كتب أسامة عبد المقصود

اطل الإعلامي الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير بيت الشعر في إمارة الشارقة، على متابعيه بصفحته بتطبيق الفيس بوك، بقصيدة تلخص التعامل الإنساني بين البشر في عدد وجيز من أبيات الشعر، حيث تناول في قصيدة ” أحاسيسي الوفيرة” التى تضم ٨ أبيات ، في كل بيت منها يرتقي الشاعر البريكي لتكون حكمة منفصلة تماما عن القصيدة، وهذا النوع من رسائل الإبداع لا يجيدها الكثير من أصحاب الأقلام في شتى المجالات الأدبية، ولأن الشعر حالة خاصة لا يمتلك أدواته إلا شاعر متمكن من مفرداته السلسة وقاموسه اللغوي المنفرد، بالإضافة لفيض الأحاسيس والمشاعر التى يعبر بها عن مشاعره إتجاه الأخر.

وعرف أن معظم الشعراء والكتاب غالبا ما ينقلوا أحاسيس الأخرين ومعاناتهم، فاغلب البشر  نماذج لحب من كلمات الشعراء، وقد  وقفوا أمام قصائد شكلت في وجدان المتلقي جزء من حياته ومعاناته ومشاعره الجياشة، فالشاعر والشعر مرآة الحب والجمال حيث يحث على الحماس والقوة والانتماء والولاء، فتربينا على الشعر الرومانسي والوطني والهجر والاشتياق، لكن يظل الشعر الروحاني والتوجيهي نصب أعيننا طوال الوقت، فالشاعر الكبير محمد عبد الله البريكي عندما يكتب قصيدة كجرس الإنذار ووقفة مع النفس، فلابد ان نقف ونتمعن في كلماتها التى تمس وجداننا تابعوا معي بعضا من شهره الفياض .

يقول شاعرنا  : على هونك ترى الدنيا قصيرة

ولو طول بك العمر بمساره

نهاية أمرها حفرة صغيرة

يسقفها الرمل فوق الحجارة

لذا لا تحطها في خانة كبيرة

لجل ما تشعر بحجم الخسارة

وخد لك من شعور الناس ديرة

وعمر لك من الطيبة عمارة

ووطنك احرص على أمنه وخيرة

وعلي داخل أحساسك جداره

وقدم له عطاياك الكثيرة

عشان تكون دايم في الصدارة

أنا تاجي احساسيسي  الوفيرة

بنيتبها لأحبابي حضارة

وإذا الإنسان ما يخسر ضميره

تصير الأرض بأكملها عقاره

هكذا صور الشاعر محمد البريكي رحلة الحياة، وقدرة الإنسان على امتلاكه الأرض، بوضعه روشته بسيطة وسهلة لتصبح الأرض بأكملها عقار لمن يتمسك بأحاسيسه الوفيرة، ولمن يحافظ على وطنه ويمد الأحباب بالمحبة والأخاء وإنكار الذات بالإضافة للتواضع والتعامل مع البشر كلهم برفق ومحبة.

أرى أن القصيدة تعبر عن الكثير من الناس، وتحث على العطاء من أجل الحصول على النعيم الحقيقي المخفي خلف الأحاسيس، فالقصيدة دعوة للوقوف مع النفس وتذكر لحظة الصمت حين نكون في حفرة صغيرة نتطلع حينها لأعمالنا التى تركناها لتكون المؤنس لنا في هذه اللحظة الفارقة، أعتقد أن هذه كلمات خرجت في وقت شعر فيه الشاعر بصفاء النفس وإطلالة على جمال العطاء الذي لا ينضب بتاريخه.

#انتهت#