“الشارقة للتراث” يُدشّن نصب تذكاري في كوريا الجنوبية يحتفي بفن “العيّالة” الأصيل
دشّن معهد الشارقة للتراث نصباً تذكارياً لفن “العيّالة” الإماراتي العريق في جزيرة نامي بجمهورية كوريا الجنوبية، والذي يمثل رمزاً للأصالة والتنوع الثقافي الغني الذي تتمتع به دولة الإمارات، في خطوة رائدة على الساحة الدولية، ليكون جسراً حضارياً يعكس عمق التواصل الثقافي بين البلدين، حيث شهد إزاحة الستار عن النصب التراثي سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة السفير عبدالله سيف النعيمي، سفير دولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية، والأستاذ فريد مين، الرئيس التنفيذي لشركة جزيرة نامي للفنون والتعليم، وسُميت الحديقة التي تم تدشين النصب فيها بحديقة “الإمارات”.
ويأتي النصب التذكاري احتفاءً بتراث الإمارات العريق وتأكيداً على عمق العلاقات الثقافية المتنامية بين البلدين، مُجسداً فن العيالة الذي يُعتبر رمزاً للقيم التراثية الأصيلة في الإمارات، وهو فن يرتبط بتقاليد وتاريخ البلاد التي تنتقل عبر الأجيال، ويؤكد على أهمية التراث الثقافي اللامادي كعنصر محوري في تعزيز التفاهم والتواصل الحضاري بين الشعوب.
نقطة ارتكاز هامة في رحلات التواصل الثقافي، مما يؤكد توثيق علاقتنا المتينة مع كوريا الجنوبية عبر رمز حضاري يعكس تراثنا الغني
وأكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث في كلمته الافتتاحية أن هذه المبادرة تترجم رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، الرامية إلى التواصل مع الآخر ومحاورته والانفتاح على معارفه وفنونه، حيث يأتي النصب المجسم ليعزز التفاعل الثقافي ويربط جسور التفاهم بين الثقافات المختلفة، مُشيراً إلى أن الحفاظ على التراث الثقافي لا يتوقف عند حدود الجغرافيا، بل يمتد ليشمل تواصل حضاري ومعرفي على مستوى العالم، مُضيفاً أن فن العيالة هو أكثر من مجرد فن شعبي، إنه تعبير عن الروح الجماعية والتلاحم الذي يجمع بين أبناء الإمارات. ومن خلال هذا النصب، نأمل في بناء جسور جديدة للتعاون الثقافي وتعزيز اللقاء الإنساني بين شعوبنا.
وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم:”ويمثل النصب المجسم لفن العيالة، نقطة ارتكاز هامة في رحلات التواصل الثقافي، مما يؤكد توثيق علاقتنا المتينة مع كوريا الجنوبية عبر رمز حضاري يعكس تراثنا الغني، حيث سيتيح لزوار الجزيرة الفرصة للتعرف على فنون الإمارات وتقاليدها الأصيلة. كما سيظل شاهدًا على جهود معهد الشارقة للتراث في نقل رسالة الشارقة الحضارية والمساهمة في تعزيز الوعي الثقافي العالمي بأهمية التراث والحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة” مُشيراً إلى أن تدشين هذا النصب يمثل تتويجًا لجهود معهد الشارقة للتراث في نشر الفنون التراثية الإماراتية دوليًا، ويأتي ذلك بالتزامن مع مرور عشر سنوات على تسجيل فن العيالة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
تذكير بقيمنا المشتركة وأن يلهم أجيالنا القادمة لمواصلة بناء جسور الصداقة والتفاهم
من جانبه، عبّر سعادة السفير عبدالله سيف النعيمي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كوريا، عن فخره بهذا الحدث التاريخي قائلاً: “إنه لمن دواعي الفخر والسرور أن نجتمع هنا في هذه المناسبة الرائعة: الكشف عن النحت الإماراتي ‘فن العيالة’ في جزيرة نامي الجميلة. لا يرمز هذا الحدث المهم إلى التعاون الفني بين الدولتين فحسب، بل يرمز أيضاً إلى تعزيز الروابط الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا.” وأضاف: “نأمل أن يكون هذا الحدث بمثابة تذكير بقيمنا المشتركة وأن يلهم أجيالنا القادمة لمواصلة بناء جسور الصداقة والتفاهم.”
سبعة أعمدة متصلة بقاعدة واحدة، تمثل الترابط بين الإمارات السبع
وصُمّم النصب بمادة الفولاذ المقاومة للصدأ “STAINLESS STEEL” مع تشطيب معدني مصقول مثبت على قاعدة خرسانية مغطاة بالرخام؛ ليتمكن من الصمود مدة 10 سنوات في المكان المخصص لعرضه في جزيرة نامي.
يتكون النصب من سبعة أعمدة متصلة بقاعدة واحدة، تمثل الترابط بين الإمارات السبع، حيث تمت إضافة أسماء الإمارات إلى كل من هذه الأعمدة عن طريق الحفر باللغتين العربية والإنجليزية، انتقالاً للجزء الذي تمت فيه إضافة مقابض اليد في الجزء العلوي للأعمدة التي تمسك بالعصي المستخدمة في فن العيالة، وتم تجسيدها بشكل متناغم الحركة؛ ليمثل الروح المعنوية التي يؤديها الرزيفة، كذلك تمت إضافة لوح معدني في منتصف النصب يحتوي على اسم محفور لدولة الإمارات العربية المتحدة باللغتين العربية والإنجليزية يليه شعار معهد الشارقة للتراث، ومن ثم رمز الاستجابة السريع “QR CODE” الذي يحتوي على فيديوهات تعريفية عن فن العيالة باللغات العربية والإنجليزية والكورية.
عدد من الأنشطة الثقافية المرتبطة بالنصب التذكاري
على مدى عشر سنوات، تتواصل الأنشطة الثقافية المرتبطة بالنصب التذكاري، حيث سيتم تنظيم فعاليات متنوعة وورش عمل تعريفية تسلط الضوء على فن العيالة وتستعرض مكوناته الفنية العريقة. وستتاح للسياح والزوار فرصة فريدة للمشاركة في هذه الأنشطة، التي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي وترسيخ التفاهم المتبادل بين الثقافات، مما يسهم في إبراز التراث الأصيل وفتح آفاق جديدة للتواصل بين الشعوب.
جديرٌ بالذكر أن جزيرة نامي، معروفة بجمالها الطبيعي وتنوع مرافقها الثقافية، حيث توفر الجزيرة بيئة مثالية للزوار للاطلاع على تجارب وثقافات متعددة من مختلف أنحاء العالم. وسيكون وجود هذا المجسم الإماراتي إضافة قيمة لسلسلة المعالم الثقافية في الجزيرة.