كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة
بات السابع من أكتوبر 2023 يوماً مشهوداً، دخل أجندة النضال الفلسطيني مع:
1- الأول من كانون ثاني 1965، يوم إنطلاقة الثورة الفلسطينية.
2- 21 من أذار 1968، معركة الكرامة الأردنية الفلسطينية.
3- 30 من أذار 1976، يوم الأرض الفلسطينية.
4- الأول من أكتوبر عام 2000، انتفاضة الأقصى ويوم الشهداء في مناطق 48.
وبذلك فرض تاريخه، ودخل سجل الانجازات الوطنية على الطريق نحو القدس وسائر فلسطين، عبرمبادرة الصدمة، المفاجأة التي هزت المستعمرة الإسرائيلية، وفشل أجهزتها الأمنية وقدراتها الاستخبارية المتفوقة من إكتشاف التحضير الفلسطيني، ومواجهة الهجوم الفدائي، مما سبب عدد قتلى غير مسبوق، وعدد أسرى غير مسبوق من الإسرائيليين، ولهذا دفع الفلسطينييون أثماناً باهظة: عشرات الالاف من المدنيين من الشهداء والجرحى والأسرى، حصيلة السلوك الهمجي الإسرائيلي المتطرف، والقصف المتعمد للأبنية والمساكن لحوالي ثلثي مساكن وأبنية قطاع غزة بدوافع: أولاً الانتقام، ثانياً القتل المباشر بهدف تقليص الوجود البشري الفلسطيني، ثالثاً دفعهم نحو الرحيل والتهجير والتشرد.
تصرفت قيادة المستعمرة بفاشية وكره عنصري، واستهتار بالغ بحياة البشر وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى ما يستطيعون قتلهم من الشباب والرجال.
لقد مارست المستعمرة سياسية التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وهذا هو مضمون الوصف الذي أطلقته المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية والسياسية ذات الصلة.
معركة 7 أكتوبر مازالت متواصلة، لم تتوقف، ولهذا لايمكن تقدير نتائجها الحاسمة، ذلك لأن الفلسطينيين صمدوا ولكنهم لم ينتصروا بعد، والإسرائيليون أخفقوا ولكنهم لم يُهزموا بعد، فالمعركة سجال، ونتائج الانتصار والهزيمة تعتمد على: 1- وقف إطلاق النار، 2- تبادل الأسرى، 3- إنسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، وهذا لم يتحقق بعد.
نتنياهو وفريقه عملوا على مواصلة المعركة، حتى لا يصلوا إلى نتيجة الهزيمة، بوقف إطلاق النار والخطوات اللاحقة بعدها، ولهذا أيضاً تعمل فصائل المقاومة وفي طليعتها حركة حماس على تقديم التنازلات الإجرائية، لحشر الإسرائيليين في زاوية الحرج أمام المجتمع الدولي بسبب رفضهم كل الوساطات والاقتراحات والصفقات المقدمة من الأطراف الوسيطة.
لقد أخفقت المستعمرة في:
1- مبادرة 7 أكتوبر، وفشلها إكتشاف التحضير الفلسطيني لهذه المبادرة الكفاحية الهجومية.
2- أخفقت في إنهاء المقاومة رغم سلسلة الاغتيالات التي قامت بها سواء من المقاومين على الأرض في ميدان المواجهة أو القيادات السياسية من خارج فلسطين: إسماعيل هنية وصالح العاروري وقيادات من فتح والجبهة الشعبية في لبنان.
3- أخفقت في دفع الفلسطينيين وترحيلهم من قطاع غزة إلى سيناء، رغم أنها تمكنت من ترحيلهم من شمال ووسط القطاع إلى الحدود المصرية الفلسطينية، ولكنها أخفقت في طردهم إلى خارج القطاع.
لقد تمكن نتنياهو من توسيع جغرافية ومضمون المواجهة لتشمل لبنان واليمن والعراق إضافة إلى سوريا وإيران، بسبب إخفاقه في معركة قطاع غزة، ولم تتضح نتائجها النهائية بعد.
بكل الأحوال ستبقى معركة 7 أكتوبر وتداعياتها عنوان الشرف والكرامة على طريق مواصلة الكفاح وصولاً إلى عودة الشعب الفلسطيني من منافي التشرد واللجوء إلى وطنهم الذي لا وطن لهم غيره: فلسطين، وانتزاع حقهم على أرضهم بالحرية والاستقلال.