شارك الشاعر الدكتور محمد عبدالله البريكى مدير بيت الشعر فى الشارقة فى مهرجان أبو ظبى للشعر في دورته الأولى بورقة بحثية حملت عنوان “أنسنة الكائنات في الشعر الإماراتي.. النخلة والصقر أنموذجا”، قدم خلالها رؤية جمالية من فلذات الإبداع الإماراتي بأسلوب نقدي استقصى من خلاله الظواهر الشعرية التي ارتبطت بالنخلة والصقر، إذ اختار نماذج من واقع التاريخ الإماراتي، وتطرق البريكي إلى قيمة ودلالة الصقر والنخلة في الشعر المحلى، وكيف وردا فى قصائد شوقد أوضح “البريكى” ما حظي به الصقر من مكانة، وكيف أصبح رمزاً للهوية الإماراتية، وخصوصاً الصقر الحر، وما يمثله من دلالات أهلته لأن يتبوأ هذه المكانة، وكيف قدره أهل الإمارات بإقامة معارض للصيد، ورحلات “المقناص” وفتح مراكز للمحافظة عليه من الانقراض، وألمح إلى ما حظيت به النخلة أيضاً من اهتمام على مستوى القيادة والشعب، وكيف أن الدعم الذي حظيت به كان له بالغ الأثر في شحن مشاعر الشعراء بطاقات إبداعية أبرزت دورها في الحياة الإماراتية من الشعراء الفصيح والنبطى، بشواهد شعرية اقتطفها من كنز كبير تزخر به ذاكرة الشعر الإماراتي. .
وقال مدير بيت الشعر في الشارقة إن مهرجان أبو ظبى للشعر أعلى من قيمة الموروث المحلي الإماراتي، بإبراز رسالته الحضارية، ومدى استيعابه للظواهر الأدبية التى وجدت فيه كنزاً ثرياً منذ القدم، فكان مصدراً ثرياً لشعرية القصيدة، ولا يزال، وأن هذه الدورة الاستثنائية التى حظيت برعاية وحضور الشيخ خالد بن محمد آل نهيان ولى عهد أبوظبى رئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبي، أتاحت الفرصة للشعراء والباحثين فى تبادل الحوار الثقافى على نطاق واسع، وهو ما خلق تفاعلاً كبيراً بين المبدعين والجمهور، إذ استحضر مؤتمر أبوظبى للشعر قيماً متعلقة بالهوية الإماراتية، وأهمية الموروث فى الوعى الجمعى لدى المثقفين والأدباء والنقاد، كون الموروث الشعبى الإماراتى هو ظاهرة تستحق التأمل ومن ثم الاستغراق فى بحث تفاصيله والتمعن فى عناصره المشوقة عبر الزمن.
وأوضح الشاعر محمد البريكي أن ما لمسه الجمهور من زخم الفعاليات وتنوعها وجدية موضوعاتها الإبداعية، هو أمر يتسق مع قيم الجمال وروح التفاعل المثمر في مثل هذه المؤتمرات الكبرى التى ترصد وتحلل الظواهر الشعرية، ومدى ارتباطها بالموروث الأصيل، ما يبرز مواطن الثراء الفكري من خلال النقاشات التي دارت خلال فترة المهرجان، فالاهتمام بالشعر هو ضرورة إنسانية تدفع المجتمعات إلى التقدم والريادة الحضارية.