خلال فعالية ثقافية استضافها “نصب المقاومة” بخورفكان
“مكتبات الشارقة” تنظم ندوة “من الحبر إلى الشعر” احتفاءً بالإبداع الأدبي
نظمت “مكتبات الشارقة العامة”، أمس (الخميس) في نصب المقاومة بخورفكان، ندوة ثقافية بعنوان “من الحبر إلى الشعر”، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بمئوية مكتبات الشارقة العامة، حيث استضافت الشاعرين فيصل محمد خلفان النقبي، وسيف عبدالله خلفان النقبي، وأدار الندوة الإعلامي عبدالله مصبح الكعبي.

تحدث الشاعران خلال الندوة عن الدور الذي لعبه الشعر في مسيرتهما الثقافية وتأثيره العميق على الفرد والمجتمع. كما تضمنت الندوة ورشة مصاحبة مع الخطاط علي الحمادي، الذي خط فيها بعض الأبيات الشعرية التي أضفت جمالاً بصرياً على الفعالية.
مجالس الكبار مخزون حكمة
وحول تجربته مع الشعر قال فيصل النقبي: “اكتشافي لموهبتي الشعرية بدأ من خلال تذوق الشعر وحب الاستماع إليه، ثم انتقلت إلى تجربة الكتابة. ومع بداية شغفي بالشعر، لازمت مكتبة خورفكان العامة وكنت أطالع كتب الشعر والأدب فيها باستمرار، وهو ما كان له دور كبير في صقل موهبتي ومنحي مساحة أوسع للتعلّم والقراءة”.
أوصى الشاعر فيصل النقبي الأجيال الجديدة بالحرص على قراءة الشعر وسماع الشعراء والجلوس في مجالس الكبار؛ لأن هذه المجالس غنية بالحكمة والتجارب والدرر التي تصقل الموهبة، وتمنح الشاعر أدوات أعمق للتعبير، مؤكداً أن الموهبة تزدهر بالاطلاع والتواصل مع أهل الخبرة.
وأضاف فيصل النقبي قائلاً: “الجمهور له دور كبير في دعم الشاعر؛ فتفاعله يحرك إحساس الشاعر ويمنحه طاقة خاصة تدفعه للإبداع أكثر. ووجود جمهور يتابع ويهتم يحمّل الشاعر مسؤولية تطوير أعماله وصقل تجربته”. وفي هذا السياق شدد على أهمية أن يساهم الشاعر بإبداعاته في إثراء الساحة بالقصائد الوطنية التي تعزز روح الانتماء.

الشعر يعكس المشاعر
بدوره قال الشاعر سيف النقبي: “كل فنان يعبّر عن مشاعره بطريقته؛ فالخطاط يبدع بالكتابة، أما أنا فوجدت أن الشعر هو وسيلتي الأقرب للتعبير عمّا في قلبي، وما ساعدني على الاستمرار والتطور هو ما تبذله دولتنا من جهود متواصلة في دعم الأدب والثقافة والإبداع”.
وتحدث سيف النقبي عن عوامل الإلهام لدى الشاعر، قائلاً: “المواقف التي يمر بها الإنسان هي التي تحفّز الشاعر وتلهمه، سواء كانت تجارب معاناة، أو أفراحاً ومناسبات سعيدة؛ فكل موقف يترك أثره في نفس الشاعر ويجد طريقه إلى قصيدته. حتى ما يدور حول الشاعر من أحداث اجتماعية أو مشاهد يومية بسيطة يشكّل دافعاً لكتابة بيت أو قصيدة كاملة؛ فالشعر في النهاية انعكاس لما نعيشه ونحسّه”.
وحول أهمية مراجعة الشعر قبل إلقائه على الجمهور، لفت سيف النقبي إلى أن الشاعر يتحمل مسؤولية الكلمة، لذلك عليه أن ينتبه جيداً لما يقدمه في قصائده، وأن يراجعها بعناية وبأسلوب متأنٍّ، بل ويعرضها على زملائه الشعراء للاستفادة من آرائهم، حتى يكون عمله متقناً وخالياً من أي نقص أو ملاحظات قد تضعه في دائرة الانتقاد”.
وشدد سيف النقبي على أهمية اطلاع الشاعر على الشعر القديم؛ لأنه يساهم في الحفاظ على الألفاظ والتعبيرات المحلية القديمة التي تشكّل روح الشعر، مشيراً إلى أنه لا مانع من استخدام بعض التعبيرات الحديثة، لكن يبقى من المهم أن يستند الشعر المحلي إلى التراث الأسلوبي القديم؛ ليحافظ على أصالته وجذوره”.
وتضمّنت الندوة إلقاء الشاعرين سيف عبدالله خلفان النقبي وفيصل محمد خلفان النقبي باقة من قصائدهما التي تفاعل معها الحضور.
ومما قاله الشاعر فيصل النقبي:
ع الأوادم بينهم فرقي
باالتعامل خبرهم تلقى
من بعدها تقدر أتنقي
تحتمي بالمرء أو فرقى
داهمي والفكر متبقي
عز شآنه مايجي حرقى
ومن أبيات الشاعر سيف النقبي خلال الندوة:
يا ملهمت لحساس لبيش لبيش
لجلش أسوق العمر دون اختياري
..
لا تسأليني كيف أو وين أو ليش
دام المحبه واضحه ابلا غباري
..
معاش اقضي العمر وأموت واعيش
ما همني لي يقفرون الأتاري
-انتهى-