جميلة القاسمي:المدينة سبّاقة في توظيف الفنِّ خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة

جميلة القاسمي:المدينة سبّاقة في توظيف الفنِّ خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة

مما لا شك فيه أن التعليمَ يأتي في مُقدمة الأولويات التي توليها مدينة الشارقة للخدمات الانسانية أهمية كبرى، ، ولطالما سعت المدينة منذ تأسيسها قبل 44 عاماً إلى تقديم العلم والمعرفة لطلابها على يد مجموعة من أمهر الاختصاصيين والمعلمين وفق أفضل الممارسات العالمية لأنها تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية التعليم لا بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وحسب، بل بالنسبة لأولياء أمورهم وللمجتمع عموماً.

    هذا ما أكدت عليه سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدماتِ الإنسانية وأوضحت أن المدينة تنظمُ حفل الختام لأنشطتها كل عام احتفاءً بخريجيها الذين اجتازوا مراحلهم التعليمية بنجاحٍ وكفاءة واقتدار، وتأكيداً على دعم ومساندة مواهبِ وقدرات طلابها ذوي الإعاقة، وإبداعاتهم الفنية، وتسليط الضوء عليها، وتوعية أبناء المجتمع بها.

    وعبرت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي عن الفخر والاعتزاز بتخريج كوكبةٍ جديدة من طلاب المدينة ضمت 15 طالباً من طلاب مدرسة للصم ( 9 طلاب من الفترة الصباحية، و3 طلاب من الفترة المسائية) وانضمامهم إلى زملائهم الخريجين السابقين، متمنية لهم الاستمرارية والنجاح في تحصيلهم العلمي والدراسي.

   وأضافت: كانت المدينة سبّاقة في توظيفِ الفنِّ خدمةً للأشخاص ذوي الإعاقة عبر تأسيس جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة سنة 1995، وهي أول من أدخل تعليم الموسيقى بالألوان للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية عام 2009، وفيما بعد قامت بتأسيس جماعة الإبداع الفني للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مستقل ومكمل لجماعة الإمارات للفن الخاص عام 2010 ، لتتوج كل هذه الجهود عام 2017 من خلال تأسيس مركز الفن للجميع “فلج” كاستمرار لخطواتها السابقة والناجحة في هذا المجال.

     جاء ذلك بمناسبة الحفل الختامي لأنشطة المدينة للعام الدراسي 2022 ـ 2023 الذي نظمته الخدمات الإنسانية في قصر الثقافة بالشارقة يوم الخميس 22 يونيو 2023 بحضور سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، و سعادة الشيخة موضي محمد الشامسي رئيس إدارة التنمية الأسرية ، والشيخة نورة إبراهيم المعلا مدير إدارة التعليم والأبحاث في مؤسسة الشارقة للفنون، وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وسعادة منى بن هده السويدي مدير عام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، وسعادة منى عبدالكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، و نائب القنصل الكوري وحرمه، والفنانة الدكتورة نجاة مكي، وعدد كبير من أولياء أمور الطلبة والمهتمين والإعلاميين ومسؤولي المدينة وموظفيها.

   وكان الحفل الختامي قد استهل بالسلام الوطني، ثم تلت الطالبة “ماريا رستم” من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات آيات من القرآن الكريم، كما ألقى عريف الحفل الطالب يوسف الملا من مركز مسارات للتطوير والتمكين كلمة رحب فيها بالحضور الكريم، مؤكداً أن المدينة حريصة على تنظيم الحفل الختامي لأنشطتها كل عام كي تُعبِّرَ عن فخرِها واعتزازِها بطلابها الذين يستعدّون لبداية جديدة.

  وباسم جميع زملائه الطلاب توجه الملا بخالص الشكر والعرفان والامتنان إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي على دعمها اللامحدود وسعيها المستمر من أجلِ تعليمهم وتدريبهم ودمجهم وتحسين جودة حياتهم وحياةِ أسرهم، كما توجه بالشكر الجزيل إلى المعلمين والاختصاصيين والإداريين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية متمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح.   

“تكريم”

بعد ذلك كرَّمت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، والأستاذة عفاف الهريدي مدير مدرسة وروضة الأمل للصم، 15 خريجاً من الثانوية العامة في المدرسة، على أملِ النجاح والتوفيق في مسيرتهم القادمة بإذن الله.

   “فانتازيا”

    ثم قدّمَ 60 طالباً من طلاب المدينة المنتسبين لـ مدرسة الأمل للصم، ومدرسة الوفاء لتنمية القدرات “فرع الرملة”، ومركز مسارات للتطوير والتمكين، وجميع الفنانين المنتسبين لمركز الفن للجميع “فلج” العرض المسرحي الاستعراضي “فانتازيا” بأداء مبهر استحق كل التصفيق والإعجاب الذي لقيه.

