برلين ،14أكتوبر 2025
منظمة ديهاد المستدامة والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر ومعهد الأمم المتحدة للصحة العالمية يقودون نقاشاً عالمياً رفيع المستوى حول مستقبل الصحة المتمحورة حول الإنسان في القمة العالمية للصحة 2025، منتهين بتوصيات استراتيجية لتشكيل السياسات المقبلة على مستوى الأمم المتحدة ومجموعة العشرين
انطلاقاً من التزامها الراسخ بدعم الإنسانية من خلال العمل المستدام، شاركت منظمة ديهاد المستدامة، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر (IFRC) المعهد الدولي لجامعة الأمم المتحدة للصحة العالمية (UNU – IIGH)، في استضافة جلسة رفيعة المستوى ضمن فعاليات القمة العالمية للصحة 2025 التي أقيمت في برلين.
وتحت عنوان “نحو منظومة صحية عالمية جديدة: إعادة تصور الفاعلية والتنسيق والاستثمار من أجل مستقبل قائم على حقوق الإنسان وأكثر مرونة”، جمعت الجلسة أبرز صناع القرار العالميين وقادة العمل الإنساني وخبراء الصحة العامة لبحث آفاق مستقبل الصحة العالمية، وتوجيه جهود التعاون والمسؤولية المشتركة، بما يضمن أن يبقى الإنسان في صميم كل حل وسياسة، سعياً نحو عالم أكثر شمولاً ومرونة.
وافتتحت الجلسة بكلمات ترحيبية ألقاها الأستاذ الدكتور أكسل بريس، رئيس القمة العالمية للصحة، وسعادة السيد جاغان تشاباغين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر (IFRC)، وسعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة ديهاد المستدامة ورئيس “ديساب”، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وشهدت الجلسة مشاركة عدد من الشخصيات البارزة شملت: السيدة سارة المدني، عضو مجلس أمناء منظمة ديهاد المستدامة، وسعادة السيدة مونيكا غارسيا غوميز، وزيرة الصحة الإسبانية، والأستاذ ديفيد ماكوي، رئيس بحوث السياسات في معهد الأمم المتحدة الدولي للصحة العالمية (UNU-IIGH)، والدكتورة بترا خوري، المديرة العالمية للصحة والرعاية في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، والدكتورة سانيا نيشتار، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI)، وجون – آرن روتينغن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Welcome Trust، ومارينكا بول، المديرة العليا للسياسات في منظمة Seed Global Health، والسيدة أنجيلا جنكينز، المدير الأول للمناصرة العالمية للصحة الشاملة، الألعاب الخاصة، وأدارت الجلسة السيدة آن بيرغ، المستشارة الخاصة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأكد سعادة السفير الدكتور عبد السلام المدني على ضرورة إيجاد حلول صحية عالمية شاملة، قائلاً:
“لا يمكن بناء مستقبل الصحة العالمية من خلال الجهود المتفرقة، بل يجب أن نتحد وننتقل من مجرد الاستجابة للأزمات إلى إعادة تشكيل الأنظمة التي تُنتجها. إذ أن تكامل العمل الإنساني مع الأنظمة الصحية المستدامة ليس الخيار الأفضل فحسب، بل هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل يضمن الكرامة والعدالة والمرونة للجميع. “
وأضاف: “نحن على أعتاب عصر جديد، ينبغي أن تقود فيه الدبلوماسية الصحية جهود التنمية. إذ لم يعد التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الإنسانية خياراً، بل أصبح الأساس الذي يعتمد عليه الاستقرار والسلام العالمي، كما أن التقدم العالمي يعتمد على مدى إصغائنا لأولئك الذين نخدمهم. فعندما تُعامل المجتمعات كشركاء لا مجرد متلقين، تصبح كل الحلول أكثر استدامة، وأكثر إنسانية وفعالية. “
وفي السياق ذاته، سلّطت السيدة سارة المدني الضوء على الدور المحوري للمجتمعات في تحقيق نتائج صحية مستدامة، مؤكدة على ضرورة تمكين القيادات المحلية، وتعزيز المشاركة الفاعلة، وتوجيه الاستثمار في حلول مبنية على احتياجات المجتمعات المستهدفة.
بدوره أضاف السيد جاغان تشاباغين الرئيس التنفيذي والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: “في عالمٍ تتزايد فيه التعقيدات، يتوجّب على المنظمات الإنسانية أن تعمل يداً بيد، فالتعاون بين الحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات العالمية ضروري لضمان أن تشمل مسيرة التقدّم الجميع. معاً، نستطيع أن نبني حلولاً صحية مستدامة وشاملة وقادرة على الصمود، تضع الإنسان في قلب كل قرار.”
