الصورة:

جلسة تناقش حماية البيانات لسلامة المجتمعات ورحلة التحول إلى الرقمنة الشاملة

أكد خبراء ومتخصصون في جلسات محور «تكنولوجيا المستقبل والأمن السيبراني» ضمن أعمال فعاليات القمة العالمية للحكومات، ضرورة تدخل الحكومات في حماية البيانات لتحقيق أمن وسلامة المجتمع من دون التضييق على الشركات المتخصصة في صناعة التطبيقات ومزودي الخدمات البرمجية والحلول الابتكارية، كما شددوا على أهمية سنّ قوانين ونظم نموذجية لإدارة عملية الرقمنة ومواكبة التطور الهائل المتدفق في عالم التكنولوجيا والهواتف والذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل أكثر أمناً ورفاهية للشعوب. 

وفي جلسة «مستقبل سيليكون فالي» التي أدارتها آنا ستيورات من شبكة «سي إن إن»، تحدث ستان تشودنوفسكي، الشريك المؤسس لـ«إن إف إكس»، نائب الرئيس السابق لتطبيق فيسبوك ماسنجر، عن تجربته في «سيليكون فالي».

وقال إن «سيليكون فالي هو مفهوم وفكرة، وليس مجرد موقع جغرافي تم بناؤه منذ سنوات طويلة».

وأشار إلى ضرورة انتشار هذا المفهوم بوصفه نموذجاً عالمياً مع توسيع الانفتاح والتنافسية نحو آفاق اقتصادية رحبة لتحسين نمط حياة المجتمعات وتغيير فكر العالم بالمستقبل.

وتحدث جيفري هارباخ، الرئيس والمدير التنفيذي لـ Kauffman fellows، عن أسباب فقدان وادي السيليكون بعضاً من بريقه أخيراً، معتبراً أن ثورة وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في ذلك.

من جانبه، رأى الدكتور جيل أميليو، الرئيس السابق لشركة آبل، أن «سيليكون فالي» ليس المكان الوحيد للابتكار، مقترحاً إشراك الحكومات ومجتمع المستثمرين في الاستفادة من هذا القطاع المهم عبر منظور جديد للمستقبل، انطلاقاً من «عولمة الأفكار» التي تشهد تدفقاً بشكل متسارع في أدق تفاصيل حياتنا اليومية. 

وناقشت الجلسة الثانية التي حملت عنوان «حماية البيانات الشخصية.. مسؤولية الحكومات أم الشركات؟» خطورة انتهاك الخصوصية وتأثير تسرب البيانات على أمن الدول والمجتمعات، وتحدث فيها السيناتور كيفن توماس، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك، الذي استهل حديثه بالقول: «ولدت في مدينة دبي.. وأنا المسؤول الأول عن ضمان خصوصية 20 مليون شخص في مدينة نيويورك»، مشيراً أن هنالك قوانين لحماية بيانات المستهلكين في ولاية كاليفورنيا، لكن مدينة نيويورك لا تزال تفتقر إلى قوانين الخصوصية لضبط وحماية البيانات التي يتم جمعها.

وأضاف: «تكتسب البيانات اليوم أهمية كبرى أكثر من النفط والغاز، كونها صمام الأمان، لذلك علينا العمل مع الحكومات لمزيد من الوضوح في حماية تلك البيانات والبدء في فتح فرص استثمارية في هذا المجال».

الرقمنة الشاملة 

وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان «من التحول الرقمي إلى الرقمنة الشاملة.. مرحلة جديدة لحكومات العالم»، تحدث المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في دولة الإمارات، عن دور التحول الرقمي في طرح حلول استباقية لاستمرار عملية التعليم عن بُعد واستخدام الخدمات الحكومية عبر تطبيقات الهاتف.

وقال: «استطعنا رقمنة التعليم والخدمات الحكومية وتحويلها إلى أجهزة المحمول والحواسيب والآيباد، ونجحنا في عام 2020 في ذروة وباء كورونا في مواجهة تلك المشكلات».

وأضاف: «كنا السبّاقين، وقطعنا أشواطاً كبيرة في هذا المجال، وما زلنا من الأوائل عالمياً في التحول الرقمي، لذلك تجاوزنا مشكلة التعليم وتحويل جميع الخدمات الحكومية إلى تطبيقات على الهواتف بنسبة 90 % خلال عام واحد فقط».

بدوره تحدث ديباك بالغوبين، وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في جمهورية موريشيوس، عن تجربة بلاده في قيادة هذا التحول، وقال: «بدأت رحلتنا الرقمية في وقت مبكر بهدف جعل جمهورية موريشيوس هي الرابط الرقمي لكل أفريقيا، وأصبحت بلدنا مغطاة بالكامل بالشبكة الرقمية».

وأضاف: «96 % من خدماتنا الحكومية كانت رقمية أثناء جائحة كورونا.. لدينا زخم قوي في التحول الرقمي، لذلك تم وضع قوانين في البرلمان لمواكبة عصر استخدام التكنولوجيا».