   ويهدف حفل الختام لإبراز القدرات الإبداعية والمواهب الفنية لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتحفيز الفنانين من ذوي الإعاقة على الاستمرار في تنمية مهاراتهم الفنية والابداعية، وفتح آفاق التعاون والمشاركة المجتمعية وتمكين المبدعين من ذوي الإعاقة ضمن الحراك الفني والثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة ومحيطها المحلي والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى إبراز الجهود الاستثنائية والمستدامة التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات.

    وتدور أحداث ” فانتازيا” حول بحث الإنسان في اللحظات العصيبة المرتبطة بالصراعات والأوبئة والأزمات عن المعجزات التي يرى فيها الأمل والسبيل الوحيد لحل كافة مشاكلة في فكرة مستوحاة من الفيلم الأمريكي    THE GREATEST SHOWMAN لتطرح نظرة مغايرة فحواها أن المعجزة قد تكمن في جوهر الإنسانية وقدرة الإنسان على صناعة واقع مغاير تنتصر فيه روح التقبل والدمج على التمييز ونبذ الآخر وتحظى فيه الموهبة والإبداع بقدر كبير من التقدير والاحترام.

    ويتحدث العرض الذي ضمّ ثمانية مشاهد رئيسية عن رابط درامي محوره طفل صغير ووالده مالك مسرح مفلس لا يحظى مسرحه بالإقبال الجماهيري لضعف وتكرار المحتوى الفني الذي يقدمه فيقرران بناءً على فكرة الطفل ونصيحته أن ينطلقا في رحلة البحث عن مواهب إبداعية جديدة لم يرها الجمهور من قبل.

ننتقل مع “فانتازيا” في الزمان والمكان بين شخوص العرض وبين معالم الشارقة البارزة والحديثة (الغرفة الماطرة – استراحة السحب – المدرج الروماني – منطقة قلب الشارقة التراثية – مركب بوم بحري تراثي – وغيرها) من خلال مشاهد صورها أبطال العرض لتلتقي على خشبة المسرح بشكل متزامن حي وتفاعلي يمزج بين “المصور” و”الواقعي” والطفل ووالده وهما يحركان في رحلة بحثهما الأحداث على مدار العرض.

    “الفن رسالة”

   وتبرز ملامح الصراع الدرامي بين الطفل الذي يرى أن يكون مسرح والده ساحة لإبراز هذه المواهب الإبداعية ومساعدتهم على الاندماج في عالم الفن وبين رغبة والده في استغلال هذه المواهب وتحقيق أقصى استفادة مالية منها،  لنصل في مشهد النهاية الذي يعتبر بمثابة أوبريت غنائي استعراضي مصغر يجمع كافة أبطال العرض  إلى رسالة العرض الأساسية وهي أن المعجزة قد تكون بين أيدينا طوال الوقت ولا نلتفت إليها فالمعجزة الحقيقية تكمن في قدرة الإنسان على الإبداع وأن دورنا الحقيقي هو إتاحة الفرصة لإبراز مواهبه وإبداعاته دون استغلال  أو البحث عن مكاسب مالية قصيرة الأمد.

الأستاذ محمد بكر مخرج العرض والمشرف على مركز الفن للجميع “فلج” قال إن التعاون الرائع بين أعضاء فريق العمل وفي مقدمتهم الأطفال ذوو الإعاقة ومواهبهم المتميزة من أهم العوامل التي أدت إلى نجاح العرض ونيله هذا المقدار من الرضا والإعجاب والتشجيع.

واعتبر أن العمل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة يثبت أنهم قادرون على العطاء والتميز والإبداع وهو مصدر فخر واعتزاز لجميع العاملين معهم.

“الفن للجميع”

   وبهذه المناسبة أشار الأستاذ محمد بكر إلى مركز الفن للجميع “فلج” التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، الذي يحرص منذ تأسيسه على تطوير مهارات وقدرات ومواهب الفنانين المنتسبين إليه سواء كانوا من الأشخاص ذوي الإعاقة أو من غير ذوي الإعاقة في جميع ميادين الإبداع، مثل المسرح والتمثيل والموسيقي والغناء والرسم والفنون التشكيلية.

وتوجه بكر بخالص الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في الحفل الختامي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية متمنياً أن يكون اللقاء في العام القادم وقد حقق الجميع مزيداً من النجاح والتفوق في الحياة بشكل عام.