فنان شخصية “الجميلة والوحش” يقدم ورشة إبداعية في مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة 2024
عرّف المشاركين على أساسيات إنشاء الشخصيات الكلاسيكية
شهدت فعاليات الدورة الثانية من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة”، أمس (الجمعة) الموافق 3 مايو، ورشة عمل بعنوان “إنشاء الشخصيات الكلاسيكية”، قدمها نيك رانييري، الفنان العالمي المتخصص بتحريك صور شخصيات عدد من أفلام “ديزني”، أبرزها شخصية هاديس في فيلم “هرقل”، ولوميير في فيلم “الجميلة والوحش”، ورالف في فيلم “رالف المدمر”، حيث شارك خبرته وأفكاره مع الحضور حول عالم الرسوم المتحركة وأساسيات تصميم الشخصيات.
رحلة إبداعية تلهم الحضور
وشارك نيك رانييري رحلته في عالم الرسوم المتحركة، انطلاقاً من أيامه الأولى كفنان مبتدئ، وصولاً إلى احترافه والعمل لدى شركة “ديزني” في تصميم وإنشاء وتحريك الشخصيات، وأمتع الجمهور بقصص فريدة من مسيرته المهنية، مسلطاً الضوء على عدد من التحديات التي واجهته وكيف استطاع التغلب عليها، إلى جانب أبرز الدروس التي تعلمها خلال تجربته الطويلة، وشكّل شغفه والتزامه الراسخ بعمله الإبداعي مصدر إلهام أسهم بتحفيز المشاركين للانطلاق في رحلاتهم الإبداعية.
وركزت الورشة على تصوّر وتصميم الشخصيات، حيث ناقش رانييري تفاصيل إنشاء شخصيات مميزة لا يمكن نسيانها بسهولة، مؤكداً أهمية فهم الشخصيات، ودوافعها، وخلفياتها، ودورها ومساهمتها في الإطار الكلي للقصة، وشارك منهجه في تطوير الشخصيات، والذي يشمل تقنيات تجسيد جوهر الشخصية من خلال الرسوم الأولية، وبلورة التصاميم وصقلها، وتحريكها، وتحويلها من صور متخيلة إلى شخصيات تنبض بالحياة، وتفاعل الحضور مع السرد القصصي للرسوم المتحركة، والقصص التي شاركها.
تطوير شخصية لا يمكن نسيانها
وحول نصيحته لتطوير الشخصيات، قال رانييري: “إن إنشاء الشخصيات يشبه بث الحياة في لوحة فارغة من خلال الرسوم والألوان، وإعطاءها هوية وسمات وخصائص متميزة تجلعها تخرج من الشاشة وتدخل إلى قلب المشاهد، فكل شخصية تروي قصة، ومهمتنا كفناني تحريك صور هي بث الحياة في تلك القصة من خلال الحركات والتعبيرات”.
وتطرق رانييري إلى تطور تقنيات فن الرسوم المتحركة، حيث ناقش التحول من النموذج التقليدي الذي يوجه فيه الرسام كل إطار يدوياً، إلى الأساليب الحديثة باستخدام الكمبيوتر، كما سلط الضوء على التقنيات التي تسهم في توفير الوقت والتي يتم استخدامها في صناعة تحريك الصور في يومنا الحاضر، ومنها الرسم والتلوين والتجهيز الرقمي، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية الحفاظ على المهارات الأساسية التقليدية، ولاقى هذا المزيج من الأساليب التقليدية والحديثة استحسان الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للقيمة المضافة التي قدمها إليهم من خلال مساعدتهم على فهم تاريخ وأساسيات وتوجهات فن الرسوم المتحركة.
تقييمات ونصائح ثمينة
وتفاعل رانييري مع الحضور طوال الورشة، وقدّم تقييمات ونصائح وملاحظات متخصصة حول أعمالهم، حيث أسهم شغفه وحماسته وخبرته بتعزيز الروح المجتمعية بين المشاركين في جو ديناميكي وتفاعلي، واختتمت الورشة بالإجابة على أسئلة الحضور، حيث شارك رانييري أفكاره حول مستقبل صناعة الرسوم المتحركة وأهمية الابتكار فيها، مؤكداً حاجة الفنانين إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على الرؤية الفنية والسرد القصصي الجذاب الذي يشكّل أساس وجوهر فن الرسوم المتحركة.
وتأتي هذه الورشة ضمن برنامج حافل يتضمن أكثر من 60 فعالية، يقدمها “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة 2024” حتى 5 مايو الجاري في “مركز إكسبو الشارقة”.