رؤية : أسامة عبد المقصود 

ديوان ” أسماء ” يؤكد أن الإبداع وجد لنشر الجمال 

رؤية : أسامة عبد المقصود 

تستمر الكاتبة المتميزة سحر حمزة في اثراء المكتبة العربية بمؤلفاتها المتنوعة بين الكتب ذات الطابع المقالي، أو القصص القصيرة، لكن في هذه النسخة من كتابها الجديد نرى الديوان القبل الأخير في وصف محبوبتها أسماء، جاء الديوان محمل بالمشاعر والأحاسيس المتميزة والتى تمكنت من التعبير عنها في ١٠ قصائد ترسم فيهن ملامح المحبوبة 

وتمكنت الكاتبة سحر حمزة من تقديم نماذج للوفاء بأسلوب إبداعي وأدبي مرموق، فبدأ الديوان بالإهداء الذي جاء في صورة قصيدة توضح جماليات الكلمة وقد اختصت بالإهداء لصاحبة العنوان والقصائد، فكان الشطر الأول من الإهداء فكان الشطر الأول من الإهداء بطلب عدم السؤال عن سر المحبة وكتابة الشعر في شخصها، ووضحت فيما أتى من أبيات أن القدر جمعهما ليكونا رفيقا الدرب والحياة، وانهت الإهداء بشمولية المحبة وأن أسماء هي السند ومصدر الإلهام

عندما ينفرد القارئ بالقصائد يجد فيها كلمات وغزل يصح ام يكون من حبيب لمحبوبته، ولكن سحر حمزة تجردت من فكرة أن عدو المرأة هى المرأة لتضرب المثل في الاعتدال الفكري وفلسفة الرؤية الشاملة لمفهوم الإنسانية، فالحب والجمال والوفاء صفات حميدة لا تتجزأ لمجرد أنها امرأة ترغب في انفرادها بالمحاسن دون غيرها، بينما جاءت القصائد في تناغم محملة بسمات رأتها الشاعرة في شخصية نسائية تعرفت عليها مع الوقت ووجدت أن من حقها هذا الثناء والاطراء

لكل قصيد عنوان يحمل صفة وسمة من خصال أسماء، فالقصيدة الثانية تتحدث عن شموخ المحبوبة، والتى تليها تتحدث عن وتد باستمرار الحب والتقدير لأخر رمق في حياة الشاعرة، وجاءت القصيدة الرابعة تتحدث عن وجهها الخير، والخامسة بغلوها عند الشاعرة واحساسها بالروح التى تسري في دمها، وتتحدث في عنوان أخر عن مساء زاخر بالأمل وقصيدة قبل الأخيرة وأعتقد أن هذا العنوان سيمتد لقصائد كثيرة وربما لدواوين، ما دامت المحبة مستمرة وقاموس وإبداع سحر اللغوي لم ينضب، وفي تساؤل إبداعي تسأل الشاعرة في عنوان ماذا أقول عنك أسماء ثم تنهي القصائد بعنوان أسماء أغلى الأسماء، وتختتم بقصيدة تقول فيها لم تنتهي بعد قصائدي، في اشارة واضحة أن السلسلة ممتدة ولم تتوقف

عبرت الكاتبة سحر حمزة عن الحب بكلمات رقيقة تميل إلى النغم والموسيقى، فكلمات المدح والجمال غالبا حروفها تصبح مصحوبة بلحن، فالديوان بقدر ما هو صغير للغاية من حيث عدد الصفحات إلا أنه تمكن من توصيل مفهوم الكلمة والتعبير عم يجيش في نفس الشاعرة وما تكنه لشخصية التقت بها ووجدت فيها معاني الإنسانية من صفاء الروح والتعايش السلمي والتصالح مع الذات، ومن رأي أن هذه الأيام خلت من هذه الكلمات الطيبة في حق الأخر، الشاعرة سحر حمزة أكدت في ديوانها أن الإبداع وجد لنشر الجمال والحسن ونبذ ما دون ذلك من صور لا تليق بالمبدعين والمفكرين