• يمثل المعرض منصة ملهمة لطرح التساؤلات وفتح قنوات النقاش والحوار المعماري، تجاوباً مع التغير المناخي، مسلطاً الضوء على الصفات المكانية والمادية والملموسة الموجودة في البيئات ذات الوفرة القاحلة، من خلال دمج الممارسات المعمارية المتجذرة في بيئتها والتكنولوجيا المعاصرة داخل المناطق القاحلة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
  • يُقام المعرض تحت إشراف القيم الفني فيصل طبارة، بدعم من فريق بحثي يضم أعضاءً من خريجي الجامعة الأمريكية في الشارقة، ويضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية بعدسة الفنانة ريم فلكناز، إحدى خريجات الجامعة.
  • يرافق المعرض كتاب بعنوان “على مد البصر: مشاهد من وفرة قاحلة”، وقد تم تصوّره على أنه كتاب رحلة يتحدى التصورات السائدة حول البيئات القاحلة، وقد شارك في تحريره كل من فيصل طبارة وميثاء المزروعي، إحدى خريجات الجامعة الأمريكية في الشارقة.
  • يرحب المعرض بالزوّار والجمهور داخل الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية حتى 26 نوفمبر 2023.
  • يمكن للزوّار استكشاف محتويات المعرض عبر جولة افتراضية.

أبوظبي، الإمارات، 19 مايو 2023: افتتح معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، معرض “وفرة قاحلة”، احتفالاً بالمشاركة الخامسة للجناح الوطني لدولة الإمارات في الدورة الـ 18 من المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية. ويرحب المعرض بالزوّار والجمهور لاستكشاف محتواه الإبداعي حتى يوم 26 نوفمبر 2023 في المقر الدائم للجناح الوطني في منطقة “أرسنال- سالي دي آرمي” في بينالي البندقية.

ويبحث هذا المعرض، المُقام تحت رعاية القيّم الفني فيصل طبارة، الاحتمالات المعمارية التي يمكن استكشافها عندما نعيد تصوّر البيئات القاحلة كمساحات وفيرة. حيث يسلط الضوء على التقاطعات بين الممارسات المعمارية المتجذرة في بيئتها والتكنولوجيا المعاصرة داخل المناطق القاحلة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويستكشف المعرض الوفرة في الهضاب الصحراوية والوديان والسهول الساحلية في جبال الحجر وما حولها في دولة الإمارات.

وفي هذه المناسبة، قال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب: “إنّ مشاركتنا في هذه الاحتفالية العالمية المرموقة للفنون تترجم مكانة الإمارات الثقافية وتنوعها الاجتماعي، وتعكس إرثها الفنّي الغني الذي تجسّده المشاركات الإبداعية لمجموعة من الخبرات الفنية الإماراتية الفريدة، بما تطرحه من أفكار خلاقة تسهم في تميز ونجاح جناح الدولة في بينالي البندقية عاما بعد عام”.

وتابع معاليه: “من دواعي فخرنا أن يشكّل الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد 12 عاما منذ مشاركته الأولى، علامة فارقة ومنصة إبداعية ملهمة ذات شهرة وتقدير عالميين، وأن تعكس إنجازاته ضمن البينالي، المشهد الإبداعي في بلدنا، شاهدةً على مكانة الفنون فيها، ومدى تقديره من قبل الفنانين وصنّاع الثقافة حول العالم، كجسر من الإمارات إلى العالم، ومنصة حوار ثقافي ولقاء حضاري إنساني”.

وجاء افتتاح معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية وسط حضور كل من معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب؛ سعادة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار؛ معالي الشيخة بيبي الصباح، رئيس مجلس إدارة جمعية السدو الكويتية؛ و الأستاذة شذى الملا، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون بالإنابة بوزارة الثقافة والشباب ؛ وسعادة سعيد خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»؛ د. محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدولة الكويت بالإنابة؛ وناصر الخاجة، رئيس قسم الشؤون الإعلامية والدبلوماسية العامة لدى سفارة دولة الإمارات في إيطاليا؛ والدكتور فاركي بالاثوتشيريل، عميد كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية بالشارقة.

ومن جانبه، قال فيصل طبارة، القيم الفني لمعرض الجناح الوطني لدولة الإمارات 2023: “نطمح من خلال معرض ’وفرة قاحلة’ إلى تغيير التصورات التقليدية السائدة حول البيئات القاحلة التي تصفها بأنها فقيرة وشحيحة الموارد، وإعادة تصورها كمساحات منتجة وغزيرة بالموارد والمعرفة، من خلال استكشاف أنظمة بناء معاصرة وبديلة متجذرة في المحيط البيئي والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتنظر دراستنا البحثية إلى التقاطعات بين الممارسات المعمارية المتجذرة في بيئتها والحلول التكنولوجية المعاصرة، مثل تقنيات المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد والطباعة ثلاثية الأبعاد، بهدف تسليط الضوء على إمكانيات دمج البناء الحجري كشكل من الأشكال المعمارية المستدامة والقابلة للتكيف والتأقلم في الدول المتأثرة بالتغير المناخي، وبما يتناسب مع متطلبات وظروف بيئتها المحيطة”.

