اختتم نادي الإمارات العلمي فعاليات دورته الصيفية لعام 2025 بحفل ومعرض علمي مميز، شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي ورئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، والدكتور صلاح القاسم، المدير الإداري للندوة، والمهندسة مريم بن ثاني، عضو مجلس الإدارة، إلى جانب أعضاء مجلس إدارة النادي العلمي، وجمع غفير من أولياء الأمور والمهتمين بالشأن العلمي.

وتجوّل الحضور في المعرض العلمي الذي استعرض مشاريع وابتكارات الطلبة المشاركين، والتي جاءت ثمرة جهود وإبداعات منتسبي الدورة. وقد بلغ عدد المشاركين في الدورة 320 طالباً وطالبة، بواقع 180 طالباً و140 طالبة، خلال الفترة من 29 يونيو إلى 27 يوليو 2025، حيث تم تخصيص أسبوعين للطلاب وأسبوعين للطالبات، في أجواء محفزة ومليئة بالحماس والإبداع.

وقد شمل البرنامج التدريبي المكثف إشراف 11 مدرباً متخصصاًومساعدين اثنين، وضم 20 ورشة عمل مبتكرة (10 ورش للطلاب و10 للطالبات)، بالإضافة إلى أكثر من 200 محاضرة تعليمية غطت مجالات متنوعة من الثورة الصناعية الرابعة والمهارات المستقبلية، من أبرزها: الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، الكيمياء العامة، الاستدامة، الكهرباء والإلكترونيات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الروبوتات، العالم الصغير، النجارة، والفن التشكيلي.

نموذج ملهم لصناعة الكفاءات العلمية في الإمارات 

في مشهد مؤثر خلال فعاليات الحفل الختامي للبرنامج الصيفي 2025، قدّم بلال البدور، لفتة استثنائية عكست عمق رؤية النادي في رعاية الموهوبين وتنمية العقول الوطنية، حيث استعرض أمام الحضور نموذجاً ناجحاً من طلبة نادي الإمارات العلمي الذين التحقوا بالنادي منذ طفولتهم، لينطلقوا منه نحو مستقبل مشرق مليء بالإنجازات والطموحات العلمية.

وقد أتاح النادي لهؤلاء الطلبة فرصة سرد تجاربهم الملهمة أمام الحضور، ليكونوا مصدر إلهام للأجيال القادمة من المنتسبين. من بين هذه النماذج، برزت مزنه محمد المنصوري، التي أصبحت اليوم عضواً في مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، بعد أن بدأت رحلتها كطالبة شغوفة بالتكنولوجيا والبحث العلمي، حيث واظبت على المشاركة في ورش العمل المختلفة، وتقدمت بثبات في مسارها العلمي، حتى أصبحت اليوم أحد صانعي القرار في النادي.

كما شمل النموذج أيضا كل من نورة محمد طالب، وجود محمد طالب، ومهرة ماهر البستكي، وسلطان عبدالرحمن الزرعوني، وراشد أحمد محمد صالح، وحمدان عبدالله درويش،أحمد عبدالرحمن الزرعوني الذين انتقلوا من مقاعد التعلم إلى مواقع التدريب، حيث يشرفون حالياً على ورش الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ويعملون على تأهيل أجيال جديدة من الطلبة مستفيدين من خبراتهم المتراكمة وتجاربهم الثرية.

اللافت في تجربة هؤلاء الشباب أنهم لم يحققوا التميز محلياً فقط، بل شاركوا في مسابقات علمية ومنافسات تقنية على المستويين الإقليمي والدولي، محققين جوائز مرموقة ومراكز متقدمة، ما يعكس جودة التدريب الذي تلقوه في النادي، ويؤكد أهمية الاستثمار في الطاقات الوطنية منذ مراحل مبكرة.

وقد أجمع الخريجون خلال كلماتهم على أن البيئة العلمية التي وفرها نادي الإمارات العلمي كانت المحرك الأول لاختياراتهم الأكاديمية والمهنية، مؤكدين أن الورش المتخصصة والتجارب العملية التي خاضوها في النادي أسهمت بشكل كبير في بلورة اهتماماتهم وصقل مهاراتهم، حتى أصبحوا اليوم جزءاً من منظومة التدريب في الدولة.

في كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور عيسى البستكي أن البرنامج الصيفي لنادي الإمارات العلمي يُجسد نموذجاً وطنياً ناجحاً في توجيه طاقات الشباب نحو آفاق علمية وتقنية متقدمة، ويترجم عملياً رؤية دولة الإمارات في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والإبداع التكنولوجي.

وأضاف، من خلال سلسلة من الورش المتخصصة والبرامج التطبيقية، يعمل النادي على صقل مهارات المنتسبين، وتنمية شغفهم بالعلوم، وفتح آفاق رحبة أمامهم نحو مستقبل واعد. إن الثورة الصناعية الرابعة لم تعد مستقبلاً بل واقعاً نعيشه اليوم، وهي تقوم على تكامل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، والبيانات الضخمة، والتكنولوجيا الحيوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتقنيات النانوية، والواقع الافتراضي، والأمن السيبراني. لذا فإن ورش النادي لا تُدرّب على المهارات التقنية فقط، بل تُدرّب على لغات العصر الجديد، ومن لا يتقنها اليوم سيكون بعيداً عن فرص الغد”.

وأشار الدكتور البستكي إلى أن أهداف نادي الإمارات العلمي تنسجم بشكل مباشر مع الاستراتيجية الوطنية للإمارات، التي تطمح لأن تكون الدولة ضمن أكثر الدول ابتكاراً بحلول عام 2031. وأكد أن مشاركة النادي في اجتماعات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بصفة مراقب دولي في جنيف، تمثل دليلاً حياً على مكانة النادي والدور الذي يضطلع به في تمثيل الدولة في المحافل العلمية العالمية، وتعزيز ثقافة الابتكار والملكية الفكرية بين الشباب.

وتأكيداً على هذا التوجّه، كرّم نادي الإمارات العلمي، وعلى هامش الحفل الختامي للدورة الصيفية، الدكتور عبدالرحمن المعيني، الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد، تقديراً لدعمه المتواصل للنادي، وإسهاماته في ترسيخ مفاهيم الملكية الفكرية، وتمكين الشباب من حماية أفكارهم ومشاريعهم الابتكارية، في إطار بيئة وطنية محفزة على الإبداع والابتكار.

#أنتهى #

By Sahar Hamza

أديبة وكاتبة قصص أطفال ومؤلفة كتب متنوعة بحثية ودراسية ذات موضوعات اجتماعية ومؤلفة سلسلة روايات حكايات امرأة صدر للكاتبة سحر حمزة خمسة دواوين شعر منها رسائل للقمر وصباح الخير يا وطن وقصائد للنساء فقط أوتار قلب وصباح الخير يا غزة وفازت روايتها سيدة الليلك كأفضل رواية صدرت عام 2009 حول المرأة ولديها كتب قيد الإصدار منها الرجل العجيب ودفن حيا وعلى أعتاب النهر الخالد