في خطوة تعكس الريادة الثقافية لمعهد الشارقة للتراث، أطلق المعهد «دليل النشر» لعام 2025، وهو إصدار شامل يوثق أكثر من 1000 عنوان تغطي مختلف جوانب التراث الثقافي الإماراتي والعربي والعالمي. ويعد هذا الدليل بمثابة مرجع علمي وثقافي يبرز الجهود التي بذلها المعهد على مدار عقد كامل في حفظ التراث ونشر المعرفة، ويعكس مسيرته الزاخرة بالإبداع الثقافي والإنجازات العلمية.

تقديم رؤية ببليوغرافية متكاملة تلبي احتياجات الباحثين والمهتمين بالتراث على المستويات المحلية والإقليمية والدولية

ويأتي الدليل في 220 صفحة مصممة بأسلوب مميز بإعداد إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، حيث يضم أغلفة الإصدارات والمجلات والمنشورات المصاحبة للفعاليات الكبرى التي ينظمها المعهد منذ تأسيسه عام 2014. ويهدف هذا الإصدار إلى تقديم رؤية ببليوغرافية متكاملة تلبي احتياجات الباحثين والمهتمين بالتراث على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مما يعزز من مكانة الشارقة كمنارة ثقافية عالمية.

تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة إنتاج معرفي وتوثيقي، وتوسيع آفاق الحوار الثقافي بين الشعوب من خلال الترجمة

وأكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن إطلاق «دليل النشر» يمثل محطة فارقة في مسيرة المعهد، ويأتي استجابة للتوجيهات الحكيمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي الثقافة والتراث أهمية كبيرة باعتبارهما أساسًا للتنمية الحضارية. وأضاف أن إصدارات المعهد لا تقتصر على التوثيق، بل تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة إنتاج معرفي وتوثيقي، وتوسيع آفاق الحوار الثقافي بين الشعوب من خلال الترجمة.

وأشار سعادته إلى أن هذه الإصدارات تهدف إلى توسيع آفاق التبادل الثقافي من خلال ترجمة الأعمال التراثية إلى اللغة العربية، ومن العربية إلى لغات أخرى، إيماناً بأن الترجمة جسر يربط بين الثقافات، ويسهم في تعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب، مؤكداً أن هذه الإصدارات ليست مجرد أوراق مكتوبة، بل هي مشروع فكري يسعى إلى حماية التراث الثقافي ونقله للأجيال القادمة، بما يعكس التزام إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة الحفاظ على الهوية الثقافية والإنسانية.

تصدير تجربة الشارقة في مجال النشر التراثي إلى العالم

من جانبه، أشار الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، إلى أن هذا الدليل يعكس حصاد جهود سنوات طويلة من العمل الدؤوب في مجال صناعة الكتاب والنشر. وأضاف أن المعهد يسعى دائمًا إلى تقديم إصدارات نوعية تلبي احتياجات الباحثين والمهتمين، وتساهم في تصدير تجربة الشارقة في مجال النشر التراثي إلى العالم.

تضمن الدليل مجموعة واسعة من الإصدارات التي توثق التراث الإماراتي بجوانبه المختلفة. ومن بين هذه الإصدارات “موسوعة الحرف الإماراتية”، و”الأزياء والحلي الذهبية في الإمارات”، و”الألعاب الشعبية الإماراتية”، و”التراث البحري في الإمارات”، و”حصن الذيد”، إلى جانب العديد من المؤلفات الأخرى التي تسلط الضوء على الموروث الإماراتي وتبرز التنوع والغنى الثقافي الذي تتمتع به الدولة.

توثيق الجوانب الثقافية والتراثية للدول العربية

كما استعرض الدليل العديد من الإصدارات التي وثقت الجوانب الثقافية والتراثية للدول العربية. ومن أبرز هذه الإصدارات “مكنز التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي”، و”الحكايات الخرافية المغاربية”، و”فن الصوت الخليجي”، و”الرحّالة المسلمون في العصور الوسطى”، و”أساطير قرطاجنة في عيون المؤرخين العرب”. ويعكس هذا التنوع في الإصدارات الجهود الحثيثة التي يبذلها المعهد لتوثيق التراث العربي بمختلف أشكاله وأبعاده.

التراث العالمي

ولم يقتصر الدليل على التراث المحلي والعربي فحسب، بل امتد ليشمل التراث العالمي، حيث تناول موضوعات متعددة منها التراث الصيني والهندي والفنلندي، بالإضافة إلى دراسات مقارنة بين التراث العربي وتراث الحضارات الأخرى. هذا التوسع يعكس التزام معهد الشارقة للتراث ببناء جسور ثقافية بين الحضارات وتقديم محتوى يعزز من الحوار الثقافي العالمي.

يجسد «دليل النشر» لعام 2025 التزام معهد الشارقة للتراث بدوره في حفظ وتوثيق التراث الثقافي. فهذا الإصدار ليس مجرد وثيقة مرجعية، بل هو تأكيد على ريادة إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة والتراث، وامتداد لرؤية حكيمة جعلت من التراث جسرًا للحوار بين الشعوب وثروة معرفية تتوارثها الأجيال.