تزامناً مع الجهود العالمية والمنافسة المستمرة بين الدول لاستقطاب المواهب بهدف تعزيز التنمية والابتكار، استضاف المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ13 جلسة رئيسة بعنوان “المواهب.. تنافسية عالمية على مفتاح النجاح في القرن الـ 21” بالتعاون  مع مجلة فوربس في الشرق الأوسط،، تناولت التحديات والفرص التي تواجهها الحكومات في استقطاب الأفراد الموهوبين والمتميزين كأحد أهم عوامل النجاح وتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز النسيج الاجتماعي والاقتصادي للدول.

وشارك في الجلسة التي عُقدت بالتعاون مع مجلة فوربس الشرق الأوسط، معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجيّة، الوزير المكلّف باستقطاب واستبقاء المواهب والكفاءات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للدواء، ومعالي سايمون روبرت كوفي، وزير النقل والطاقة والاتصالات والابتكار في توفالو، ورشيد يزمي، بروفيسور ومهندس مغربي وعالم متخصص في علم المواد، فيما أدارتها خلود العميان، رئيسة تحرير مجلة فوربس في الشرق الأوسط الصادرة عن دار الناشر العربي.

وفي مستهلّ حديثه، أكّد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي أن ملف المواهب يعد حيوياً حيث أولت العديد من الدول أهمية لهذا الأمر في وقت مبكّر واستطاعت بناء اقتصادات كبرى بفضل هجرة العقول، مشيراً إلى أنّه عند تقييم أهم الدول في الوقت الراهن في هذا الملف تتصدّر الدول الغربيّة قائمة الأفضل عالمياً. وقال: “دولة الإمارات تأتي في المرتبة 22 عالمياً ولدينا خطّة استراتيجية واضحة ومتكاملة للوصول إلى قائمة أفضل 10 دول خلال السنوات السبع المقبلة، وقد بدأنا بذلك منذ 3 سنوات ونتبنى حوكمة هذا الملف حتى لا يكون عشوائياً”.

وأضاف: “عملنا على تطوير منظومة الإقامة في الدولة، وهو ما يُسهم بالتأكيد في تسهيل جذب المواهب، كما أن الاستقرار الذي تتميز به الدولة في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو الأمنية والاجتماعية بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، يُسهم في تعزيز ثقة هذه المواهب للبقاء في الدولة. كما نوظّف قوتنا الناعمة لمواصلة جذب الشركات التي بدورها ستعمل على استقطاب المواهب”.

ومن جانبه استعرض معالي سايمون روبرت كوفي، تجربة توفالو – الدولة الأصغر في العالم من حيث المساحة وعدد السكّان – في هذا الإطار، مشيراً إلى أنّه على الرغم من عدم قدرة هذا البلد الصغير على منافسة الدول الكبرى من حيث الحوافز المادية إلا أنه يقدّم القيم التي تحكم طريقة الحياة وتعزز التعاون وبناء المجتمع.

وقال: “نحن نمثل مجتمعاً محلياً صغيراً متحداً ونؤمن بأن العمل الفردي ليس هو الطريق الأنسب لتحقيق النموّ لأنّ ذلك لا يعود بالنفع علينا كأمّة، لذا نفكّر دائماً بتعزيز روح الجماعة ونعمل على وضع استراتيجيات لاستقطاب المواهب بناء على هذا النهج”.

وبدوره أشار رشيد يزمي إلى أنّ التعليم يشكل حجر الزاوية في تكوين العقول المستقبلية، مؤكداً ضرورة تكييفه مع ما يتلاءم مع ثقافة الدول حتى يُحدِث التأثير المطلوب. وأضاف: “بسبب الاتجاهات التقنية الحديثة بات العديد من الشباب يعزفون عن التعليم بحجة أن تحقيق الربح المادي أصبح متاحاً عبر الإنترنت ولا داعي للتعليم، وهنا لا بدّ من التدخل لغرس قيمة التعليم واحترام القيم. ويُمكن أن ندعم ذلك من خلال استقطاب المواهب التي يمكنها نقل المعرفة للأطفال”.

واختتمت الجلسة بتأكيد المشاركين على أهمية تبني الحكومات لسياسات مرنة واستراتيجيات اتصال فعالة تساهم في جذب المواهب العالمية وتعزيز التنمية المستدامة، وجعل التعليم جزءاً مهماً في التنافسية العالمية على المواهب وتنمية القدرات المحلية، وضرورة إقناع أصحاب رؤوس الأموال بمميزات استقطاب المواهب وعدم الاكتفاء بالتوظيف فقط.