ويعتمد الجناح الوطني في معرضه “وفرة قاحلة” معالجة المعتقدات الخاطئة حول المساحات القاحلة ووصفها بمساحات شحيحة الموارد، مسلطاً الضوء على الأنظمة البيئية المزدهرة التي لطالما كانت متواجدة ومنتشرة في دولة الإمارات والمناطق المحيطة، وذلك من خلال الممارسات المرتبطة بالبيئة المحيطة التي طوّرها السكّان المحليون الذين استوعبوا بيئتهم جيداً وفهموا طبيعتها وسماتها الغالبة. ويتمثّل هدف معرض الجناح الوطني في إعادة تسليط الضوء على هذه الممارسات للتأقلم مع التغيرات في الظروف المناخية التي تساهم بدورها في تفاقم التحديات المرتبطة بالجفاف في كافة أنحاء العالم. وبالفعل، نجحت هذه الممارسات سابقًا في تعزيز أسس استقرار الحياة في تلك البيئات التي تعاني من ندرة المياه، ويمكننا تبني تلك الممارسات في بيئات وظروف أخرى، وهو ما سيخفف الضغوطات على استهلاك الموارد الطبيعية وسيبطئ وتيرة معدلات التدهور البيئي.

يركز معرض “وفرة قاحلة” على مثل هذه الممارسات المعمارية بهدف إبراز التقنيات والأساليب التي تتجاوب مع ظروف البيئة الجافة، مؤكداً بذلك أنها تُعد بمثابة نموذج معماري مستدام. وانطلاقاً من رؤيته القائمة على فحص الموارد المتواجدة في هذه المناطق وأساليبها المتبعة (الأساليب المعمارية المستوحاة من الممارسات المرتبطة بالبيئة المحيطة)، يسعى القيم الفني طبارة إلى بناء حوار حول مستقبل (يعتمد على إعادة تصوّر الممارسات المرتبطة بالبيئة المحيطة في المناطق القاحلة)، و(إعادة استكشاف ممارسات استغلال المواد الطبيعية)، و(تأكيد حقيقة أن الجفاف سيصبح واقع عالمياً في المستقبل)، وكل ذلك من خلال تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد الطبيعية.

يحول معرض «وفرة قاحلة» الجناح إلى بيئة تستعرض الصفات المكانية والمادية والملموسة الموجودة في البيئات ذات الوفرة القاحلة. تمكن اللوحات الصوتية والمرئية للفنانة المكلفة ريم فلكناز المتلقي من التفاعل مع بيئة جبال الحجر، وفي إطار تنفيذها لهذا المشروع الفني، سافرت ريم إلى سلسلة جبال الحجر برفقة المحررين و المساهمين الآخرين في كتاب المعرض، وفي بعض الأحيان بمفردها، حيث تسرد صورها الفوتوغرافية تفاصيل تجاربها الاستكشافية. في حين يتم إدخال سلسلة من التركيبات الحجرية في المعرض، تعمل كوسائل لعرض تكتيكات البناء المتعددة التي تم تقصيها في جبال الحجر مثل التكديس الجاف والتضمين والتغشية.

كما يضم المعرض بين أركانه لوحة كبيرة تحمل تفاصيلها جمال الطبيعة الساحرة والثقافة المادية في جبال الحجر، حيث تسرد ثمان قصص عن الممارسات التي تم ملاحظتها في رحلاتنا الميدانية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير هذا المعرض. وتسلّط هذه اللوحة الضوء على العلاقة الممتدة بين التراكيب الحجرية في مساحة المعرض واللوحات الصوتية / المرئية للفنانة ريم فلكناز. وتأكيداً على أهمية هذه الممارسات المحلية وإمكانية توظيفها في سياقات بيئية أخرى، استخدم المعرض عدة طرق في تجميع الأحجار بالاعتماد على مخلفات قطع الأحجار من المحاجر المتواجدة في منطقة فِنيتو الإيطالية. وقد تم استخدام العديد من التقنيات، مثل المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد والطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تساهم في تعزيز مرونة عمليات التصميم والتركيب، لتقديم أنظمة بناء معاصرة وبديلة متجذرة في بيئتها الثقافية والمادية.

وبدورها قالت أنجيلا مجلي، المدير التنفيذي لدى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان: “نحن فخورون بدور الجناح الوطني لدولة الإمارات الحيوي في تسليط الضوء على المعرفة والدراسات البحثية المحلية المبذولة في تطوير حلول مستدامة جماعية تواكب احتياجات المستقبل. وقد نجح الجناح الوطني لدولة الإمارات في ترسيخ مكانته منصّةً حيويةً تستعرض تطوّرات المشهد المعرفي والإبداعي المحلي على ساحة دولية طوال الـ 12 عاماً الماضية، مما يتيح لنا المشاركة بشكل فعال في الحوار العالمي المستمر”.

