كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة

يحتفل أصحاب الديانة المسيحية، اليوم، بذكرى ولادة السيد المسيح، على أرض فلسطين في بيت لحم، ولهذا ووفق كل المعايير القانونية والجغرافية والإنسانية، على أن ولادته تمت على الأرض المباركة، ولهذا كانت كنائس: الميلاد في بيت لحم والبشارة في الناصرة، وكنيسة القيامة في القدس، فالكنائس الثلاثة : أقدس المقدسات المسيحية على أرض فلسطين، و دلالة هذا أن المسيحية هي لنا، من عندنا، وولادتها وبشارتها تمت في بلادنا، مع أتباعها من المؤمنين، ولهذا امتلك الشعب الفلسطيني قدسية وطنهم، حافظوا عليها، تمسكوا بها، وزادتها قدسية أن إسراء سيدنا محمد من الحجاز إلى القدس ومنها معراجه إلى السماء.

المسجد الأقصى، المقدس للمسلمين باعتباره القبلة الأولى، وحقت له القدسية مع مكة المكرمة والمدينة المنورة.

يحتفل المسيحيون بولادة الشهيد الأول، الذي دفع حياته، وصلابته إيماناً بما أنزل له وعليه، قبل أن يتآمر عليه أتباع الفاسد الذين حاكوا المؤامرة، مع الاستعمار الأجنبي الروماني، الذين عذبوه وصلبوه، قبل أن يفعل صاحب القرار والرؤية، وفادته وإزالة الصُلب عنه، وإحياءه، ليسجل شهيداً واعياً، تنتشر رسالته لتعم أصقاع الأرض مع اتباعه.

بين الأردن وفلسطين تمت عمادته، على نهر الأردن، وها هو موقع المغطس في غور الاردن، يشهد ولادة الكنائس إحياء للذكرى، و قدسية للمكان، كما ينبغي، كما يستحق.

الذين تآمروا على الشهيد الفلسطيني الأول مع الاستعمار الروماني، لا زالوا خارج الوفاق، يرفضون الشراكة، يواصلون الإجرام نحو أصحاب الأرض الأصليين: الشعب العربي الفلسطيني، صاحب الوطن بمسلميه ومسيحييه، ولهذا نقف جميعاً إجلالاً لذكرى الولادة والرسالة والتعميم اللائق لصاحب الذكرى العطرة : السيد المسيح.

المشروع الاستعماري التوسعي العنصري: المستعمرة الإسرائيلية، تقتل كل ما هو غير يهودي، وتهدم كل أثر إسلامي ومسيحي سواء كان المسجد أو الكنيسة، يمارسون القتل والتدمير للبشر والشجر والحجر بهدف إلغاء المعالم وشطبها، لتكون فلسطين وطناً مقتصراً على اليهود الاجانب الذين تم جلبهم، ولهم وحدهم، وهذا لن يكون ولن يتم مهما اتسعت وتعددت وسائل الإجرام ضد الفلسطينيين، فقد صمدوا ودفعوا ثمن البقاء على أرض وطنهم الذي لا وطن لهم غيره.

تمتلك المستعمرة القدرة والتفوق والتضليل وممارسة الأكاذيب، ولكنها انكشفت أمام المؤسسات الدولية التي تُعنى بحقوق الإنسان: آمنستي، هيومان رايتس ووتش، لجان حقوق الإنسان الدولية، اليونسكو، وغيرهم من المؤسسات، وحتى قداسة البابا لم يتردد في التذكير لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من آثام وجرائم وإبادة، على يد قوات المستعمرة وأجهزتها.

نستذكر ولادة السيد المسيح، الشهيد الفلسطيني الأول، لعل ذكراه تشكل موعداً وقربا لليوم المأمول، عودة اللاجئين الفلسطينيين لبلدهم ومدنهم: إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع، ذلك لأنهم دفعوا الثمن الباهظ ولا زالوا من يوم النكبة عام 1948، حتى يوم الفاجعة والجوع والإجرام بعد 7 أكتوبر 2023.

#انتهى #

لقد فاتك قراءة