وتتواصل فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ 13، بتنظيم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على مدار يومي 4 و5 سبتمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار “حكومات مرنة…اتصال مبتكر”، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين وصناع القرار والمختصين من مختلف دول العالم، إلى جانب العاملين في إدارات الاتصال في المؤسسات الحكومية والخاصة، لمناقشة فاعلية ومساهمة الاتصال الحكومي المبتكر في تحقيق سياسات وأهداف الحكومات المرنة حول العالم اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وسياحياً.

نظمها معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار) خبراء التسويق يطورون مهاراتهم في التواصل الفعّال خلال برنامج بناء قدرات في الدولي للاتصال الحكومي 2024

أكد جويدو بيرتوتشي، المدير التنفيذي لـ “Governance Solutions International” أن مهارات الاتصال الفعالة تشكل أداة مهمة لإدارة الأفراد وتحقيق أكبر قدر من الإنتاجية ضمن فريق العمل، وحل المشكلات المعقدة، وتسوية النزاعات، مؤكداً أهمية التسويق الحكومي كأداة للترويج للهوية الوطنية.

وأوضح بيرتوتشي أن التسويق الحكومي الفعّال أصبح ضرورياً لتحقيق أهداف واستراتيجيات الحكومات، وإبراز القوة الناعمة، وتعزيز صورة العلامة التجارية الوطنية.

جاء ذلك خلال برنامج تدريبي تحت مسمى “التسويق الحكومي وترويج الهوية الوطنية”، ينظّمه المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالتعاون مع معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (يونيتار)، مكتب نيويورك على مدار يومين، بمشاركة خبراء ومختصين منهم سعادة السفير ماركو أ. سوازو، رئيس معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (مكتب نيويورك)، ورزان سلمان، مراسلة أولى لقطاع الاقتصاد والحكومة Write to Left Media في سي ان ان الاقتصادية، وحازم أمين، الرئيس التنفيذي لشركة Write to Left Media -هولندا.

ويغطي البرنامج ممارسات التسويق الحكومي كأداة اتصالية مميزة، تقوم على تنفيذ استراتيجيات تسويقية مدروسة، وإدارة العلامات التجارية للخدمات الحكومية، بالإضافة إلى الاستفادة من القوة الناعمة لتطوير أساليب وأدوات الترويج للهوية الوطنية، مما يخلق عند المجتمع شعوراً قوياً بالانتماء الوطني وغرس القيم، ويحفزهم على المشاركة في بناء الوطن وتقدمه.

ويسعى البرنامج إلى تمكين المشاركين من كيفية التواصل وتنفيذ الاستراتيجيات بفعالية، وإدارة هوية العلامة التجارية، وتوظيف الأصول الثقافية والدبلوماسية لتعزيز التعاون العالمي، وخلق صورة وطنية إيجابية تجذب الاستثمار والسياحة والشراكات. وفي نهاية البرنامج، يتوقع أن يكتسب المشاركون الأدوات اللازمة لتعزيز التواصل مع الجمهور، وتحسين تقديم الخدمات، وإبراز علامة وطنية قوية وإيجابية على المستوى الدولي.

وأشار جويدو بيرتوتشي، إلى أن الوكالات الحكومية تلعب دورًا محوريًا في المجتمع، حيث تخدم احتياجات المواطنين، وتنفذ السياسات، وتقود التقدم الاجتماعي والاقتصادي، مضيفاً: “وبالرغم من ذلك تواجه تلك الوكالات تحديات فريدة عندما يتعلق الأمر بتوصيل رسائلهم ومبادراتهم إلى الجمهور بشكل فعال”.

واستعرض بيرتوتشي الفوائد التي تعود على المجتمع من التسويق الحكومي، والتي تتمثل في: تعزيز الوعي العام للمجتمع، وزيادة الترابط المجتمعي، والثقة والشفافية، وسهولة الحصول على المعلومات، وتغير السلوك المجتمعي.

وحدد 8 أسباب لنجاح عملية التسويق الحكومي، تمثلت في: “الثقافة، والمنظمة، والتخطيط، والإدارة، والمعرفة والمهارات، ومعلومات التسويق والقياس، والموارد، والمخرجات والنتائج”.

وناقش البرنامج عدداً من المحاور المتعلقة بالتسويق الحكومي، جاء من بينها أساليب تسخير القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية في عالم يزداد ترابطاً، وتصميم سرد وطني يعكس الهوية والثقافة والفنون والتاريخ وغيرها، مما يعزز الفخر الوطني والانتماء لدى المواطنين، وتحديد مناهج السرديات وأدوات التسويق التي تلقى أفضل استجابة من الجمهور الوطني والدولي، وتطبيقها بفعالية.

–   انتهى –