ومن جانبها، قالت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية: “يصادف هذا العام المشاركة الثانية عشرة لدولة الإمارات في بينالي البندقية، بينما نواصل دروبنا نحو استكشاف وإبراز زخم تطورات المشهد الثقافي في دولة الإمارات. وقد أصبحت الحاجة إلى التكيّف مع المتغيرات المناخية ضرورة مُلحةً بل ومصدراً باعثاً للتحديات والقلق المتزايد في جميع أنحاء العالم، ولعل هذا ما يُبرز أهمية الدراسة البحثية للقيم الفني فيصل التي تتيح لنا طرح رؤية محلية ثاقبة وتقديم أفكار محتملة لمعالجة هذه القضية الحيوية، خصوصاً وأننا على أعتاب حقبة جديدة من عالم يسوده الجفاف في العديد من الدول”.

ويرافق المعرض هذا العام كتاب بعنوان “”على مد البصر: مشاهد من وفرة قاحلة”، شارك في تحريره كل من فيصل طبارة وميثاء المزروعي، وقد تم تصوّره على أنه كتاب رحلة سفر يقدم رؤية جديدة تخالف التصوّرات المسبقة حول البيئة القاحلة، وهو يدعو إلى تغيير نظرتنا إلى الجفاف من خلال استكشافه كمفهوم والتعامل معه كحالة ديناميكية يمكن أن تكون حالة ذهنية أو ممارسة أو هوية مشتركة. ويُعد هذا الكتاب مرجعاً لنصوص السفر و الرحلات الاستكشافية، التي لطالما اتسمت بوصف البيئات القاحلة بأنها مساحات خالية من الحياة. وقد تعاون محررو هذا الكتاب على دحض هذه الرؤية التقليدية عبر طرح مفاهيم وأفكار جديدة حول وفرة البيئات القاحلة من خلال تقديم رؤى وأبعاد جديدة للوقوف على الإمكانات الغزيرة في البيئات القاحلة. وبجانب الدراسة البحثية المقدمة من فريق التقييم الفني للمعرض، فإن الكتاب يستعرض كذلك صورا فوتوغرافية بعدسة الفنانة ريم فلكناز خلال رحلتها الاستكشافية، بالإضافة إلى سلسلة من المقالات العلمية وقصص السفر وأبيات شعر مقدمة من كوادر أكاديمية ومهندسين وفنانين وخبراء جغرافيين وباحثين مقيمين في المنطقة. وسيتوفر هذا الكتاب، الصادر عن دار كاف للتوزيع والنشر، للشراء في وقت لاحق سيتم الإعلان عنه قريباً.

وقد تعاون فيصل طبارة، الذي تم اختياره قيماً فنياً هذا العام من خلال دعوة مشاركة مفتوحة من الجناح الوطني لدولة الإمارات، في تطوير هذا المشروع مع فريقه البحثي الذي يضم أعضاءً من خريجي الجامعة الأمريكية في الشارقة. وقد تضمن فريق التقييم الفني ثلاثة من متدربي برنامج التدريب في بينالي البندقية التابع للجناح الوطني. ويواصل الجناح الوطني لدولة الإمارات بحث سبُل التعاون مع الجامعات المحلية، مثل الجامعة الأمريكية في الشارقة، انطلاقاً من التزامه بدعم الجيل القادم من الكوادر الثقافية والقيمين الفنيين والخبراء الإبداعين بجانب تسليط الضوء على الدراسات والأبحاث المحلية القادمة من دولة الإمارات.

ويرحب معرض “وفرة قاحلة” بالجمهور خلال الدورة الحالية من المعرض الدولي للعمارة حتى يوم 26 نوفمبر 2023. ويمكن للزوّار استكشاف محتويات المعرض عبر جولة افتراضية في الموقع الإلكتروني للجناح الوطني لدولة الإمارات.

ويصادف هذا المعرض المشاركة الخامسة للجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية.

وتتولى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم من وزارة الثقافة والشباب، كما يمتلك الجناح الوطني مقراً دائماً في موقع “أرسينال – سالي دي آرمي”.

ويوجّه الجناح الوطني لدولة الإمارات رسالة شكر خاصة إلى الجامعة الأمريكية في الشارقة، والشكر موصول للمركز الدولي للزراعة الملحية، تقديراً لدورهما المحوري في دعم المعرض.

لمعرفة المزيد من المعلومات حول مشاركة دولة الإمارات في بينالي البندقية، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني nationalpavilionuae.org أو يمكنكم متابعة كل جديد حول الجناح الوطني لدولة الإمارات عبر فيسبوك وإنستغرام وتويتر.

-انتهى-