وناقشت الجلسة أبرز الأولويات الرامية إلى تعزيز استدامة العمل الإنساني والصحة، مع التركيز على كيفية تعامل الأنظمة الإنسانية والصحية مع الضغوط المالية من خلال الابتكار والإصلاحات الهيكلية، وتعزيز التنسيق عبر الحوكمة المشتركة، وبناء الشراكات متعددة القطاعات التي تراعي الأوضاع الخاصة المحلية وتحقق في الوقت ذاته كفاءة عالمية.
ومن أبرز مخرجات الجلسة، كان الاتفاق المشترك على إعداد ورقة عمل تتضمن توصيات عملية من شأنها أن تسهم في تحديد مسارات الحوارات والسياسات المستقبلية ضمن جمعية الصحة العالمية (WHA) والجمعية العامة للأمم المتحدة (UNGA) ومنتدى مجموعة العشرين(G20).
وحضر القمة العالمية للصحة 2025 أكثر من 4,000 مشارك، بالإضافة إلى 10,000 مشارك عبر الإنترنت، وبمشاركة أكثر من 400 متحدث في أكثر من 70 جلسة، لمناقشة أبرز التحديات والفرص في مجال الصحة العالمية. وقد ركزت قمة هذا العام على الترابط الجوهري بين الصحة والمناخ والتكنولوجيا والعدالة، مع التركيز على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين النتائج الصحية وتعزيز المرونة على مستوى العالم.
وتُعد هذه الشراكة نقطة تحول في مسيرة منظمة ديهاد المستدامة نحو تحقيق حلول إنسانية مستدامة، حيث تُبرز التزام المنظمة الدائم بإحداث تغييرات هادفة، وتمكين المجتمعات، وتوجيه الجهود العالمية لبناء عالم أكثر صحة وعدالة.
وبصفتها قوة عالمية رائدة في الجهود الإنسانية والتنموية، تعمل منظمة ديهاد المستدامة في أكثر من 197 دولة وقد أثرت بشكل مباشر في حياة أكثر من 22. 9 مليون شخص. إذ حققت المنظمة إنجازاتها من خلال شبكة قوية من العلاقات تضم أكثر من 967 شراكة استراتيجية مع المعنيين على المستويين المحلي والدولي، وذلك في تنفيذ مشاريع تبلغ قيمتها أكثر من 1. 4 مليار يورو.
وبعيداً عن الأرقام، تُعد منظمة ديهاد أحد العوامل الأساسية لتحقيق التأثير المستدام، حيث نظمت 21 مؤتمراً دولياً جمعت فيها القادة وصناع القرار على مستوى العالم لمواجهة أبرز التحديات في التنمية والاستدامة. كما يصل صداها الإعلامي إلى أكثر من 50 مليون شخص سنوياً، مما يعزز مكانة ديهاد كصوت موثوق وقوة دافعة في الساحة الإنسانية والتنموية العالمية.
عن منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة
تكرس منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة جهودها لإحداث تأثير إيجابي في حياة المجتمعات الضعيفة من خلال مواجهة التحديات وإحداث تغييرات مجتمعية إيجابية. ومع التزام قوي بالقيم الإنسانية وحل المشكلات بشكل مبتكر، تُعد المنظمة منارةً للأمل والمرونة، حيث تمكّن الأفراد في أوقات الشدائد.
عن القمة العالمية للصحة
تُعد القمة العالمية للصحة المنصة الرائدة عالمياً في مجال الصحة، حيث تجمع الأطراف الفاعلة في مجالات السياسة والعلوم والقطاع الخاص والمجتمع المدني من جميع أنحاء العالم. وتهدف القمة إلى وضع جدول أعمال مشترك من أجل مستقبل صحي، وتعزيز الحلول التعاونية والمبتكرة لضمان الصحة والرفاهية للجميع.
عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC)
يعمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر قبل وأثناء وبعد الكوارث وحالات الطوارئ الصحية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً وتحسين حياتهم. ويوحد الاتحاد 191 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ويدعمها من خلال أمانته العالمية. وحاضر في كل مجتمع تقريباً حول العالم، ويصل سنوياً إلى أكثر من 160 مليون شخص عبر الخدمات طويلة الأمد، وبرامج التنمية، والاستجابة للطوارئ.
عن المعهد الدولي لجامعة الأمم المتحدة للصحة العالمية (UNU-IIGH)
يُعد المعهد الدولي لجامعة الأمم المتحدة للصحة العالمية (UNU-IIGH)، ومقره كوالالمبور، ماليزيا، مركز البحث المعتمد من الأمم المتحدة في مجال الصحة العالمية. وتتمثل مهمته في سد الفجوة بين الأدلة البحثية والسياسات، وتحويل المعرفة إلى إجراءات ملموسة، مع كونه محوراً ديناميكياً يربط بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأوساط الأكاديمية والوكالات والبرامج. وقد أُسس المعهد بموجب نظام مجلس جامعة الأمم المتحدة في ديسمبر 2005، ويلعب دوراً حيوياً في مواجهة عدم المساواة في الصحة على المستوى العالمي.
#انتهى#