نظمتها مؤسسة (حياكم أقربوا) في مجلس ضاحية حياوة بخورفكان
خورفكان / حليمة الملا
عقد بمقر مجلس ضاحية حياوة في مدينة خورفكان لقاءً فكرياً اجتماعياً ضم كوكبة من المثقفين وباحثين اجتماعيين ومتخصصين في مجالات عدة وخاصة التربويين والمعنيين بشأن الأسرة والطفل، وأولياء الأمور من الآباء والأمهات، ندوة حوارية بعنوان “الأسرة محور الاهتمام في وصايا والدنا سلطان” نظمتها ً مؤسسة “حياكم اقربو للتراثيات” وذلك ، بمشاركة مستشار التنمية الذاتية الدكتور سعيد بالليث الطنيجي، والأستاذة صالحة عبيد غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وأدارت الحوار الباحثة الإجتماعية الخبيرة في التراث الإماراتي فاطمة أحمد المغني حيث استهلت حديثها بالترحيب الكبير بالحضور ثم تطرقت إلى هذه المناسبة التي تزامنت مع يوم الأسرة العالمي مؤكدة على أهميتها في توعية وتثقيف الأسرة بدورها المنوط في حياة الأبناء وتربيتهم.
وفي هذا الإطار أشادت سعادة فاطمة المغني بالدور الكبير الذي تبذله حكومة الشارقة، واعطاء جل اهتمامها للأسرة والطفل، وذلك انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة في شأن خدمة الأسرة بكافة أفرادها، وجهود سموه المميزة الخيرة ومبادراته الكثيرة التي لاتعد ولاتحصى في تحقيق الأمن والأمان والإستقرار الأسري والعيش الكريم.
قال والدنا سلطان
ومن جابنها أكدت صالحة عبيد غابش على أهمية تسليط الضوء على (وصايا والدنا الشيخ سلطان) حفظهالله، وقالت: لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في كل المجالات، وبخاصة مايتعلق بالأسرة ويعتبرها ذات أهمية كبيرة باعتبارها الوحدة الطبيعية والأساسية في بناء المجتمع، وبلا شك فإن الدور المنوط بالأسرة في تحقيق التنمية يستوجب رفع الوعي بقضاياها وتدعيم أواصرها وتقويتها، مستعرضة غابش جانباً من توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة ومقولاته في هذا الشأن منها – قال والدنا سلطان القاسمي:
(الترابط الأسري يحمي الأبناء من الانحراف الفكري)،جاء ذلك بمناسبة افتتاح محكمة الأسرة بالشارقة،مؤكداً سموه على أهمية زيادة الترابط الأسري والحرص على تهيئة الجو الملائم والمناسب لتربية الأبناء وتأهيلهم بما يحفظهم من الكثير من الظواهر والأخطار التي هي من حولهم وقد تسبب في انحرافهم.
وفي مناسبة أخرى قال والدنا سلطان موجهاً أولياء الأمور (أنا أقدم الوسائل وهو يمتلك الحنان) بمعنى أن الحاكم مسؤول عن توفير كافة الخدمات والوسائل والمستلزمات لإيجاد وتحقيق العيش الكريم للأسرة والمجتمع، ولكن الحنان والاحتضان من حق الأبناء على الآباء توفيره لهم.
وتجسيداً لتميز الاهتمام بالأسرة في الشارقة جاء تأسيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وإنشاء الإدارات المختلفة التي تنضوي تحت لواء المجلس وبكافة فروعها، في مختلف مناطق إمارة الشارقة،إدراكا بأهمية خلق أسرة متماسكة تفخر بهويتها وثقافتها وتسهم في تنفيذ خطط تنمية المجتمع وتقدمه، كما تناولت غابش أنشطة وبرامج المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس والفئات المستهدفة وركزت على أهمية إنشاء مركز الإعلام الأسري وفعالياته المتنوعة التي تستهدف الأسرة بكافة أفرادها وبخاصة منصة (أجمل أسرة).
ماذا يريد والدنا سلطان
وركز المستشار الدكتور سعيد بالليث الطنيجيفي حديثه عن هذا الموضوع على عدة محاور أهمها.. ماذا يريد والدنا سلطان من الأسر الإماراتية، القيم المنسية في الأسرة الإماراتية – وكذلك التكنولوجيا وأثرها على التربية- وقيم الماضي وتربية الحاضر- ومحور نصائح قلبية للتربية.
وقال: نحن في عصر التحديات والتحولات الكثيرة بشتى أنواعها وبخاصة في الثورة التكنولوجية المعلوماتية وشبكات التواصل الاجتماعي والكثير من المتغيرات التي أدت إلى إفراز واقع اقتصادي اجتماعي،وألقت بصماتها على النسق المجتمعي، ولم تكن الأسرة الإماراتية بمنأى عن رياح التحول الذي أصاب المجتمع، وترتب على ذلك تغيرات ملموسة في أنساق القيم وأنماط السلوك مما أدى إلى زيادة حدة الصراع بين الأجيال، ومع اختفاء الكثير من المفاهيم والمصطلحات التي كانت تستخدم في أسلوب تربية الأبناء في الماضي مثل مفهوم (هذا عيب – هذا حرام) فكانت لهذه الكلمات والمصطلحات معنى ومغزى وتأثير إيجابي في التربية، أما الآن فلا تسطيع أن تقول “هذا عيب وهذا لا يجوز” فسيقولون عنك رجعي ومن الجيل القديم (زمن الطيبين)، فقد تلاشت هذه المفاهيم ولم يعد لها اعتبار كالسابق، وطالب الدكتور بالليث باسترجاع هذه المصطلحات والمفاهيم للحد من الظواهر الدخيلة السلبية على مجتمعاتنا المحافظة.
وأضاف: كما أدى تراجع الأسرة عن القيام بدورها وبمهامها في وظيفة التنشئة الإجتماعية إلى العديد من الآثار السلبية على الأبناء في مقدمتها فقدان التفاعل بين الأبناء والأباء في الأسرة، حيث تمثل العلاقات داخل الأسرة والتفاعل الأسري المناخ الاجتماعي الهام الذي ينشأ فيه الطفل ويتأثر به نمو وتطور شخصيته، ومن أهم مسؤوليات الأسرة تعليم الأبناء بمايتفق وسنه من أمور دينه بما فيها من عقائد وعبادات وتنشئته على حب الإسلام والتخلق بأخلاقه، فدور الوالدين كبير في صلاح أبنائهم فهما القدوة، فالمنهج الإلهي هو الأشمل والأكمل ورسم إطار الأسرة الصالحة المؤهلة للقيام بواجبها على الوجه السليم.
ومن الضرورة تصدي الوالدين لمسؤوليتها في تربية الأبناء، فقد جاء الإسلام ليعلن هذه المسؤولية، وأنها تطال كل مكلف فيما كلف له “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته…” الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعييتها وهكذا.
وشدد بالليث على ضرورة العمل على استعادة الآباء والأمهات لدورهم الرئيسي في التنشئة الاجتماعية للأطفال في الأسرة، وأن مايتلقاه الطفل من عناية الأم واهتمام الأب يكون له أثر حيوي طوال حياته، وكذلك على الأسرة إعداد الأبناء القادرين على مواجهة متطلبات المجتمع الحديث المعاصر وتحدياته.