملة المليار وجبة التي شملت أكثر من 65 دولة، بالإضافة إلى المشاريع التنموية التي تنفّذها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية لدعم توفر الغذاء داخل الدولة وخارجها.
كما تم استعراض الجهود الوطنية والدولية لدولة الإمارات في تعزيز الأمن الغذائي، حيث استطاعت الدولة الانتقال من الاستجابة الإغاثية السريعة إلى الحلول التنموية طويلة الأمد والتي تركز على تمكين المجتمعات وبناء القدرات. إذ يُعدّ استقرار الإمدادات الغذائية جزءاً من الأولويات الوطنية، حيث تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير شراكات فعّالة مع المنظمات الدولية والحكومات لتحقيق نظم غذائية أكثر عدلاً واستدامة، ولا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات والتغير المناخي.
ويعكس تنظيم الجلسة حرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية ومنظمة ديهاد المستدامة على تعزيز الوعي العالمي بأهمية الأمن الغذائي كقضية إنسانية وتنموية مشتركة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركزٍ رائد للحوار والتعاون في القضايا ذات البعد الإنساني العالمي. كما يجسد هذا التعاون التزام المؤسستين بتوحيد الجهود وتسخير الموارد والخبرات من أجل إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات الغذائية العالمية، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للأجيال القادمة.
وشدد المشاركون على أن يوم الأغذية العالمي يمثل فرصة لتجديد الالتزام بتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة في القضاء على الجوع، وضمان حصول الجميع على غذاء آمن وكافٍ على مدار العام.
خاتمة وتوصيات
واختُتمت الجلسة بدعوة إلى توسيع الشراكات الدولية وتعزيز الجهود المشتركة لمواجهة آثار التغير المناخي وضمان تأمين الغذاء للجميع.
وأكد المشاركون على أن تجربة دولة الإمارات الإنسانية والإنمائية تشكل نموذجاً عالمياً فريداً في الجمع بين الرؤية الاستشرافية والتفاعل الإنساني، بما يعكس قيمها الراسخة في العطاء والمسؤولية المشتركة، ويجسد دورها الريادي في دعم التنمية المستدامة وتحقيق غدٍ مزدهرٍ للبشرية جمعاء.
-انتهى-