شهد اليوم الثاني من “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال” في دورته الثامنة، التي تقام في “مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار” تحت شعار “حيث ننتمي” مجموعة متنوعة من ورش العمل والدورات التدريبية التي تستهدف تمكين المشاركين بالمهارات الريادية الأساسية، وسبل تحويل مهاراتهم وأفكارهم إلى ابتكارات ومشاريع ريادية ناجحة.

“كيف تبتكر اختراعاً يحصل على براءة اختراع”

وقدم الدكتور إدريس أحمد علي ورشة عمل استعرض فيها طريقة مبتكرة لاستخلاص دبس التمر باستخدام تقنية المايكروويف، ضمن ثلاثة محاور، حيث قدم في المحور الأول نظرة عامة عن التمور وعصير التمر “الدبس” وفوائده الغذائية والصحية، وفي المحور الثاني شرح استخدام تقنية المايكروويف في استخلاص الدبس، أما المحور الثالث فاستعرض تصميم وتصنيع نموذجين لجهاز الاستخلاص واختبارهما.

وقال: “نبعت فكرة استخدام المايكروويف لتسخين التمور مباشرة عوضاً عن استخدام طرق التسخين المختلفة نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الماء، مما يجعلها تمتلك معامل فقد مرتفع (Loss factor) عند ترددات المايكروويف، مع تطبيق ضغط ميكانيكي في الوقت ذاته، بدلاً عن طريقة المدبسة التقليدية، وتم نشر ورقة علمية حولها في عام 1996، ومن مزايا هذا الجهاز كفاءة الطاقة، وتقليل استخدام المذيبات، والاحتفاظ بالقيم الغذائية، وتقليل التكاليف التشغيلية والتأثير البيئي، وحصلنا على براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع في نيويورك، ومن مكتب براءات الاختراع لدول مجلس التعاون الخليجي”.

“كيف تحول مهارة إلى عمل تجاري”

في ورشة بعنوان “كيف تحول المهارة إلى عمل تجاري”، شارك الموسيقي والمهندس ورائد الأعمال اللبناني باتريك عبدو درساً في الطموح والتحمل وتحويل الشغف إلى عمل تجاري مستدام، حيث استعرض أمام المشاركين رحلته المهنية من العزف على الطبول في عام 2004 إلى تأسيس العديد من مدارس الموسيقى وأكاديمية The Drum Path، وهي أكاديمية للعزف على الطبول عبر الإنترنت، مؤكداً أن الموسيقى كانت ولا تزال وستبقى شغفه وهوايته، وأشار إلى أن الحماس والشغف هما أساس النجاح، حتى لو لم يحقق عوائد وأرباح كبيرة.

وتطرق عبدو إلى جوانب ريادة الأعمال الإبداعية، موضحاً أن بناء الأعمال التجارية حول مهارة معينة عملية بطيئة وتحتاج وقتاً طويلاً، إذ يجب على رائد الأعمال أن يقوم بعمل جانبي موازٍ في البداية، وأن يعتمد على مصادر دخل أخرى خلال رعاية حياته المهنية في مجال الموسيقى، مشدداً على أهمية الصبر والتواصل والتفاعل المجتمعي وانتظار النتائج المثمرة التي تأتي متأخرة في أغلب الأحيان.

“ما وراء الموسيقى: تمكين الفنانين بالمهارات الريادية والنمو الذاتي”

وقدمت فرقة “أبناء يوسف”، المكونة من الأخوين يعقوب وعبد الرحمن الرفاعي، ورشة عمل بعنوان “ما وراء الموسيقى: تمكين الفنانين بالمهارات الريادية والنمو الذاتي”، استهدفت الفنانين المستقلين، وقدمت لهم خريطة طريق للنجاح المهني تتجاوز حدود الإبداع الفني.

شارك الأخوان، المعروفان بمزج الثقافة العربية مع موسيقى الهيب هوب الغربية، استراتيجيات الاستفادة من المنصات الرقمية مثل يوتيوب وإنستغرام، لعرض الأعمال الفنية، والتواصل مع خبراء صناعة الموسيقى وريادة الأعمال الموسيقية، كما ناقشا أهمية بناء علاقات استراتيجية لتطوير الذات وتحقيق العوائد.

وسلط الأخوان الضوء على الأخطاء التي يقع فيها الفنانون الطموحون، كالتسرع في استغلال الفرص دون امتلاك المعرفة التجارية الكافية أو التوجيه المناسب، مؤكدين على أهمية التعلم المستمر والتخطيط الاستراتيجي لضمان النجاح قبل استثمار الوقت والموارد في المشاريع.

-انتهى-

لقد فاتك قراءة